الذوق وجبر الخواطر
الذوق وجبر الخواطر
كتب/ خالد عاشور
كان يعمل في إحدى الدول الخليجية وعندما حان وقت أجازته السنوية ركب الطائرة عائداً إلى بلده ، كانت تجلس بجانبه إمرأة مصرية مسنة بدا عليها أنها من الأرياف ، و في الطائرة قاموا بتقديم وجبات الطعام ومع كل وجبة قطعة حلوى بيضاء ، المرأة المسنة فتحت قطعة ( الحلوى ) و بدأت تأكلها بقطعة خبز ظناً منها أنها قطعة جبنة بسبب اللون الأبيض .. وعندما اكتشفت أنها ( حلوى ) شعرت بإحراج شديد ، ثم نظرت إلى الرجل الذي بجانبها ، فتظاهر بأنه لم يرَ ما حصل .
ثوان قليلة ، قام بفتح قطعة ( الحلوى ) من طبقه وقام بما قامت به المرأة المسنة تماماً فضحكتْ المرأة .. فقال لها : الله يهديك ياخالة لماذا لم تخبريني أنها حلوى وليست جبنة ،
فقالت المرأة : وأنا كذلك ياولدي كنت أظنها جبنة مثلك !!
بالتأكيد كان يعرف أنها ليست جبنة ،ويعرف أنها رحلة وتنتهي ، ويعرف أنها مجرد امرأة بسيطة .
قال حكيم :
( ما رأيت عبادة أجمل وأعظم من جبر الخواطر ) إبعاد الأذى عن مشاعر و قلوب الناس لايقل درجة عن إبعاد الأذى عن طريقهم
_ اجبروا الخواطر وراعوا المشاعر ، وانتقوا كلماتكم..وتلطفوا بافعالكم..ولا تؤلموا أحداً وقولوا للناس حسنا … وعيشوا أنقياء أصفياء..فهذا نهج الأنبياء وأخلاق النبلاء ..
سنرحل جميعا”ويبقى الأثر .