بقلم:_علاءرجب جوهر
انا وأحمد نذهب الي العمل سويا في الساعه 12:00ظهرا وذات يوم رأينا منزل علي الطريق تحت الانشاء هذا الصرح الكبير من يكون صاحبه يا تري وأثناء العوده إذ فتاه جميله كالبدر تظهر بين اخشاب النجارين وفجأة وأنا أتحدث الي احمد فلم يجيب علي احمد..احمد…
ثم نظرت إلي الخلف فوجدت احمد يقف مكانه لا يتحرك ينظر إلي الفتاه والفتاه تنظر له وكأنهم يعرفون بعضهم البعض ناديت عليه (يلا يا ابني هنتأخر علي الشغل) فتحرك مسرعه دون أن ينطق بكلمه وعندما سألته عنها قال لا اعرف من هي والفي اليوم الثاني بنفس الموعد رأيت نفس الفتاه نتظرنا في الطريق وتنظر الي احمد واليوم الثالث تحدثت مع احمد وقلت له (انتو حبيتو بعض) فرد مسرعا قال لا لا لحقنا قولت له طيب انا همشي وانت لوحدي اشوف رد فعلها وانت بعد كده تروح تكلمها علي طول وافق علي طول.. مشيت منفردا… وكنت انظر الي المنزل من أسفل النظارة وإذ بالقناه تظهر وتنظر الينا وعندما وجدتني وحيدا كانت غاضبه جدا جدا وفي نفس الوقت كان احمد ذهب الي المنزل من الخلف .. وأثناء مراقبتها الي الطريق جاء احمد من الخلف وطرق كتفها فالتفتت فوجدته .
لون وجهها تغير من الكسوف وخصوصا أن افتتضح أمرها أمامنا ..تبادلا الحديث واخذ رقم هاتفها واصبحا يحبون بعضهم البعض..تقابلا كثيراً وأصبح حبهم اكبر من اي شئ قرر احمد ان يتقدم لها ليتزوجها فرحت (سهر)
ووافقت وخصوصاً عندما علمت أنه مكافح وشاب لا يعرف اللف ولا الدوران قررت أن تخبر والديها ..
وحينما اخبرتهم لم يرحبوا بزواج ابنتهم من هذا الشاب لأنهم من اسره ثريه وهو من اسره فقيره ، لكنه عمل بجد وقرر أن يثبت لهم أنه حقًا شخص جيد ويستحق ابنتهم وبالفعل بعد فترة تغير رأي الأسرة وتيقنوا أنه شاب صالح .
ولكن على الرغم من ذلك لم يستطع الزواج بها لأنه كان جنديًا في صفوف الجيش ، وسرعان ما اندلعت الحرب قبل إتمام الزواج وتم استدعائه لتلبية نداء الوطن ، فودع الحبيبان بعضهما البعض قبل أسبوع من مغادرته ، وحينها ركع الشاب على ركبته وسأل حبيبته “هل ستتزوجني ؟
مسحت دمعة الفتاة دمعة منحدرة على خدها الناعم وهي تشير له بالموافقة ، كانا الشابين قد تمت خطبتهما قبل ذلك بفترة قصيرة ، واتفقا على أنه عندما يعود في العام المقبل سوف يتزوجون ، لكن بعض بضعة أيام من مغادرة الشاب وقعت مأساة غيرت مجرى الأمور حيث تعرضت الفتاة لحادث سيارة كبير كان فيه التصادم وجهًا لوجه ، لذا كانت الخسائر كبيرة .
عندما استيقظت الفتاة في المستشفى رأت والدها والدتها يبكيان بحرقة ، فأدركت على الفور أن هناك خطأ ما ، ثم اكتشفت لاحقًا أنها أصيبت بإصابة مباشرة في الدماغ وبالتحديد في الجزء الذي يتحكم في عضلات وجهها حيث تضرر بصورة بالغة وأثر على وجهها الجميل فأصبحت مشوهة بعد أن كانت جميلة .
بكت الفتاة بحرقة شديدة حينما نظرت إلى نفسها في المرآة ، وأخذت تقول في أسى : بالأمس كنت جميلة أما اليوم فأنا وحش قبيح ، فقد كان جسدها أيضًا مغطى بالعديد من الجروح القبيحة ، لهذا وقفت الفتاة في موقف صارم مع نفسها وقررت أن تطلق سراح خطيبها وتحله من الوعد الذي كان بينهما ، لأنه أدركت أنه لن يريدها بعد ما حدث لها لذا قررت ألا تراه مرة أخرى وتمحيه من قصتها الموجعة .
ظل الجندي الحبيب لمدة عام كامل يكتب لها العديد من الرسائل لكنها لم تجيب ، اتصل بها هاتفيًا بها عدة مرات لكنها لم ترد مكالماته فأدرك أنها قررت الابتعاد والهجر ، وبعد مرور عام دخلت الأم إلى غرفة ابنتها وأخبرتها في ترقب : “لقد عاد من الحرب”.
صرخت الفتاة قائلة : لا من فضلك لا تخبريه عني ولا تقولي له أنني هنا ، فأكملت الأم ما جاءت لأجله قائلة : إنه سيتزوج لقد أرسل لك دعوة الزفاف ، ذاب قلب الفتاة فقد كانت تعرف أنها مازالت تحبه ، كانت تلك اللحظة بحق عصيبة مرت عليها كما مر العام السابق طويل بغيض ، ولكنها تمالكت نفسها وبحزن شديد فتحت الدعوة .
وحينما نظرت فيها تفاجئت بما رأته فقد كان اسم العروس المكتوب في دعوة الزفاف هو اسمها هي ! نعم كان اسمها ، نظرت لأمها في دهشة وقالت لها ما هذا ؟ حينها دخل الشاب إلى غرفتها بباقة من الورود الجميلة وركع بجانبها مثلما كان يفعل دائمًا معها قائلًا : “هل ستتزوجني؟”
غطت الفتاة وجهها بيديها وقالت له : “أنا قبيحة!” كيف ستربط نفسك بمسخ دميم مثلي ، قالب الشاب المحب : دون علمك أرسلت والدتك لي صورك بعد الحادث ، عندما رأيت صورك أدركت أنه لم يتغير شيء ، فأنت ما زلت الشخص الذي وقعت في حبه قبل عام مضى ، أنت مازلت جميلة ولم تتغيري لأني لم أقع في غرام وجهك بل وقعت بكٍ أنتِ .