الشعب المصري صانع الأمل وقاهر المحن
طارق سالم
كل المقدمات تقول إن الغد أفضل من الأمس وإننا حققنا خلال فترة وجيزة
خطوات إصلاحية قاسية وعظيمة فى سبيل الخروج من النفق والمظلم
وعنق الزجاجة الذى كان يخنقنا.
قال الرئيس السيسي تحتفل مصر اليوم بالذكرى السادسة لثورة 30
يونيو 2013 ذلك اليوم الخالد في تاريخ مصر عندما قال الشعب المصري
العظيم كلمته بصوت هادر مسموع ينحني العالم احتراما لإرادته ويتغير
وجه المنطقة وتتغير وجهتها من مسار الشر والاقصاء والإرهاب إلى رحاب
التنمية والخير والسلام .
نحن نعيش الآن الأمل والأمل موجود ولابد من استدعائه وتحفيزه للظهور
رغم كل المصاعب التى نعيشها ونعانى منها فى مواجهة الإحباط
والتشكيك والتنديد.
لتصحيح مسار ما حدث في أعقاب 25 يناير عام 2011 وطوق نجاة أنقذ
مصر والمنطقة العربية من مصير فوضوى محتوم كما كانت إنتصارا لإرادة
شعب رفض التطرف والمتاجرة بالدين وصمم على استرداد ما اختطفته
جماعة الإخوان من ثمار ثورة يناير فمثلت بذلك محطة مهمة فى عودة
توازن البلاد السياسى والريادى .
من أهم المعانى التى انطوت عليها ثورة 30 يونيو أنه لا أحد يستطيع قهر
إرادة المصريين ما داموا متحدين وفى الوقت ذاته وكما قالها من قبل
الرئيس عبد الفتاح السيسى فلن يستطيع أحد أن يعود بالمصريين للخلف
مرة أخرى.
كما يحمل هذا اليوم العظيم رسالة لكل من يحاول ترويع شعب مصر بأنه
لن يكون أقوى من القرار الذى اتخذه هذا الشعب فى 30 يونيو 2013 فيما
كان خروج الملايين من أبناء مصر فى هذا اليوم “ملحمة شعبية ستبقى
دوما فى ذاكرة التاريخ”.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن الشعب المصري صانع الأمل وقاهر
المحن والشدائد لاشك أن طريق الإصلاح صعب وقاس ويتسبب في كثير
من المعاناة ولكن لا شك فى أن المعاناة الناتجة عن عدم الإصلاح أكبر
بكثير وأسوء.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الشعب المصري أوقف في الثلاثين
من يونيو 2013 موجة التطرف والفرقة التي كانت تكتسح المنطقة وأثبت
أن المعدن الأصيل لا يبلى ولا يصدأ مشيرا إلى أن المصريين لا يرضون
قبلة للعمل الوطني إلا الولاء للوطن .
ان ثورة 30 يونية نجحت في إعادة الثقة فى مفهوم الدولة الوطنية
واستطاع الجيش المصرى ومن خلفه من كل فئات المجتمع المصرى أن
يثبتوا أنه يمكن الوقوف فى وجه خفافيش الظلام والقضاء على أوهام
جماعة ارهابية تنظر للوطن باعتباره حفنة تراب .
فى 30 يونيو بالثورة – ثورة الأمل – ثورة شعب خرج من القمقم بكل فئاته
وطوائفه صفاً بصف وجنباً بجنب رأينا كل الشعب باستثناء القلة المناهضة
يخرج بقوة وعزيمة وإرادة تهد جبال وطلبنا من الرئيس السيسى أن يتقدم
ليحمل المسئولية وفوضناه على فعل كل ما يجب فعله وينبغى عمله
حتى نقهر مارد الخيبة وشبح النهضة وقبل الرجل بشجاعة ومن خلفه
شعب جسور وجيش من خير أجناد الأرض وشرطة أقسمت على خدمة
الشعب والقانون وخلال مدته الأولى فعل الرئيس السيسى ما أذهل العالم بحماس وقوة بأس
وكان الرجل فى سعيه لتحقيق أهداف الوطن وأهدافنا صارماً ومتحدياً بل
ومتحاملاً على الجهات التنفيذية الخارجية قبل الداخلية .
إن الجماهير التى خرجت فى مصر منذ ستة أعوام لتصنع ثورة 30 يونيو
إنما أسهمت فى صنع التاريخ الإنسانى للحرية ومقاومة الاستبداد
الظلامى بقدر ما انتصرت لهويتها وثقافتها الوطنية..فتحيا مصر..تحيا مصر
وقد عقدت العزم على الاستمرار فى رسالتها الحضارية للعالم والإجابة
على أسئلة ثورتها وتحديات زمنها تحت علمها ومظلة هويتها الوطنية
الجامعة.