العالم الآخر
بقلم : سلمى محمد مراد
العالم الآخر هو مصطلح واسع المعاني و المدلولات ويدل هذا اللفظ
على الكثير و الكثير من الأشياء المختلفة ، فقد يدل هذا المصطلح على
الأفلاك والفضاء و الأجرام السماوية ، أو يخطر ببالك – حين تلقى على
سمعك هذه الكلمة – عالم الجن والسحر و يدل أيضاً على الحياة
البرزخية .
و سنتحدث الآن عن العالم من منظور مختلف عما ذكرنا مجملاً ، عن
عالم يرتبط بكلٍ منا ، وهو عبارة عما يدور بعقلنا و يحركنا في حياتنا ،
وهو موجود مع كلٍ منا أينما ذهب .
ويمكننا تقسيمه إلى : عالم افتراضي ، و عالم واقعي .
عالم افتراضي :
_ الأوهام :
الأوهام هي أول الطرق إلى العالم الآخر ؛ فهي تبعدنا عن الواقع ،
وتنسج لنا عالماً فائق الجمال حتى إذا انغمسنا داخل هذا العالم البرّاق
، ثم واجهتنا بعض العقبات و أردنا الهرب فإننا نكتشف – للأسف – أنه لم
يبق إلا القليل من الوقت لننجز ما نريد و الأسوأ من ذلك أن هناك من
يمضي كل عمره واهماً لا يفيق من غفلته .
ولا يجب علينا أن نترك أنفسنا ضحية للأوهام بل علينا أن نعمل و نثبت
ذاتنا للمجتمع ؛ لأن الواهم في الحقيقة ما هو إلا أحد اثنين : عاطل لا
عمل له ، أو فاشل عجز عن إثبات ذاته في المجتمع ، فعاش كلٍ منهم
يوهم نفسه أنه قد حقق لنفسه ما أراد .