ثقافة وفن

الحب أقوى ولا التعود

كتب : سيد يمني

فيلم The Mountain Between Us، بيحكي قصّة “بن” طبيب بريطانى من أصول أفريقية ذو بشرة سوداء، عايش على ذكرى حُبه لزوجته اللي توفت وهو بيعملها عمليه فى المخ، ومسافر لوجهة معينه عشان يُجرى جرحة خطيرة لطفلة، و”أليكس” كاتبة وصحفية عايشة قصة حب مع رجل أعمال ومسافر لنفس وجهة الطبيب عشان تتجوز حبيبها.

بسبب سوء الاحوال الجوية والعاصفة اوقفت المطارات جميع الرحلات الجوية، وبناءً عليه لجأ الطبيب والكاتبة لإستئجار طائرة خاصة توصلهم لوجهتهم المقصودة وأثناء الرحلة وقعت الطيارة في وسط الجبال اللى بتضربها عاصفة تلجية شديدة جدًا.

الطبيب وفى جدًا لزوجته المتوفاة، والكاتبة وفية جدًا للحب لكن الأحداث هتحطهم فى أختبار أيهما أقوى : الحب أم التعود؟!

نتيجة الحادث الكاتبة رجلها إنكسرت وأصبحت شبه عاجزة عن الحركة، كان ممكن الطبيب يتخلى عنها وينجى بحياته خاصةً أنها غريبة عنه، لكنه رفض وأتمسك بمساعدتها (شهامة ورجولة منه).

مع أشتداد البرودة بدأ يجمعلها الحطب ويقيد نار عشان يدفيها، (أهتمام). كان بيوفر فالأكل اللى معاهم بحجة أنه مش جعان عشان عارف إن رحلتهم هتّطول وهو يقدر يتحمل الجوع و هى لأ. (عنده تحمل للمسئولية).

لمَّا الكلب اللي معاهم تاه وسط العاصفة، قالتله أنقذ الكلب، اللى هو وسط عاصفة تلجية والموت فى كل مكان، بس جنانها طلب معاها انه لازم ينقذ الكلب، مرفضش، مقالش لأ ودى تفاهة، خرج يدور على الكلب ومرجعش إلَّا بعد ما أنقذه. (اتحمل جنانها وتفاهتها).

لما التلج إتفتح وسقطت تحت التلج نزل وراها أنقذها، بعدين شالها لمسافة طويلة لحد ما لقى كوخ قديم وفى الكوخ اهتم جدًا بتدفئتها وأنقطع عن الاكل نهائيًا لمَّا تعبت ووفر أكله ليها عشان حالتها الصحية. (تمسك بيها متخلاش عنها، وتحمل للمسؤلية مرة تانية).

فى ما قبل النهاية مباشرة، لحظة اكتشافهم العمار، وقع الطبيب في مصيدة للدببة، فاتعرض لأصابة شديدة في رجله، لما وقفت تنقذه رفض تمامًا، وقالها العاصفة هتشتد، وطلب منها بصرامة أنها تمشى وترسله مساعدة، تتخلى عنه وتنجى بنفسها يعنى عشان تعيش (بداها عن روحه).

فى النهاية وبعد نجاتهم، وصلت لحبيبها، وسألت نفسها السؤال المهم : الحب أو التعود، وهل الحب وحده يكفى إننا نوافق نعيش مع إنسان باقى حياتنا، ولا لازم أفعال تدل على رجولته وشهامته، ومقدرته على تحمل المسؤلية. ولما أحتارت في الأجابة أتصلت على الطبيب، لكنه رفض يرد عليها، ظنًّا مِنُه أنها أصبحت متزوجة.

خطيبها لما لاحظ تغيرها النفسى وتبدل مشاعرها قالها انه متفهم حالتها النفسية، وأنه عاهد نفسه لو رجعت وروحها ناقصة هيفضل يحبها، وأحترم قرارها أنها متكملش معاه، (إنفصال في هدوء، من شيَّم ولاد الأصول).

اتصلت تانى على الدكتور، وقابلته، وفى المقابلة قالتله أنها مش متجوزة، فقالها انا رفضت ارد على اتصالاتك ظنًّا منى أنك متزوجة، احترامًا لزوجك ، (أحترم حقوق غيره / محبش يفسد حياتها).

وهنا قالتله أنا رفضت الزفاف لأنى أكتشفت إن القلب مجرد عضلة، لكن العقل هو اللي بيدير الحياة ، هو كمان أعترفلها أنُه أتعود عليها، وشايفها مناسبة لرحلة حياته، وكملوا مع بعض.

الخلاصة : الحب مش للشخص اللى بيبهرك بشكله، كلامه، والهيصة اللي حوالية ،لأ الحب هو الشخص اللى يضحى بكل حاجة في سبيل راحتك وأمانك .

عشان كده قبل ما تحب حاسب وفكر، فكر تانى، فكر تالت، أحب مين، ومين ينفع أتسند عليه .. مشوار الحياة طويل مينفعش تربطه بشخص لمجرد إنُه مشهور ولا وسيم أو بيعرف يقول كلام حلو .

خدوا اللى يتمسك بيكم فى كل الحالات، سواء كنت وسط عاصفة تلجية، أو حريقة، او إنفجار، وإنت فالصحة او فالمرض .. خد اللى لو جه الموت يمسك فيك يموت معاك ميهربش ويقول يالا نفسى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى