القارة الإفريقية و الإرهاب الجهادي
ترجمة: د. رانيا الشاعر
تلك السعادة التي امتلئت بها الدولة الأفريقية كانت هشة ، احتفلت مدينة براوة الصومالية الواقعة على جنوب العاصمة مقديشو بافتتاح مطارها في شهر مارس الماضي. كانت تلك المرافق المتهالكة ولسان من الرمال المضغوطة والمبنى ذي اللون الكريمي المكون من طابقين تمثل انتصاراً على جماعة الشباب “الجهادية” التي تسيطر على وسط وجنوب البلاد.
وبعيداً عن الموسيقى والشباب الذين يلوحون بالأعلام في استقبال السلطات، أكدت الكواليس وراء هذا الحدث أنه ما زال هناك الكثير من العمل للقيام به: قام أكثر من 200 ضابط صومالي بحماية محيط المطار خلال الحفل الذي استمر لمدة ساعتين بدبابة واحدة وثلاث عربات مصفحة، بينما عشرات من رجال الأمن الخاص بلكنات مختلفة (دول البلقان وروسيا وإيطاليا) مدججين بالسلاح يحمون الممثلين الدوليين ولم يفارقوهم للحظة واحدة، والذين سارعوا ليستقلوا طائراتهم فور انتهاء خطاباتهم.
من زاوية، كان يتابع الاحتفال بفرح عارم الصحفي الصومالي أجوس سانورا، علق سانورا قائلاً أن “هذا المطار يعد انتصاراً في معركة واحدة، ولكن الحرب ضد جماعة الشباب ستكون طويلة، فهي لا تزال تسيطر على الكثير من الأراضي وكذلك مدن بأكملها. وستستمر في تشكيل تهديداً حتى تنجح الحكومة في قطع مصادر تمويلها”. وبتلك الكلمات عبّر سانورا عن إدراكه أن الأمر لن يكون سهلاً، وبعد شهر واحد فقط تصدت قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال لهجوم إرهابي وقع في المطار.
وينبع من هذه الرغبة والشغف العارم للاحتفال بتفوق هش مثل ما حدث في مدينة براوة الصومالية، قلق متزايد بشأن التقدم الإرهابي “الجهادي” الجائح في أفريقيا. بالإضافة إلى الصومال التي ضربتها الجماعة الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة منذ خمسة عشر عاماً، شهد العام الماضي تدهور لعنيف في دول منطقة الساحل( مالي والنيجر وبوركينا فاسو) ودول بحيرة تشاد (نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد) وظهور بؤر إرهابية جديدة تحت راية الإسلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية أو شمال موزمبيق.