بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
إن الله عز وجل ، نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه،
وكان خالد بن الوليد كغيره من أبناء قريش، معاديا للإسلام ناقما على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثم فقد كان حريصا على محاربة الإسلام والمسلمين.
وفي الحديبية خرج خالد بن الوليد، على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم صلح الحديبية،
وتعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: ” أين خالد؟ ” فقال الوليد: يأتي به الله، فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” ما مثله يجهل الاسلام.
وبعد دخول خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه في دين الإسلام بدأ يعمل ويجتهد لنصرة الإسلام والمسلمين ونشر الدين الإسلامي في أنحاء الأرض، وكان قائدا عسكريا في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين وكان له إنجازات عظيمة في ذلك
وقد أبلى فيها خالد بن الوليد بلاء حسنا، وقاتل بشجاعة، وثبت في المعركة بعد أن فرَ من كان معه من بني سليم، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة فلما علم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ،بما أصابه، سأل عن رَحْله ليعوده، ولكن هذه الجراح البليغة لم تمنع خالدا أن يكون على رأس جيش المسلمين حينما خرج إلى الطائف لحرب ثقيف وهوازن.