القلب يعشق كل جميل

كتبت/ ساره جمال

نحن من نعطي الأشياء جمالاً فوق جمالها. وفي حال لم تكن جميلة فنحن من نمنحها الجمال بحبنا للجمال؛ فهو ثالث القيم الثلاثة: الحق والخير والجمال.

هل أصبح لدينا ازمة ذوق؟! سؤال قد يبدو صادما للوهلة الاولى ..

ولكن من يسير في الشوارع يمكن ان يستوعبه, بل ويطرح السؤال نفسه نظرا لما يلمسه من مناظر وصور موجعة في كل مكان. وربما نعيد صياغة السؤال لنقول : هل فقدنا الاحساس بالذوق والجمال ؟ الإجابة: نعم .. نظرا للخراب الكبير الذي تمتد زعانفه في كل مجال تقريبا وفي خضم هذه الصور الرمادية الكالحة التي هيمنت على المشهد حولنا.

الجمال تربية وهو يتمظهر في ابسط الاشياء؛ فالذي نفسه بغير جمال, لا يرى في الوجود شيئا جميلا؛ لذلك هو يتمظهر في ابسط شئ نلمسه في محيطنا, إن ساعدنا انفسنا على تنفس الجمال.

الجمال إحساس .. الجمال رفض لكل قبح يمثله موقف خارج سياق الطبيعة السوية .. الطبيعة جمال وطُهر مالم تمتد اليها يد عابث غير عابئ بالجمال .. تذوق الجمال يهذب النفس ويجعل العين محصنة لا تتقبل اى منظر يخدش الطبيعة السوية.

طالما ألهمتني الأمور البسيطة في الحياة، ورأيت في تلك الأشياء جمالاً مدهشاً، وأصبحت أنسى نفسي في بعض الأحيان حين أرى تلك الأشياء البسيطة والجميلة التي لا يلحظها الناس غالبا .. وتغيرت نظرتي وتغيرت أنا أيضا؛ أحسست صدقاً بمدى متعة الحياة عندما بدأت بممارسة رؤية الجمال في جوانب حياتي.

ولأن القلب يعشق كل جميل؛ أصبحت أحب من الأشياء كل ما هو مطمئن يبعث الراحة في النفس ويزيل الخوف وينشر السلام؛ أحب نزول المطر، والشتاء، وأول الصباح، وصوت العصافير، أحب البحر والخضرة، وقوس قزح، أهيم في شكل السماء وقت الغروب، والسحاب، أحب القهوة والشاي والورد والشكولاتة.

أشعر بسعادة كبيرة حين أشتري قلادة جديدة أو كتاب، وأكون ممتنة لكل من أهداني أي منهم دون أن يشعر حجم الأثر الطيب الذي تركه. أحب المزيكا، والكمانجات، وصوت العود. أحب الأفلام والسينمات، والكتب. أحب اللون الأزرق والأخضر ودرجاتهم .. ألوان الطبيعة.

أحب الجمال والخير والحب والسلام؛ فاذكرني حين ترى أي منهم وابتسم.