الطفل

الغيرة عند الطفل

كتبت /  هبة صالح

فالغيرة تعد حالة إنفعالية يشعر بها الطفل ، ويحاول إخفاءها ، ولا تظهر إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها.
الغيرة عند الطفل هي مزيج من الإحساس بالفشل وانفعال الغضب.

ويعتبرالسلوك العدائي والأنانية والإرتباك  والإنزواء أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال.

والغيرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.

والغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة ، أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته ، ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات ، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل.

والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه.

وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته ، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل ، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز ، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام حتى.

عندما تتحول الغيرة إلى مشكلة يكون هناك أسباب لهذه المشكلة

هذه الأسباب هي:

– الحرمان من العطف والحنان من الوالدين إلى الأبناء.
– المقارنة الهدامة بين الأطفال سواء كان بالصراحة أو السلوك.
– المشاجرات المستمرة بين الوالدين .
-ومن خوف الطفل من فقد بعض امتيازاته أو احتياجاته الأساسية كالحب والعطف مثلا

-تحدث الغيرة عند الطفل إذا ظهر آخر ولقي معاملة حسنة.
– المقارنة بين طفل وآخر والتفريق في المعاملة بين الأطفال وبعضهم البعض سبب في حدوث مشكلة الغيرة.
– إضعاف ثقة الطفل بنفسه تشعره بالإحباط ومن ثم بالغيرة
– الشعور بالنقص لدي الطفل يدفعه للغيرة خاصة إذا كانت جوانب النقص ترجع لعيوب جسمية أو عقلية

– عدم سماح الأهل للطفل بإظهار مشاعر الغيرة على نحو سليم يساهم في كبت هذه المشاعر مما يعزز لدى الطفل الإحساس بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه فيزداد لديه الإحباط وعدم الثقة بالنفس.

– عقاب الطفل الجسدي بالضرب إذا أظهر غيرته نحو أخيه يزيد لدى الطفل مشاعر الغيرة السلبية والتي تظهر على شكل عداء نحو أخيه.

*مظاهر الغيرة:

– وتحدث اما خارجية عن طريق التحطيم واتلاف الأشياء
أو داخلية وتظهر في قضم الأظافر أو مص الأصابع أو التبول اللا ارادي
أو عن طريق الحصول على ما فقده بطريقة التودد والتقرب .

 أشكال الغيرة عند الطفل:

تظهر الغيرة عن طريق

– صراخ الطفل والعبث بأغراض الآخرين أو سرقتها أو تدميرها .
– الإعتداء الجسدي بالضرب أو القرص .
– الإزعاج وإلقاء الطفل للشتائم وإقلاق الراحة .
– عندما يتقدم الطفل بالعمر ( بعد العاشرة ) تأخذ الغيرة شكل التجسس والوشاية والإيقاع بالآخرين
– وتظهر الغيرة عند الأطفال الصغار بالقيام بتصنع الحب الزائد نحو الطفل الجديد وذلك لإخفاء مشاعر الغيرة الدفينة.
– وإذا أتيحت الفرصة للطفل الغيور حتى يقوم بإيذاء أخيه بالضرب أو بالعض فسيقوم بها .

ماهو تأثير الغيرة على النمو لدى الطفل؟

الغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعياً حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور، لرغبتهم في إشباع حاجاتهم، دون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات، وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.
والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الفرد ويسبب له صراعات نفسية متعددة، وهى تمثل خطراً داهما على توافقه الشخصي والاجتماعي، بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر، أو الرغبة في شد انتباه الآخرين، وجلب عطفهم بشتى الطرق، أو التظاهر بالمرض، أو الخوف والقلق، أو بمظاهر العدوان السافر.
من أجل ذلك يجب البحث عن علاج لهذه المشكلة عن طريق:

1- إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء .
2 – تعليم الطفل أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين.
3 – تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين .
4 – بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده .
5 – أن تكون العلاقات بين الطفل وأقرانه قائمة علي أساس المساواة والعدل ، دون تميز أو تفضيل على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته .
6 – على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل ، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقا .ً
7 – في حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الطفل الصغير عناية أكثر مما يلزمه ، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته.
وهنا أود أن أنصح جميع الآباء والأمهات بأن يكون الفرق العمري بين الطفل الأول والتالي
ثلاث سنوات حتى يحصل الطفل الأول على كافة احتياجاته الجسمية والنفسية والعاطفية.
لأن الطفل حتى عمر الثلاث سنوات يحتاج الحنان والعطف ويحتاج لأمه.
وأخيراً….
في حال ولادة طفل جديد يستطيع الأب أن يعوض
الطفل الكبير ويعطيه بعض الاهتمام ويحل ببعض الأماكن مكان الأم
وهكذا لا يتمركز الطفل حول أمه بل يتشارك الأب والأم بعض المهمام التي تعتبر سهلة بالنسبة للأب مثل حمام الطفل واطعامه حتى أخذه للنوم
والخروج سويا لشراء بعض الأشياء.
كل هذا من شأنه أن يخفف الحمل عن الأم وعن الطفل الذي يشعر بالغيرة
ف يحس أن لديه مميزات تفوق تلك التي لدى أخوه الرضيع.
وبالنسبة للغيرة لدى الأطفال الأكبر سناً:
يجب أن نعمل على

· تنمية الهوايات المختلفة بين الأطفال كالموسيقى والتصوير والرياضة.
· المساواة في المعاملة بين الأبناء وبين الصبيان والبنات
وأيضاً
· عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض ، فأن هذا يثير الغيرة بين الأخوة.

وعلينا أن ندرك ك آباء وأمهات أن الغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب ، لذلك يجب على الوالدين تقبل سلوك الغيرة عند الطفل كحقيقة واقعة ، وفى نفس الوقت لا تسمح بزيادتها ، فالقليل من الغيرة عند الطفل حافز على المنافسة والتفوق ، أما الكثير من الغيرة عند الطفل يضر بشخصية ونمو الطفل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى