العواطف .. أنا إنسان ..
العواطف .. أنا إنسان ..
بقلم /حازم خزام بالهيئة العامة للإستعلامات برئاسة الجمهورية
متابعة/ وفاء عبد السلام
الشرقية
ما معنى العواطف ؟!! من منظور علم النفس الإجتماعى .. إقرأ فالإنسان عدوا لما يجهله !
هي خبرات انفعالية توصل مشاعرنا إلى الناس الآخرين بسرعة تامة وبمقدورها أيضا أن تحمينا من الأذى وتختلف العواطف عن التفكير والمحاكمة العقلية في كونها لا إرادية من ناحية. وآليه من ناحية ثانية فعندما يكون الفرد منا خائفا فإنه يصبح مهيئا بشكل آلي إما للحرب أو الدفاع عن ذاته انك قد تقرر أن تظل هادئا ومتزنا عندما يقوم شخص آخر بإحراجك ولكن تورد خديك بفصح عن الحالة النفسية التي تعتريك والعواطف مثل الخوف والغضب والابتهاج والدهشة هي أمور أساسية وسريعة الحدوث إننا عندما نسمع صوتا غريبا ومفاجئا فقد نشعر بالخوف في الحال وعندها نبدأ نفكر بطريقة منطقية فيما إذا كان هنالك ما يخيف حقا والعواطف موجودة منذ وجود الإنسان على هذه الأرض وبعضها موجود عند الإنسان والحيوان معا.
ما هي العواطف وماذا تعمل؟
إننا كثيرا ما نغضب أو نجرح مع أننا لا نريد ذلك كما أننا قد نقع في الحب عن طريق الصدفة
إن العواطف تتشابه عند جميع الناس وحتى بين الناس والحيوانات
والعواطف تتضمن استجابات آلية نوعا ما للمواقف المختلفة وهذه الاستجابات تكون لا إرادية وهي غير خاضعة للتحكم الشعوري والعواطف تحفز العضوية وتجعلها جاهزة للاستجابة حسب مقتضيات الموقف ومن المؤكد أن العواطف فد تطورت مثلما تطورت اللغة وأشكال المعرفة الإنسانية الأخرى
وظائف العواطف
للعواطف طابع حركي حيث أنها تحرك السلوك وتوجهه والعواطف الرئيسية والتغيرات الخاصة بها تتطابق في حالة معظم فصائل الحيوانات وعلى أية حال فإن الخبرات العاطفية البشرية هي أكثر تعقيدا مما في حالة الحيوانات فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يضحك عندما يكون مسرورا كما انه الوحيد تقريبا الذي يبكى عندما يكون حزينا (الدب هو الآخر يتصف بذلك)
ولكن لماذا لدينا عواطف؟
لأن العواطف لها فوائد ووظائف مختلفة فهي تثيرنا وتساعد على تنظيم خبراتنا وتوجه نشاطنا وتحافظ عليه كما أنها توجه الآخرين بنوع الانفعال والأفعال التي يحتمل أن نقوم بها وفي ما يلي شرح لهذه الوظائف المختلفة
الإثارة:
تدفعنا العواطف إلى العمل وهي بمثابة إشارة إلى أن شيئا هاما سوف يحدث فالحيوان الذي يصبح خائفا ومهتاجا عندما يري عدوا قادما إليه يكون أكثر استعدادا للاستجابة والدفاع عن نفسه وبالتالي فإن احتمالات بقائه على قيد الحياة تزداد والعواطف تعطى السلوك قوته وزخمه كما أن العواطف على إختلافها وتضادها منا مثل الغضب والابتهاج هي التي تحرك نظام الطوارئ في الجسم .
التنظيم:
العواطف تساعدنا على تنظيم خبراتنا فحالاتنا العاطفية هي التي تشكل إدراكنا لذاتنا وإدراكنا للآخرين فإذا صدف أن كان مدرسك في حالة غضب فإنه قد لا يكون من المناسب أن تطلب منه السماح لك بتسليم واجب مدرسي في وقت متأخر عن الموعد المقرر لذلك وقد يكون غضب المدرس ناشئا عن خلاف حول مشكلة عائلية في اليوم السابق أو بسبب إنزعاجه من زحمة السير في طريقه إلى العمل ولكن هذه العواطف مع اختلاف مصادرها وأسبابها فمن المحتمل أنها تمتد إلى أمور أخري تقع في محيط المدرسة وبذلك تكون فكرته عنها ويصبح سلوكه غير عادي تبعا لذلك.
من هنا يمكن القول بأن العواطف تنظم شعورنا باتجاه الأشياء فإذا كان الفرد في مزاج مريح فكل شيء في ما يحيط به يكون بالنسبة له على ما يرام أي انه ينظر على العالم المحيط به بنظرة وردية وعندما يكون في مزاجه سيئ فإن جميع الأشياء تكون سيئة والعواطف تؤثر على الإدراك فعندما تكون غاضبا فإنك ترى الآخرين غاضبين كذلك حتى ولم يكونوا كذلك.
توجيه السلوك والمحافظة عليه:
الحيوان الهائج يمكن أن يهاجم والشخص الخائف يمكن أن يهرب في الحال بينما الشخص المبتهج فإنه يميل إلى العمل والنشاط.
إن العواطف بكل بساطة هي موجهات للسلوك ولها أدوار تكيفيه تتخيل السلوك الذي يدخل على البعض جراء أكل الأطعمة حلوة المذاق ألا يدفعنا هذا الشعور إلى البحث عن أشياء حلوة المذاق لنأكلها!
والعواطف ليست فقط موجهه للسلوك وإنما هي تحافظ على استمراريته أيضا فإذا كنت خائفا فإنك على الأغلب سوف تسرع في الركض هاربا بدرجة أكبر مما هي عليه الحال فيما لو كنت ضجرا وردود الفعل من هذا النوع مفيدة في تجنب المخاطر ويعي المدربون الرياضيون هذه الظاهرة ولذا فهم يميلون إلى جعل أفراد الفريق الذي يشرفون عليه في حالة شد عاطفي من خلال النصائح والإرشادات التي يقومون بتقديمها بشكل سريع وقبل موعد المباريات مباشرة
التجريب في علم النفس
نتيجةً لقصور منهج التأمل الذاتي في دراسة الظواهر النفسية لجأ علم النفس إلي استخدام المنهج التجريبي أو منهج الملاحظة الخارجية والتجربة. فهذا المنهج يرفض كل تأمل أو إغراق في الغيبيات ، وهدفه هو دراسة السلوك الخارجي للإنسان وظواهره المحسوسة التي يمكن أن تجرى عليها التجارب المختلفة، فالحالات النفسية المتعددة كالتعب، والقلق، والحزن، والفرح وغيرها ليست حالات باطنية فقط كما اعتقد أصحاب منهج الاستبطان. بل يمكن مشاهدة ظواهرها الخارجية في السلوك الإنساني كتراخي اليدين مثلاً أو إصفرار الوجه أو إضطراب الحركة. لذلك بدأ علماء النفس المحدثون في إقتباس خطوات المنهج التجريبي المستخدم في العلوم الطبيعية بعد أن لاحظوا النتائج التقنية التي وصلت إليها عن طريق هذا المنهج فأرادوا أن يحققوا في دراساتهم عن السلوك البشري نفس تلك النتائج وبالتالي إختلفت المناهج الجديدة لعلم النفس عن المناهج السابقة اختلافاً جوهرياً في إعتمادها الأساسي على الملاحظة والتجربة.
خطوات المنهج التجريبي
- الملاحظة وتحديد موضوع البحث، حيث يلاحظ الباحث السلوك القائم أمامه فعلاً، ويحدد المشكلة التي يريد دراستها وتفسيرها. 2. جمع المعلومات المتصلة بهذه الظاهرة، ووضع عدة فروض يفسرها بواسطتها.
- اختبار صحة هذه الفروض بإجراء التجارب المختلفة الممكنة التحقيق.
- التوصل إلي النتائج، ووضع القانون العام الذي يحكم هذه الظاهرة.
أسس المنهج التجريبي
- أن الحالات النفسية ليست حالات باطنية فقط بل يمكن ملاحظة ظواهرها الخارجية في السلوك الإنساني، مثلاً: حالات الخوف و القلق والفرح والحزن يمكن ملاحظة مظاهرها الخارجية في سلوك الفرد كإطراب حركاته أو تقلص عضلاته أو إرتخائها أو إصفرار الوجه أو احمراره أو سرعة ضربات القلب.
- أن السلوك الخارجي للفرد ومظاهره المحسوسة يمكن أن تخضع للملاحظة المقصودة المنظمة القائم أغلبها على أجراء التجارب، ففي الإمكان ملاحظة سلوك الأطفال اتجاه الألعاب التي تقدمها لهم في فترة زمنية طويلة تسجل خلالها ملاحظاتنا لتدرس ما يحدث لسلوكهم اتجاه تلك الألعاب من تغيرات، ونحاول تفسيرها. كذلك يمكن التأثير على الآخرين بمؤثرات معينة مفزعة أو مفرحة أو محزنة، وملاحظة ما يحدث تبعاً لذلك.
- اعتماد المنهج التجريبي على القياس الكمي، بالإضافة على اعتماده على الملاحظة والتجربة مما كان له أثار كبيرة في التوسع في إجراء التجارب المختلفة على السلوك الإنساني وقياس هذا السلوك قياساً كمياً بواسطة المقاييس المتعددة.
- بالإضافة إلي استخدام الملاحظة والقياس، استخدم المنهج التجريبي على نطاق واسع في الدراسات النفسية، وبعض التجارب يجريها علماء النفس في معامل خاصة، مجهزة بأدق الأجهزة حيث أمكن إجراء التجارب على الراشدين والأطفال و الحيوانات.
وسائل القياس في علم النفس
تنوعت وسائل القياس منذ منتصف القرن التاسع عشر، فإما أن تقاس الظاهرة النفسية بواسطة اختبارات لفظية وعملية كاختبارات الذكاء، والقدرات العقلية مثلاً عن طريق الأجهزة المختلفة:
1. جهاز الكرونسكوب: لقياس زمن الرجعة وهو يحدد الزمن المستغرق بين وقوع المؤثر وحدوث رد الفعل(الاستجابة) لدى الكائن الحي.
2. أجهزة الارجوجراف: لقياس التعب العضلي والتنفس من خلال سرعة النبض ودقات القلب.
3. جهاز السيكوجالفانومتر: الذي يقيس شدة الانفعال عند الفرد، ويوجد عدا ذلك الكثير من الأجهزة التي تقيس مختلف الظواهر النفسية الأخرى.
مميزات المنهج التجريبي
يتميز المنهج التجريبي بأنه المنهج الوحيد القادر على اختبار الفروض المتعلقة بالسبب والنتيجة؛ حيث لا يقتصر على نجرد وصف موقف أو تحديد حالة أو تاريخ حوادث ماضية، أو وصف ما هو موجود وقائم بالفعل، بل يتدخل هذا المنهج ليقوم عامداً بمعالجة بعض العوامل المعينة تحت شروط مضبوطة بدقة، بهدف التحقق من كيفية حدوث الحالة، وأسباب حدوثها. فهو تغير متعمد ومضبوط بشروط محددة لحدث ما، لملاحظة التغيرات الناتجة عن هذا التغير وتفسيرها، لذلك يقوم الباحثون بتصميمهم التجارب من أجل الكشف عن الأسباب التي تؤدي إلى نتائج معينة. ويقوم الباحث في هذا المنهج بتناول متغير مستقل وملاحظة أثره على متغير تابع مع ضبط المتغيرات والعوامل الأخرى التي يمكن أن يكون لها علاقة بالظاهرة.