مقالات وتقارير
السيدة فاطمةَ الزَّهراءَ
السيدة فاطمةَ الزَّهراءَ
بقلم مصطفى سبتة
تَجْري الحَياةُ بما الرّحمانَُ قَدْ أَمَرا
والغَيْبُ عنْ خَلَدي حَتْماً قَدِ اسْتَتَرا
أُريدُ رحْمةَ رَبِّي أَسْتَعينُ بـــــــها
فَإنَّ ربِّي يُحِبُّ العَبْدَ إنْ شَـكــرا
سُبْحانَ من خلقَ الإنسانَ مُقْتَدراً
وقدَّر الرِّزْقَ والأقْدارَ والمَـــــــطَرا
رَبٌّ رحيمٌ بِكلّ الخَيْرِ مُتَّصِف
أَشْكو إِليْهِ وخَيْرُ النَّاسِ منْ صَبرا
فَلا تَكُنْ بِقَضاءِ اللهِ مُضْطَرباَوَكُنْ
صَبورا إذا ما الحُكْمُ قَــدْ صَدَرا
رَأَيْتُ فاطمَةَ الزّهراءََ تَبْتَسِــــمُ
وَفي مَنامي أَتاني منْ لهُ الكَــلمُ
رَأَيْتُ رُؤْيا من الأحْلامِ قادِمَـــــةً
فانْتابني هَلَعٌ بالخَـوْفِ يَتَّــسِمُ
وكيْفَ أُدْرِكُ ما بالنَّوْمِ أَدْرَكَني
إنَّ العُقولَ بِعَجْزِ الفَهْـمِ تَصْـــطَدِمُ
وَالغَيْبْ في قَبْضَةِ المَنَّانِ مُسْتَتِرٌ
آياتُهُ لذوي الألْــبابِ تَبْتَـــــــسمُ
وَمنْ تَأَمَّلَ خَلْقَ الله لاحَ لهُ
بُرْهانُ رَحْمَتِهِ بالخَيْرِ يَنْسَجِمُ
في وجْهِ فاطمةَ الزَّهراءَ أَدْهَشَني
نورٌ تَنَوَّعَ في الإشْـــراقِ بالحَسَنِ
تبدو مُنوَّرَةً كالشَّمْسِ في خلدي
حتَّى كأنَّ شُعاعَ الحُسْنِ أَبْهَــرَني
وَعَبْرَ بَوْصَلَةِ الأحْلامِ أَرْشَدَني
رَبٌّ كَريمٌ أَحاط الخَلْقَ بالمِــنَنِ
ومن يَكُنْ بِرجاءِ الله مُعْتصماً
أَتاهُ رَبّي بما في الذّهْنِ لَمْ يَكُنِ
فَأَعْقَلُ النّاسَِ في كُلِّ المَواقِفِ منْ
أَنارَ عَقْلَهُ بالعِرفانِ والسُّــــــــــنَنِ
حالُ النُّفوسِ لدى الإنْسانِ تَخْتَلفُ
والنَّفْسُ إنْ عَثَرَتْ بِالطَّبْعِ تَعْتَرِفُ
وتَوبَةُ العبْدِ في دُنياهُ مَرحَمَةٌ
وذو الشُّرورِ بِهِ الشَّيْطانُ يَنْحَرِفُ
لا تَيْأَسَنَّ فإِنَّ اليَأْسَ مَنْقَصَةٌ
واللهُ يَعْلَمُ ما تَخْشى وما تَصِفُ
وَإِنْ أَتاكَ مِنَ الأَيَّامِ أَسْوَأُهافَاصْبِرْ
عَساكَ منَ الخَيْراتِ تَغْــــتَرفُ
خُذِ الأُمورَ بِحَزْمٍ واتَّئـــدْ أَبَداً
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ في الأَطْـباعِ تَخْتَلِفُ
لله رَحْمةُ ما أعْطى وما وهَبامن
قال عَكْسَ الذي بَــيَّــــنْــتُهُ كَذَبا
وَرَحْمَةُ اللهِ منْ مَسَّتْهُ مِنْ كَثَبٍ
تَعَـــلَّمَ الخَيْرَ والإحْسانَ والأَدَبا
يا نورَ رُؤْيا أراهُ اليَوْمَ أدْرَكَني
واللهُ يَخْلقُ مِنْ إِبْداعِه العَـجَبا
حَمْداً وَشُكْراً لمنْ خَيْراتُ أَنْعُمِهِ
أَعْطَتْ مَواطِرُها الرُّمَّانَ والعِنَبا
وَإنَّ فاطمةَ الزَّهراءَ مَكرُمَةٌ
للهِ أنْعُمُ ما أَعْطى وَما وَهَبا