(السادات والكماشه ونظريه حرق العرائس)
(السادات والكماشه ونظريه حرق العرائس)
كتب احمد جارحي الفخراني
سيذكر التاريخ ان الرئيس السادات ذلك القائد وابن مصر الأصيل الذي استطاع أن يعيد للعسكريه مجدها وينتصر ويهزم غرور اسرائيل بأستخدام نظريه الخداع العسكري في حرب اكتوبر وتوحيد دول الجوار لتخطي ازمه يونيو ١٩٦٧.وارباك العدو علي كافه الجبهات العربيه لقد عاني الرئيس السادات في حكمه.كم من المؤامرات ما لم يكن يتوقعه
فمنذ أول يوم تولى فيه الزعيم السادات الرئاسة ، بدأت مؤامرات مراكز القوى الواحدة تلو الاخرى ..
و حاول عبثا رجال عبدالناصر إدخال الزعيم السادات في دوامات من المشاكل مع العرب من ناحية ، و مع العالم من ناحية اخرى .. لأنهم كانوا مجموعة من العملاء مجندين لحصار الرئيس و افشاله و من ثم افشال الدولة و القضاء عليها، رغم صمود الشعب و رفضة الهزيمة و الانكسار الذي ألحقوه عمدا بهذا الوطن .. .
كان الهدف الأول لعملاء الاتحاد السوفيتي هو ان يستمر الزعيم السادات بعمل تحالفات عربية ضعيفة لا جدوى منها و تعتمد على تقسيم الدول الى رجعية و تقدمية كما كان يفعل الرئيس عبدالناصر .. فعملوا مع القذافي على عمل وحدة جديدة بين مصر و سوريا و ليبيا .. و اخذ القذافي باثارة الحماس و تأجيج المشاعر العربية لعودة الوحدة و كذلك الأمر في سوريا .. بينما الرئيس السادات كان بحكمته و حنكته يتماشى مع الموضوع بهدوء .. ليكشف زيفهم و يكشف الأجندة السوفيتية التي ينفذها القذافي و حافظ الأسد .. و يستجيب لإجتماعاتهم لدراسة مشروع الوحدة و يذهب الى ليبيا و سوريا ..
أعطى موافقتة لهم .. و لم يتحجج بفشل الوحدة بين سوريا و مصر .. فأُسقط في يدهم !! فلا القذافي كان يريد الوحدة فعلا و لا سوريا تريدها بعد التجربة التي مرت بها و لكنهما مجرد عرائس تحركها القوى العظمى .. ويعلم الزعيم السادات تماما أنهم ينفذون أجندة معينة لتشتيت القوة العربية .. و ما الوحدة الإ قناع زائف اسقطته التجربة
فاتجهوا لحيلة أخرى للإلتفاف على الموضوع و هي تزكية الرئيس السادات مباشرة ليكون رئيسا لهذا الاتحاد حتي قبل انشائه و طلبوا موافقته على ذلك، فإن فشل تكون مصر هي الواجهة لكل فشل و إن نجح تكون مصر هي الواجهة الأولى في كل مواجهة و حرب .. و ينفذون هم منها كعادتهم ، و بعد أن يوافق يقومون بالمماطلة مرة اخرى على كيفية و قيادة هذه الوحدة ..
لو كان رئيسا غير الزعيم السادات لفرح لهذه الثقة و التزكية العربية .. و لا بد أن تسعده الألقاب والزعامة الشخصية و الهتافات العربية و الأغاني و الأشعار التي تنظم له ..
و لكن صاحب الشأن هنا فلاح متواضع .. قضى سنوات شبابه في السجن من أجل وطنه و أهله و شعبه ..
أجابهم بكل بساطه .. أن هذا أمر مرده الى الشعب .. و أنه سيعود من الاجتماع في ليبيا و يطرح الموضوع امام الشعب و هو الذي يوافق أو لا يوافق عليه ..! و لم تثر حماسه صورة الزعيم الملهم الذي يريدونه هم !
فكان أن يأسوا منه تماما !! و قبل مغادرة الزعيم السادات ليبيا جاءه نبأ أن القذافي يعتذر عن حضور الاجتماعات القادمة !
فانتهت الوحدة المزعومة و كشفها الزعيم السادات بوقتها و انهى مشروعا كان سيستنزف الكثير من المال و الأرواح و المقدرات .. بل فعل أكثر من ذلك !! لقد حول الزعيم السادات المؤامرة لصالحة .. و استغل ذلك في عقد اتفاقية صداقة مع الاتحاد السوفيتي .. لم يفعلها عبدالناصر من قبله و هم حلفاؤه الوحيدون !
و جمع ليبيا و سوريا و جمع شمل الدول العربية مره اخرى من دون ( رجعيه و لا تقدمية ) و وحد الجبهة كما يريدها هو .. استعدادا لحرب اكتوبر .. كل ذلك في فترة قصيرة قلبت كل الخطط و غيرت كل الموازين .. الأمريكية و الروسية على حد سواء ..
و بنفس الزخم و بنفس اسلوب الصدمات الكهربائية قام الزعيم بعد حرب اكتوبر بإرباك مشروعات القوى العظمى في المنطقة .. و وضع مشروع السلام ، و أصبح العدو الأمريكي حليفا و الحليف السوفيتي ندا .. فلا صداقات دائمة و لا تحالفات دائمة .. و لا مصالح شخصية و لا زعامات فردية .. و هذا سر المصالح و التحالفات الدولية التي تتبادل الأدوار في حربها ضد العرب و المسلمين .. و هذا الذي يستعصي على فهم الكثيرين حتى اليوم .. ولكنه لم يستعصى أبدا .. و لا في أي موقف .. و لا في أي مواجهة .. أمام فكر و عبقرية الزعيم الشهيد مـحـمـد أنـور الـسـادات بطل الحرب والسلام وتحيه لهذا البطل والقائدوالشهيد في عيد أكتوبر المجيد .ورحمه الله علي كل شهداء اكتوبر