بقلم / السيد سليم
انتهي مشهد الاتفاق واالتزم كلا منهما بما تعاهدا عليه موسي قدم المهر بعمله مع شعيب ثماني حجج وقيل عشر سنوات وشعيب أوفى وقدم ابنته زوجة لموسي عليه السلام ..
وننتقل الي فصلا آخر ومشهد صحبة موسي لزوجته ويفتح الستار بقوله تعالي
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فلما وفى موسى صاحبه الأجل الذي فارقه عليه, عند إنكاحه إياه ابنته, وذكر أن الذي وفَّاه من الأجلين, أتمهما وأكملهما, وذلك العشر الحجج, على أن بعض أهل العلم قد روي عنه أنه قال: زاد مع العشر عَشْرا أخرى.
عن سعيد بن جُبَيْر, قال: سألت ابن عباس: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال: خيرهما وأوفاهما.
وقيل قضى أكثرهما وأطيبهما, إن النبيّ إذا وعد لم يخلف
عن ابن عباس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” سألْتُ جبْرَائِيلَ: أَيُّ الأجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى؟ قَالَ: أَتَمَّهُمَا وَأَكْمَلَهُمَا
وقيل لما دعا نبيّ الله موسى صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما, قال له صاحبه: كلّ شاة ولدت على غير لونها فلك ولد, فعمد, فرفع خيالا على الماء, فلما رأت الخيال, فزعت, فجالت جولة فولدن كلهنّ بُلقا, إلا شاة واحدة, فذهب بأولادهنّ ذلك العام
.
( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ) شاخصا بهم إلى منـزله من مصر ( آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ ) يعني بقوله: آنس: أبصر وأحسّ
وقوله: ( لأهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ) يقول: قال موسى لأهله: تَمهَّلُوا وانتظروا: إنّي أبصرت نارا( لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا )يعني من النار ( بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ ) يقول: أو آتيكم بقطعة غليظة من الحطب فيها النار, وهي مثل الجِذْمة
والجذوة: أصل شجرة فيها نار.أَوْ جَذْوَةٍ أو شُعلة من النار.
.وقوله: ( لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )يقول: لعلكم تسخنون بها من البرد
وينتهي هذا المشهد لإنتقال بعد ذالك الي معجزات أنعم الله بها علي موسي عليه السلام.والي لقاء