كتب/عميد/علاء عبد المحسن البارودى
حادثة نيوزيلاندا
هل هى جرس انذار
ام بداية لسيل جارف من الكرهة والبغض
وسواء كان تلك ام ذلك
فلابد من نظرة فاحصة لاحوالنا لتفهم الأسباب التى تخصنا فهناك بعض الأسباب الخارجة عن إرادتنا وهى فى الأساس من صميم أخطاء الآخرين ولكننا نبحث هنا عن اخطائنا لاصلاحها حتى نكون على قدر المسؤولية على الاقل أمام أنفسنا قبل أن نقف جميعا بين يدى الرحمن
فتصرفات وسلوك الكثير من المسلمين فى مواقف متعددة كانت من أسباب انتشار وازدياد الكرهية للاسلام والمسلمين
لكن عامة المسلمين شئ والخطباء والشيوخ والعلماء شئ اخر فكلمة منة كفيلة بتوجية الكثيرين فى اتجاة لا يحمد عقباة
فمثلا تلاحظ انتشار فيديوهات فى الغرب عن شيوخ وعلماء يدعون بالهلاك والخراب والدمار على أعداء الإسلام والمسلمين ويخص النصارى واليهود بعظيم الدعاء
اليس هذا الأسلوب الخطابى هو أذى لغير المسلم حينما يسمع جارة المسلم يؤمن وراء الشيخ فى خطبة الجمعة
اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم ورمل نسائهم ويتم أطفالهم
هل هذا مقبول
مع العلم أن هذا الدعاء يقال فى الأساس ضد الأعداء لا على من عاهدتهم وعاهدوك
فلم يسمع او يعرف عن رسولنا الكريم أنة أذى يهوديا واحدا وهو فى المدينة
بالعكس كان هين لين فاحبة الجميع وتبعوة وصدقوة فالإسلام هو دين الرحمة المهداة إلى شعوب العالم قاطبة غير مرتبط بمكان أو زمان
وطبعا يستغل أعداء الإسلام هذة الفيديوهات والأدعية للتحريض ضد الإسلام لإشعال الاوضاع وزيادة الاسلاموفوبيا لصالح مخططات أعداء الإسلام
ولكن هناك سؤال مهم وهام للغاية
لانة فى الأساس خطائنا نحن
الم يخطر ببال هؤلاء الشيوخ للحظة مدى تأثير هذة الخطبة المذاعة بالميكروفونات أو فى التلفزيون على أسرة مسيحية أو يهودية تعيش فى وسط هذا المجتمع المسلم أو تنقل عبر الفضائيات الى أطراف الارض فترسل رسائل فى غاية الخطورة عن هذا الدين
الم يخطر ببالهم مدى شعور أطفالهم وهم من صغرهم يسمعون هذا الخطاب المعادى الصريح فى العداء وتأثيرة عليهم واى قيمة واى مبداء تترسخ فى وجدان هؤلاء من صغرهم
الم يخطر فى بالهم للحظة مدى الشقاق الذى يزرعونة بين نسيج المجتمع الواحد
كيف يتخيل هؤلاء أن يكون الحب موجود بين أطياف المجتمع وهو يرى طائفة من المجتمع تدعوا ليلا ونهارا على طائفة أخرى سواء من قريب أو من بعيد
اين الحب واين الرحمة واين المودة فى الخطاب الدينى
الم نتعلم شئ من رسول الله فى تعاملة مع اليهود فى المدينة
الم نتعلم شئ من صحابة رسول الله فى تنفيذ وصايا رسول الله عند فتح الدول التى بها مسيحين ويهود كما فى مصر والشام
هل دمروا كنائسهم ومعابدهم هل اغتصبوا نسائهم هل اذلوهم هل سرقوا أموالهم وبيوتهم وممتلكاتهم
على النقيض تماما كان لهم كل الرعاية والاهتمام تنفيذا لوصايا رسول الله من أذى ذميا فقد اذانى ومن اذانى فانا حجيجة يوم القيامة اى خصمة يوم القيامة
وغيرها من الأحاديث النبوية التى تحث على احترام وتقدير ورعاية من عاهدونا وعاهدناهم
لذلك حينما دعا الرئيس السيسى إلى تطوير الخطاب الديني الذى يرى أنة سبب من اسباب انتشار الفتن وغرس الكرهة والبغض بين أطياف المجتمع الواحد
كان هذا نتيجة لبعد النظر وادراك لمدى الخطر المحيق الذى يحيق بمصرنا الغالية وبمجتمعنا الاسلامى
فاولى بنا وبشيوخنا أن يتبعوا سنة رسول الله فى اللين والمحبة والرحمة التى تستقطب وتاثر النفوس
تصديقا لقولة تعالى
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
صدق الله العظيم
لذلك نحتاج أن نراجع أنفسنا جيدا قبل مراجعة الخطاب الديني
هل حافظنا على الأمانة التى وصانا بها رسول الله ام فرطنا فى هذة الأمانة
هل حافظنا على صورة الإسلام والمسلمين ام شوهنا هذة الصورة وجعلناها اشبة بالمسخ بدل من الصورة الجميلة والرائعة فى عهد رسولنا الكريم
نحتاج أن نراجع أنفسنا لإصلاح ما يمكن اصلاحة وقبل فوات الاوان
وان نحاسب أنفسنا جميعا قبل أن نحاسب
فالإسلام دين رحمة ومحبة لا دين غلظة و بغض وكراهية