الشيخان مصطفى إسماعيل والبنا يقرءان في عزاء الشيخ شلتوت غصبا عنه!
كتب: المستشار/هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية
كان القارئان العملاقان مصطفى إسماعيل ومحمود علي البنا
من الظرفاء خفيفي الظل! وفي بداية الستينيات جمعهما عزاء
لأحد الكُبراء ، فتجاور القارئان الكبيران على دكة القراءة
يقرءان بالتبادل! ونظرا لأن العزاء كان لأحد كبار الدولة فقد
حضر للتعزية أيضا فضيلة شيخ الإسلام الإمام الأكبر الشيخ
محمود شلتوت رحمه الله. وكان الشيخ شلتوت يرى أن قراءة
القرآن على الأموات بدعة غير جائزة شرعا وكان يجهر برأيه
هذا في كل وسائل الإعلام. ولما دخل الإمام الأكبر العزاء
وجلس توجس القارئان الكبيران مخافة أن يجهر برأيه وتمنيا
لو لم يتحدث! ولكن هيهات! فقد دعا أصحاب العزاء فضيلة
الإمام الأكبر لإلقاء كلمة ، فأُسقط في يد القارئين الكبيرين!
وهكذا قام الشيخ شلتوت وألقى كلمة جهر فيها برأيه في أن
قراءة القرآن على الأموات بدعة لا تجوز شرعا دون أن يعمل
حسابا للموقف ولا لأصحاب العزاء ولا للقارئين الكبيرين
الجالسين على دكة القراءة! فنظر الشيخ البنا للشيخ مصطفى
وقال له:مش قلتلك يا شيخ مصطفى مش عاوزين الشيخ
شلتوت يتكلم! منظرنا ايه أنا وانت دلوقت؟! فضحك الشيخ
مصطفى وقال:اصبر يا شيخ محمود! بكره الشيخ شلتوت
يموت ويجيبوني أنا وانت نقرأ في العزاء بتاعه غصب عنه!
وهذا ما حصل فعلا! فقد توفي الإمام الأكبر الشيخ شلتوت
في عام 1963 فاتصلت رئاسة الجمهورية بالقارئين الكبيرين
لإحياء العزاء! فلما تجاورا على دكة القراءة نظر الشيخ
مصطفى إسماعيل للشيخ البنا وضحك وقال:مش قلتلك يا
شيخ محمود! أهو احنا حنقرأ في العزاء بتاعه غصب عنه!
رحمهم الله جميعا!
زر الذهاب إلى الأعلى