الرئيس العراقي امام الأمم المتحدة: نريد ان نكون طرفاً فاعلاً في اي مسعى للبناء والتقدم
بغداد : شريف هاشم
أكد رئيس جمهورية العراق برهم صالح ان العراق مقبل الآن على تطورات ايجابية هامة، أمنياً وسياسياً واقتصادياً.
وشدد صالح، عند القائه كلمة العراق في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، على أن هناك منحى إِيجابي من التحولات لم نشهده على مر السنوات الماضية، وهو اتجاه يبعث على الأمل بمستقبل واعد.
وقال : يتوجب علينا أن نقيّم هذه التطورات الإيجابية ونؤسس عليها في ضوء الاستقرار الأمني المتحقق حتى الآن، آخذين في الحسبان ماتعرض له شعب العراق على مدى ٤٠ سنة مضت من الإستبداد وحملات الإبادة والانفال والمقابر الجماعية وإستخدام الأسلحة الكيماوية في حلبجة وتجفيف الاهوار وتدمير البيئة والحروب والحصار واستباحة الارهاب وتخريب البنى التحتية والفساد.
وأضاف الرئيس العراقي : هناك أجواء إيجابية في معالجة المشاكل المتراكمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على أساس الدستور، ودور ممثلية الأمم المتحدة في بغداد مهم على هذا الصعيد خصوصاً مايتعلق بقضية كركوك والمناطق المختلف عليها والمساعدة في إيجاد الحلول حسب دستورنا.
وأشار الى ان التحديات مازالت ماثلة، واستحقاقات النصر الناجز بالقضاء التام على الإرهاب مازالت تتطلب تكاتفاً اقليمياً ودولياً لمحاربة هذهِ الآفة الخطيرة.
وأوضح صالح : كنا لفترات طويلة ساحة صراع للاخرين، دفعنا ودفعت المنطقة اثماناً باهظةً لعدم الاستقرار في العراق. مصلحتنا، بل مصلحة المنطقة، تحتم أن يكون العراق جسراً للتفاهم بين اشقائه وجيرانه، لذلك نجدد من هذا المنبر الدعوة الى بناء منظومة امنية مشتركة في الشرق الاوسط، والتأسيس لنظام تكامل اقتصادي وتنسيق سياسي لاستئصال الارهاب وضمان الاستقرار.
وأكد رئيس الجمهورية أن العالم بحاجة الى العمل الجاد لتأسيس تحالف دولي لمحاربة شبكات الفساد وتهريب وتبييض الأموال، ولتجفيف منابع تمويل الفكر المتطرف، أسوةً بالتحالف الدولي ضد الارهاب، وبما يسمح بمساعدة بلداننا على استرداد الاموال المنهوبة و إستئصال هذه الآفة الخطيرة.
ولفت الى ان الوضع الإقليمي خطير وينذر بعواقب كارثية علينا تداركها وكفى بنا حروباً، يقيناً لسنا بحاجة الى حرب جديدة في المنطقة وخصوصاً ان الحرب الأخيرة ضد الإِرهاب لم تستكمل بصورة قاطعة.
واوضح ان “موقفنا ثابت بضرورة احلال لغة الحوار محل لغة التوتر والتصعيد، وهذا الموقف يتأسس على حقائق ومعطيات تفرضها مصالح شعوب منطقتنا، ونعتقد أن مشتركات محاربة الارهاب والتطرف وضرورة التحول الإقتصادي لإيجاد فرص عمل لشبابنا العاطل عن العمل تبقى أهم من الإختلافات القائمة .. والحل يبدأ بتفاهمٍ شاملٍ يقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والإحترام المتبادل للسيادة الوطنية لدول المنطقة واعلاء قيم حقوق الإنسان”.
وشدد على ان للعراق وضع محوري في المنطقة، ولدينا الكثير من الإعتبارات الجيوسياسية والإقتصادية والثقافية والدينية، حيث أن العراق مهد نبينا إبراهيم عليهِ السلام، والعراق بجواره الإسلامي وعمقهِ العربي، هو نقطة تلاقٍ لشعوبٍ كبرى في المنطقة من العرب والفرس والترك والكرد، وبما يسمح لبلدنا بمكوناته من شيعةٍ وسُنةٍ، وعَربٍ وكُردٍ وتركمانٍ، مسلمين ومسيحيين وصابئة وإيزيديين وشبکٍ، أن يكون عاملاً مساعداً أساسياً من أجل تحقيق السلام والتفاهم ما بين الدول، وأن يكون طرفاً فاعلاً في أيّ مسعى للبناء والتقدم والتطوير.
وأشار صالح الى ضرورة الاسهام الجاد في حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية حسب المقررات الدولية وبما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكداً ان قرار ضم الجولان وغور الاردن يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعامل تأجيج وتأزيم.
وشدد الرئيس على ان استمرار الحرب في اليمن مدعاة قلق كبير وان استهداف امن الخليج والمملكة العربية السعودية الشقيقة تطور خطير نحن قلقون منه فأمننا مرتبط بأمن الخليج والمنطقة، داعياً الى وضع حد للوضع المأساوي في سوريا وتمكين السوريين من صنع حل سياسي دائم.