مقالات وتقارير

الشباب وسبيل النجاة

الشباب وسبيل النجاة …
بقلم د/عصام الهادى
عميد المركز الثقافى بشمال سيناء
الشباب هم اللبنة الأساسية التى من خلالها تبنى
الحضارات وتحقق الآمال ويعلو شأن المجتمع ويرتقى
,فعلى أكتافهم يتغير الواقع, وبأيديهم تستعيد الأمة
مكانتها المعهودة وعزتها المفقودة والمسلوبة .
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن أى نوع من هؤلاء
الشباب ؟ أى نوع من الشباب الذى بيده يتغير الواقع من
الأسوأ إلى الأحسن والأفضل , وبعقولهم الرشيدة يهتدى
الضال إلى طريق الحق والخير؟
.إنه الشباب الذى ارتبط قلبه وعقله وكيانه كله بحب الله
وطاعته , امتلأقلبه نورا وحياته كلها إيمان واستقامة ,إنه
الشباب الذى استقام على التوحيد والإيمان وأوامر الله
عز وجل , يذب الأذى عن دين الله , شباب أحب المساجد
والقرآن , شباب يفكر كيف يعمل كيف يبدع كيف ينتج كيف يخدم أوطانه ومجتمعه .
والشاب الذى نشأ وترعرع فى طاعة الله حينما يكون هذا
حاله يكون من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لاظل
إلا ظله .هذا هو الشباب الذى ننتظر منه الخير والبركة والمستقبل الأفضل .
أما كثير من شباب اليوم يحتاجون إلى مراجعة حساباتهم
شباب الفضائيات والتكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل
ووسائل العصر, الغافلين عن عبادة ربهم المتكاسلين عن
أعمالهم والمضيعين لأوقاتهم فى كل مايشغل عن ذكر الله وقضايا الأمة .
فالشباب نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم,
واستشارهم رسول الله وحقق بهم النصر والعزة والكرامة لأمة الإسلام .
وأقول لشباب اليوم :هيا وعودوا إلى ربكم إن أردتم النجاح
, هيا وعودوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم إن أردتم
نصرالأمة وعزتها واسترداد كرامتها , واعلموا جيدا أن
الصحبة لها دور كبير فى معرفة نوعية الشباب لأن الطيور
على أشكالها تقع , وما ضيًع كثيرا من الشباب إلا الشباب
أنفسهم هذا يفسد هذا ويزين له وهذا يفسد آخر ويزين له
حتى إذا وقع أحدهم فى مستنقع الرزيلة والمعصية وحلت به
كارثة بسبب فعلته تخلى عنه أصحابه ومن كان يجالسهم
ويسير معهم ويصاحبهم إلا أهل الصلاح والتقوى لأنه كما
قال الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم:”المرء على دين
خليله فلينظر أحدكم من يخالل ”
أخرجه أحمد وغيره عن أبى هريرة.
فليفق الشاب الغافل من غفلته وليعقل أموره وحياته التى
يعيشها ولينظر كل شاب فيمن يحب ويصاحب ويجالس
ويتحدث قبل أن يأتى وقت الحسرة والندامة وساعتها لاينفع
الندم ولا ينفع التحسر بل يصيبه الخزى والعار والخسران
” ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع
الرسول سبيلا ياويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد
أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان
خذولا ” الفرقان آية “29,28,27” .
فأنتم ياشباب الأمة عصب الحياة وقوامها , صلاحكم هو
صلاح للأمة وفسادكم هو فساد للأمة .
وكما قال بعضهم :” مابكت العرب على شىْ كما بكت على
الشباب حتى قال قائلهم :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب ” . وربما
يتصور بعض الشباب أن شبابه يتمثل فى قدرة الجسد
وقوة الشهوة وهذا مفهوم خاطىْ لأن الشباب يكون فى
صلابة العزيمة وحماسة الروح , فى قوة إيمانه بالله وفكره
الواعى المستنير وخدمته لدينه وبلاده , فينبغى أن يعلم كل
شاب أنه مهما وصلت به القوة ومهما زاد به النشاط فإن
ذلك كله لايدوم, ولا بد لكل شاب أن يغتنم شبابه قبل رحيله
وقبل فوات الأوان . يقول صلى الله عليه وسلم : ” اغتنم
خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ” أخرجه الحاكم والبيهقى عن ابن عباس .
فياشباب الأمة الغافل : نحن فى أمس الحاجة إلى حماية
دين الأمة والحفاظ على أخلاقها وكيانها , ياشباب الأمة
أنتم أمل الأمة , كونوا مع الله يكن الله معكم ,أحبوا الله
يحببكم الله , اعبدوه واذكروه واشكروه ونادوه , فإنكم إن
فعلتم ذلك كله نصركم الله وأيدكم وبكم يعلو شأن الأمة
وتعود لمجدها وعزتها وكرامتها . لايليق بشاب أن يكون
ضعيف الإرادة مسلوب العزيمة لاهدف لديه ولا عمل يتقنه
ولا أخلاق تزكيه وترفعه . أيها الشاب العابث بأمور دينك,
البعيد عن الله وعن طاعته متى تكون أكثر جرأة فى اتخاذ
أعظم قرار فى حياتك ؟ متى ستطلق حياة اللهو والعبث بلا
رجعة لتجرب حياة الإيمان والسعادة والقرب من الله ؟ متى
تسلك طريق النجاة وتقرر العودة إلى الله ؟ هيا ولا تيأس
من الرجوع إلى خالقك , فأنت عبد لرب كريم رحيم يحب من
ناجاه ويفرح بمن طرق بابه ودعاه, يقبل التوبة من التائبين
ويعفو عن المذنبين , هيا واترك طريق الغافلين , هيا واسلك
سبيل الناجين , هيا وكن فى صفوف الخاشعين المتذللين
حتى تنعم بشفاعة سيد المرسلين وجنة الرحمن الرحيم .عن
أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم
قال :” لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب
الله عليكم ” أخرجه ابن ماجة عن أبى هريرة .
أيها الشاب الغافل المتكاسل: كن إيجابيا وراجع حساباتك
, واعلم أن لك دورا فى القيادة والمهارة وابتكار كل ماهو
جديد, فلا تنس دورك فى تطوير وتحسين المجتمع والحفاظ
على ثقافته وقيمه .
ألم تعلم أن السنين تمضى والأيام تنقضى والموت حتما
سيأتى , وأنت مازلت غافلا تائها حائرا, سالكا طريق
الشيطان ,مقصرا لأوامر الرحمن , هيا وجدد العزم, هيا
واطلب العفو, هيا لتحقق المجد , من غيرك يستعيد رفعة
الشأن, من غيرك بالخير يملأ الكون, هيا وحقق ذاتك وعش
على الخير حتى مماتك , لست أقل ممن قصر وتاب وعاد
وحقق الخير والنفع والذات وعاش لدينه ووطنه حتى الممات .
الشباب وسبيل النجاة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى