مقالات وتقارير
ولقد ذهَب هؤلاء الشُّهداء إلى جنَّة، إلى كرامة، إلى رِضوانٍ من الله، إلى مَساكِن طيِّبة،
وكما أكرَمَهم الله في القرآن الكريم وفي مَقاعِدهم بعدَ الشَّهادة، فقد أكرَمَهم النبيُّ
والشهادة في سبيل الله من المنازل العالية التي خص الله تعالى هذه الأمة ببركة حبيبه
ومن هنا نعلم أن المفهوم الإسلامي للشهادة ذو دائرة واسعة وأعظم الشهادة هي ما
والشهيد أول من يمسح التراب عن وجه زوجته من الحور العين، أي علامات الاستشهاد
وهناك شهيد الدنيا والآخرة وهو الشَّهيد الكامل الشهادة، وهو أَرفع الشُّهداء منزلةً عند الله، وأفضلهم مقامًا في الجنَّة، وهو المسلِم المكلَّف الطاهِر، الذي قُتل في المعركة مخلصًا لله النيَّة، مقبلاً غير مدبِر، سواء قتلَه أهلُ الحرب أو البَغي أو قطَّاع الطريق، أو وُجد في المعركة وبه أثر القتل.
وهناك شهيد الدنيا وهو من غَلَّ من الغنيمة أو مات مدبرًا، أو من قاتَل لتُعلَم شجاعتُه،
وهناك شهيد الآخرة وهو من أثبت له الشارعُ الشهادةَ، ولم تَجرِ عليه أحكامها في الدنيا
ومن الشهداء طالب الشهادة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن سأل اللهَ الشَّهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازِلَ الشُّهداء وإن مات على فِراشه ” رواه مسلم.
ويفيد الحديث: أنَّ من طلب الشَّهادة صادقًا؛ بأن يكون قَصده الجهاد في سبيل الله لنصرة
بمعنى قد حصل له أجر المهاجِر، وكُتب في زمرة المهاجرين؛ لذلك كان الصَّحابة يحرصون
وحسب المسلم أن يعلمَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مَن هو عند ربِّه في
وبحسب المسلم أن يعلمَ هذا، فيتأكَّد له أنه لا مَطلب أعزَّ ولا أكرم، ولا أشرف من الموت في سبيل الله، وبحسب المسلم أن يستمعَ إلى قوله النبي صلى الله عليه وسلم ” ما من نفسٍ تموت، لها عند الله خيرٌ، يَسُرها أنها ترجع إلى الدنيا وأنَّ لها الدنيا وما فيها، إلاَّ الشهيد؛ فإنَّه يتمنَّى أنْ يرجِعَ، فيُقْتل مرة أخرى “.
وبحسب المسلم أن يستمعَ إلى هذا مِنَ الصادق الأمين الذي لا يَنْطق عن الْهَوَى، فتهون
وروى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: سألتْ أُمُّ حارثة النبي صلى الله عليه وسلم عن ابنها حارثة، وكان قُتل يوم بدر، فقالتْ: يا رسول الله، إنْ كان ابني في الجنة صبرتُ، وإنْ كان غير ذلك، اجتهدتُ في البكاء عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: ” يا أُمَّ حارثة، إنها جِنان في الجنة، وإنَّ ابنك أصابَ الفردوسَ الأعلى ” وروى البخاري ومسلم
ومع موقف عظيم من مواقف الشهداء مع النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وهو بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوِّي الصفوف في غزوة بدر، ويستحثُّ الْهِمم للقتال، تَعمَّد سواد بن غزية الخروج عن النظام حِيلة منه، فطعَنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه، قائلاً له: ” استوِ يا سواد ”
وإذا بالصحابي الجليل يتصنَّع الوجعَ من وكزة القدح، ويطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص ليكون أوَّلَ اختبار للقيادة النبويَّة الرحيمة في ساحة الجهاد، فيَكْشف الرسول الكريم للصحابي عن بَطْنه؛ ليقتصَّ منه، قائلاً: ” اقتصَّ يا سواد ” فيقول: يا رسول الله، ليس بي ألَمٌ، وإنَّما أردتُ أن يَمسَّ جِلدي جلدك، ثم أقبل على بَدَن الرسول يُقَبِّله .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَن طلب الشَّهادة صادقًا، أُعطيها ولو لم تُصبه ” مسلم.