الشيخ منصور الشامي الدمنهوري يُلازم مسجد أبي العباس المُرسي خلال الحرب العالمية الثانية!
كتب: المستشار/ هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
لما اشتدت الحرب العالمية الثانية
ضراوة كانت المعارك الحربية
الشرسة تجرى على أعتاب
الإسكندرية حيث كان الألمان بقيادة
الماريشال روميل يحاولون
الاستيلاء على الإسكندرية من أيدي
الإنجليز بقيادة الجنرال مونتجمري
لينطلقوا منها إلى القاهرة ثم إلى
قناة السويس ؛ لذا فقد هجر أهل
الإسكندرية كلهم مدينتهم نازحين
إلى المحافظات والمدن الأخرى إلا
الشيخ منصور الشامي. ورغم أنه
كان بإمكانه المغادرة والعودة إلى
دمنهور مسقط رأسه إلا أنه رفض
مغادرة الإسكندرية مع المغادرين ؛
بل ورفض مغادرة مسجد العارف
بالله أبي العباس المرسي
وقال:”هذا هو بيتي ؛ لا أعرف لي
بيتا سواه ؛ ولا أخرج من مسجدي
حتى لو مُت فيه”. وأقام الشيخ
منصور في المسجد وحده بجوار
الولي الكبير إقامة كاملة:ينام فيه
وينظفه ويقرأ القرآن ويؤذن ويقيم
للصلوات ويخطب الجمعات رغم
خلو المسجد إلا من عدد قليل جدا
ممن تضطرهم ظروف عمل مؤقت
للتواجد بالإسكندرية ؛ فإن لم يجد
أحدا صلى بمفرده. وظل الشيخ
منصور على هذا الحال حتى انتهت
الحرب وعاد المغادرون إلى مدينتهم!
وظلت أجيال الإسكندرية تتناقل
هذا الموقف البديع للشيخ منصور ؛
وتتذكر بالخير القارئ العملاق الذي
أحب الإسكندرية فأحبه أهلها ؛ بل
اعتبروه من أبنائها ونصبوه على
عرش أفضل قرائها على مدار
التاريخ ، ويعتبرونه وتدا من أوتاد
مسجد العارف بالله أبي العباس
المرسي. رحم الله الشيخ منصور الشامي الدمنهوري…
زر الذهاب إلى الأعلى