اخبار عربية
الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤبن قائد العمل الانساني وصانع السلام المغفور له. امير الكويت
كتب : رياض عواد
أبن العالم عبر منبر الجمعية العامة للامم المتحدة قائد العمل الانساني وعميد الدبلوماسية ورائدها صانع السلام فقيد الكويت والامتين العربية والاسلامية الامير الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
وخلال جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة للامم المتحدة لتأبين المغفور له باذن الله تعالى الشيخ صباح الاحمد وقف المشاركون دقيقة صمت حدادا على روحه الطاهرة مستذكرين مناقبه وماثره وما خلفه من ارث تاريخي في مجال الانسانية والدبلوماسية الوقائية وصناعة السلام والوساطة في حل النزاعات وتعزيز مقاصد ميثاق الامم المتحدة.
وقال رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة فولكان بوزكر في كلمة له “ان الراحل عرف عنه انه رائدا للدبلوماسية الوقائية لالتزامه بالسلام وحل النزاعات عبر الحوار حيث كان وزيرا للخارجية لاربعة عقود وكان له دور محوري في انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز التعاون في منطقة الشرق الاوسط والعالم”.
واضاف بوزكر انه وخلال قمة اعتماد اهداف التنمية المستدامة في عام 2015 اكد الشيخ صباح على التزام الكويت بخطة الامم المتحدة 2030 بوضوح اذ لم ياتي ذلك من فراغ حيث كان منذ انضمام الكويت للمنظمة في عام 1963 شريكا فاعلا للامم المتحدة وعاملا على تحقيق اهدافها في كافة المجالات.
واشار الى ان الامم المتحدة اقرت بعمل هذا القائد البارز والفارس في مجال العمل الانساني حيث ساهمت هذه الريادة بانقاذ عشرات الالاف من الارواح وحفزت اخرين للمشاركة في العمل الانساني وهذا الكرم والسخاء من الكويت واميرها الراحل تجاوز الشرق الاوسط الى مختلف انحاء العالم.
من جانبه قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في كلمته “لقد كان سموه رجل دولة متميزا وإنسانيا بارزا وباني جسور ورسول سلام ونحزن مع الكويت على خسارته فقد أعطى سموه الأولوية للتعاون والتعددية وقاد الكويت للانضمام إلى الأمم المتحدة في عام 1963 .. أدار السياسة الخارجية لبلاده لما يقرب من 60 عاما أولا كوزير للخارجية ثم كحاكم”.
واضاف ” طوال فترة حكمه نال سموه التقدير والاحترام من القريب والبعيد لقيادته البارزة والتزامه بصنع السلام ولقد كان دائما على استعداد لمد الجسور بين الأديان والثقافات والبلدان في الجوار وما وراءه وبفضل البصيرة والحكمة السياسية والمثابرة شكل سموه الخط الدبلوماسي الوقائي للكويت في المنطقة وعلى الصعيد الدولي”.
واشار غوتيريس الى ان الامير الراحل لعب دورا حيويا في التوسط في الأزمات وتيسير الحوار ونشر رسائل السلام والتسامح والتعايش واصفا اياه بصديق مقرب للأمم المتحدة وكان سموه أيضا على الخطوط الأمامية لتعبئة المجتمع الدولي في أعمال التضامن.
وتابع قائلا ” كنت المفوض السامي لشؤون اللاجئين وفي ذروة أزمة اللاجئين السوريين مع الوضع السياسي المعقد في الوقت الحالي كان من الصعب للغاية حشد التضامن الدولي لدعم اللاجئين السوريين وكان سموه هو الذي قرر عقد أول مؤتمر للتضامن وبدأت الكويت بعرض سخي للغاية لدرجة أن جميع الدول الأخرى شعرت بالحاجة إلى فعل الشيء نفسه وتمكنا من تقديم استجابة فعالة أزمة اللاجئين السوريين”.
واضاف “في ظل عدم وجود دولة أخرى تطوعت للقيام بذلك دعا سموه مرة أخرى إلى مؤتمر التضامن والتضامن الإنساني مع الشعب السوري واللاجئين السوريين وحافظ على دعم كبير وقيادة كريمة للغاية وكانت مبادرته وقيادته حاسمة في بعض أهم الجهود الإنسانية حول العالم وتحسنت حياة الملايين من المحتاجين بسبب تعاطفه والتزامه”.
واكد غوتيريس “لقد ساهمت الرؤية الطموحة للراحل في تطور الكويت الحديثة وتجلى عمله لدعم وتمكين المرأة على جميع المستويات في جهوده لضمان حق المرأة في التصويت في الكويت ولقد فقد العالم قائدا عالميا ورمزا للإنسانية”.
واعرب عن تطلع الأمم المتحدة إلى استمرار الشراكة القوية والصداقة مع دولة الكويت بناء على إرث سموه متعهدا بمواصلة دعم جهود الوساطة الكويتية ودورها في تعزيز السلام والاستقرار ومعربا عن ثقته من أن جهود سموه الحثيثة في الدبلوماسية الإقليمية والدولية والاستقرار ستبقى أولوية لدولة الكويت.
من جانبه قال ممثل الدول الافريقية في كلمته “باحترام بالغ احيي نيابة عن المجموعة الافريقية الفقيد الشيخ صباح الاحمد الذي انتقل من عالمنا منذ اسبوعين وترك ارثا هاما من خلال مشاراكاته واسهاماته الكبيرة في تنمية دولة الكويت وفي الجهود الانسانية الدولية في كل انحاء العالم”.
واضاف “ان الشيخ صباح الاحمد كان صاحب رؤية وقيادة في الوطن وهو ما ادى الى تقدم كبير في مجالات هامة كثيرة حيث ساعدت جهوده على ضمان تمتع الكويت بشراكة ودور دوليين هامين” وتابع قائلا “ومنذ عامين بقيادة الشيخ صباح تبرعت الكويت بمئات الملايين الدولارات من اجل عمليات الاغاثة والعمل الانسانية ليس في الشرق الاوسط انما في بلدان افريقية كثيرة”.
واوضح “ان هذه الريادة الكويتية انقذت الارواح وحفزت الاخرين على المشاركة في العمل الانساني وبقيادته اصبحت الكويت شريكا هاما ومساهما في العمل الانساني مما ساعد على تحسين حياة الناس في انحاء العالم وكانت جهوده في تعزي الحوار والسلام بالاغة الاهمية ولن تنسى ابدا”.
من جانبه قال ممثل دول اسيا والمحيط الهادئ في كلمة مماثلة “ان المغفور له الامير الراحل سيتذكره الجميع لقيادته العظيمة ولاعماله التي اتسمت بالسخاء والتعاطف ان قيادته الاستثنائية في المجال النساني امر سيتذكره الجميع”. واشار الى انه في عام 2014 قام الامين العام للامم المتحدة السابق بان كي مون بتقديم جائزة للفقيد لانجازاته في المجل الانساني “وسيتذكره الجميع لدوره العظيم في انشاء مركز انساني يبعث على الفخر لجميع الكويتيين وقد جعل من الكويت دولة صانعة للسلام وللتنمية على المستوى الاقليمي والدولي على حد سواء”.
واوضح “اليوم نخلد ذكراه ونحيي انجازات الفقيد الشيخ صباح الاحمد اذ نشكره ونشكر الكويت شعبا وحكومة على السخاء الكبير الذي اتسم به هذا البلد تجاه كل المحتاجين وسنتذكر دائما الشيخ صباح بصفته من اهم مناصري التسامح والسلام وابرز دائما الشجاعة وكان رجل دولة بكل معنى الكلمة ووضع السلام كاولوية فوق كل شيء ونحن اذ نحيي الذكرى 75 لانشاء الامم المتحدة سيتذكر الجميع الشيخ صباح كصانع للسلام وكقائد للعمل الانساني في هذه المنظمة وخارجها”.
من ناحيته قال ممثل مجموعة بلدان شرق اوروبا “كان سموه رجلا حكيما ورائدا في الدبلوماسية العربية وذلك بسبب شجاعته واقدامه واصراراه على النهوض بالدبلوماسية في المنطقة وخارجها داخل البلد وخارجها لقد ترك للعالم اجمع تركة عظيمة لعقود وعقود ابقى على التزام الكويت بالتعاون الدولي لاسيما في اطار الامم المتحدة وكانت عزيمته قوية في مواجهة الحروب والغزو الاجنبي”. واشار الى ان الراحل “كان مساهما كبيرا في جهود التحالف الدولي الذي خلص الكويت من غزو العراق في عهد صدام حسين وكان حدثا بين انه ما من عضو في الامم المتحدة سيترك وحيدا في مواجهة مثل هذا العدوان حيث عمل على المصالحة في الخليج و في منطقة الشرق الاوسط برمتها”. واضاف “ان سمو الامير الراحل كان من بناة مجلس التعاون الخليجي وقد ابرز بلده التزاما قويا بتعزيز دور الامم المتحدة لاسيما من خلال عضوية الكويت غير الدائمة بمجلس الامن خلال فضلا عن استضافة الكويت عدة مؤتمرات للمانحين لاسيما لمساعدة سوريا والعراق”. واوضح ” اننا جالسون بمعية احد كبار قادة العالم قد تكون الكويت دولة صغيرة من حيث الحجم ولكن قلب الكويت قلب كريم سخي وكان الفقيد مناضلا من اجل حقوق المراة ومهد الطريق لمزيد من الديمقراطية والازدهار في الكويت”. وذكر انه بقيادة الكويت تم النهوض باهداف التنمية المستدامة وخطة 2030 وكذلك التعاون الانمائي عبر العالم فالكثير من قادة العالم اعربوا عن التعازي لاسيما في شرق اوروبا “حيث اعتبره الامين العام للامم المتحدة الحالي رمزا للسخاء وشخص باني للجسور للثقافات والحضارات”
من جانبه قال ممثل امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في كلمته ” نحيي ذكرى الفقيد الشيخ صباح الاحمد فشخصيته ودوره كرجل دولة قد برزتا قبل ذلك عندما كان وزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء وهو يعتبر مثالا يحتذى به اثر في دور بلده العالمي لاكثر من 50 عاما وكان رائدا حقا لاستقرار بلده ومنطقته ووسيطا في عدد من النزاعات”. وشدد على الدور الحاسم “للراحل من اجل رفعة اسم دولة الكويت حيث اضطلع بدور كبير في انشاء مجلس التعاون الخليجي” مستذكرا دوره الانساني حيث اسهم بسخاء كبير في الجهود المبذولة لدعم اللاجئين “وحيته المنظمة بتسليمه جائزة الشخصية الانسانية وقد كان من كبار قادة العالم”.
وقال ان الشخصيات على غرار شخصية سمو الامير الراحل “من اكثر المؤثرين في جهود المجتمع الدولي وكان يشجعنا على بناء الجسور بين الدول وتحقيق التعاون مع مختلف البلدان”.
من جانبه قال ممثل دول اوروبا الغربية في كلمته “المغفور له والشعب الكويتي في قلوبنا وافكارنا في هذه الفترة العصيبة وسنتذكر دائما التزام الراحل دائما من اجل السلام والانشطة الانسانية لقد كان صوتا يركز على الواقعية والجهود العملية وقدم دعما انسانيا سخيا في عدد من النزاعات”. واضاف “ان الكويت استضافت عددا من مؤتمرات المانحين في منطقة سادت فيها النزاعات وكان المغفور له وسيطا ومارس مبدا التسوية السلمية للمنازاعات وهو مبدا مرسخ في ميثاق الامم المتحدة وان قيادته وريادته برزتا في الدور المستقل والهام الذي اضطلعت به الكويت اثناء عضويتها غير الدائمة بمجلس الامن وان مجموعة الدول الاوروبية ودول اخرى ونحن نشكر دوره في تكريس تعددية الاطراف وسنتذكر دائما ارثه العظيم”. من ناحيتها قالت ممثلة البلد المضيف الولايات المتحدة “من دواعي الشرف تخليد ذكرى الفقيد الشيخ صباح ونعرب عن التعازي لاسرته وللكويت حكومة وشعب .. سيتذكره الجميع ليس في بلده فحسب وانما في المنطقة والعالم باسره والامم المتحدة وكما قال وزير الخارجية مايك بومبيو فان الشيخ صباح اثر في رسم خارطة العالم كما نعرفه اليوم وحقق الكثير من التغيير في بلده والشرق الاوسط”.
واكدت “ان الشيخ صباح عقد صداقات عظيمة على مدار حياته وذلك لتحقيق التسوية السلمية للنزاعات وكان الجميع يعرفه بصفته رائد وعميد للدبلوماسية العربية ولقد كان وزيرا للخارجية لاربعة عقود وتولى الامارة ليكرس عمله للسلام حيث اضطلع بدور بالغ الاهمية في انشاء مجلس التعاون الخليجي ولعل هذا من اهم انجازاته”.
وتابعت قائلة “الشيخ صباح اخذ الكويت وسار بها على مسار التنمية المستدامة وكان وسيطا دائما في النزاعات ونجح في تجاوز العديد من العقبات لانهاء انعدام الاستقرار وتحقيق السلام وكان صديقا لجميع البلدان ولجميع الامم وبذل قصارى الجهود لاعادة بناء علاقة قوية مع العراق وهذا يبين التزامه بالسلام وبالتعايش السلمي”. واكدت “لم يكتف بالحديث بالاقوال بل ان سخاء بلده اسهم في دعم الاصدقاء والجيران عندما كانوا في امس الحاجة لذلك فان هذا السخاء الكبير جعل الامم المتحدة تسميه قائد للعمل الانساني في عام 2014 وفي عام 2018 استضاف قمة سمحت بتعبئة 30 مليار دولار لاعادة بناء العراق بعد داعش”.
واشارت الى استضافة الكويت عدة مؤتمرات لمساعدة سوريا في اطار الحرب الاهلية حيث كان سمو الامير الراحل “مهندسا لعدة جهود بذلتها الكويت لدعم بلدان العالم فالكويت تقاسمت اذا مع الولايات المتحدة قيما كبيرة ومثلا عليا ونهضت بعالم اكثر امنا وامانا”.
واعربت عن تقديرها للشراكة التي عقدها الامير الراحل مع دول المنطقة ومع الرئيس الامريكي دونالد ترامب لذلك منحته الولايات المتحدة اعلى اوسمتها للاعراب عن التقدير لجهوده واليوم تعرب الولايات المتحدة عن بالغ الاسى لوفاة هذا القديق العظيم الذي كان قائدا انسانيا وبذل كل الجهود لجعل المنطقة والعالم اكثر استقرارا”.
من جانبه قال ممثل الدول العربية في كلمته “نودع فقيد الامتين العربية والاسلامية المغفور له باذن الله الشيخ صباح الاحمد الذي غادر عالمنا بينما تبقى اعماله النبيله شاهدة على ذكراه العطرة واننا نودع رمزا من رموز امتنا العربية الذين ينتمون الى جيل الرواد والقادة المؤسسين لمشروع الدولة الوطنية في العالم العربي”.
واضاف ” لقد عاصر فقيد الامة كافة الاحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة العربية في تاريخها الحديث بكل ما حوته من تحديات وامال وتطلعات لشعوب المنطقة بحكم المناصب الهامة والادوار التي قام بها منذ استقلال دولة الكويت حيث كان الفقيد اول من رفع علم الكويت فوق مبنى الامم المتحدة عندما انضمت في عام 1963″.
واشار الى ان الامير الراحل عمل على تحقيق نهضة دولة الكويت خلال كافة المناصب التي تولاها حيث حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية وعينت اول وزيرة في عام 2005 خلال رئاسته لمجلس الوزراء ودخلت المراة البرلمان خلال توليه منصب الامارة “كما شهدت الكويت في عهده نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات”.
واوضح “ان هذه النهضة تقوم على اساس المواطنة وتطبيق القانون والوحدة الوطنية ولم تقتصر اسهامات صاحب السمو الشيخ صباح على عملية التنمية الشاملة التي شهدتها الكويت فقد كان للفقيد اسهاماته على المستوى الدولي حيث قام في عام 2007 بالتبرع لمنظمة (اوبك) لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي”.
وتابع قائلا “في عام 2008 انشا سموه صندوق الحياة الكريمة لمواجهة الانعكاسات السلبية لازمة الغذاء العالمية وساهمت دولة الكويت باستضافة مؤتمرات المانحين لدعم سوريا الثلاث ومؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق وتم تكريم الفقيد على المستويات الاقليمية والدولية وابرزها حصوله على قائد العمل الانساني وتسمية الكويت مركزا للعمل الانساني في عام 2014 تقديرا من الامم المتحدة للجهود التي بذلها الفقيد في خدمة الانسانية”.
وعلى صعيد السلم والامن في المنطقة العربية قال ممثل الدول العربية ” ان صاحب السمو الراحل اطلق مبادرة في 2016 لاستضافة مباحثات السلام اليمنية برعاية الامم المتحدة وايمانا من دولة الكويت باهمية عمق العلاقات العربية الافريقية استضافت القمة العربية – الافريقية الثالثة في 2013 التي شهدت تقديم سموه لعدد من المبادرات الهامة لتعزيز التعاون العربي – الافريقي وعملية التنمية في الدول الافريقية”.
واوضح “ان الوقت لا يتسع لتناول مآثر ومواقف صاحب السمو الراحل والتحدث عن دعمه القوي لقضايا امته العربية والاسلامية وعلى راسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية الا انني على ثقة بان المسيرة العطرة لصاحب السمو سوف تتناقلها الاجيال لتروي ما شهدته الكويت في عهده من تطور ونماء”.
وقال “واننا اذ نودع اليوم رمزا من رموز امتنا ينتمي الى جيل نعتز ونفخر به في عالمنا العربي فانني ادعوا المولى عزوجل ان يلهم شعب الكويت والامتين العربية والاسلامية الصبر والسلوان وان يتغمد صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد بواسع رحمته”.
اما ممثلة منظمة التعاون الاسلامي فقالت في كلمتها ” ننعى وفاته كفقيد للعمل الانساني والدبلوماسية في العالم وله تاريخ طويل في المدافعة عن التعددية والدبلوماسية الوقائية وقد بين الحكمة والتعاطف والشجاعة في وجه كل التحديات لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم”.
وتابعت قائلة ” ان سمو الامير الراحل معترف به عالميا كقائد فذ سعى للسلام وايد القضايا الانسانية وعمل بلا هواده للنهوض بالسلام في منطقتها وعبر العالم لقد عبأ الجهود في كافة المنابر لدعم الشعوب المحتاجه وان تعاطفه مع المحتاجين ظهر في مساهماته السخية التي قدمها للقضايا الانسانية الكثيرة”. واستذكرت دور الكويت النشط في منظمة التعاون الاسلامي حيث استضافت القمة الخامسة في عام 1987 ” وفي وطنه شيد الامير الراحل دولة وصلت الى الامجاد التي حققتها حتى يومنا هذا وقادها بكرم وبشرف وشجع على الحوار على المستوى الاقليمي والدولي”. وقالت “ان سموه طالب بوحدة الشعوب وتحقيق تنميتها عبر العالم ونذر نفسه لتمكين المراة والشباب ولتثبيت بعض من انجازاته الكثيرة سوف نحيي ذكرى سمو الشيخ صباح الاحمد كقائد وصديق حميم لشعوبنا واممنا فهو رجل لطالما بنى جسور السلام والتفاهم بين الدول”.
من جهته قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور العتيبي في كلمته “ودعت الكويت في يوم الثلاثاء ال 29 من شهر سبتمبر الماضي قائد مسيرتها وأميرها وتلقى شعب الكويت هذا الخبر الحزين بقلوب مؤمنة ومطمئنة وراضية بقضاء الله وقدره فالموت علينا حق وهو سنة الحياة ولكن الفراق صعب وعزاؤنا في قول الله عزوجل في محكم كتابه الكريم وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”.
واعرب العتيبي عن شكره للامين العام ومن تحدث اليوم من رؤساء المجاميع الإقليمية على الكلمات الرقيقة والمشاعر الطيبة والصادقة مؤكدا ان دولة الكويت حكومة وشعبا ممتنة لجميع من شاركها بأحزانها وعزائها وواساها بوفاة فقيدها وفقيد الأمتين العربية والإسلامية.
واشار الى ان الفقيد كرس حياته العملية التي امتدت لأكثر من ستة عقود في خدمة بلده ومدافعا صلبا عن قضايا أمته المصيرية في مختلف المحافل الاقليمية والدولية “وسيخلد التاريخ مناقبه ومآثره وإسهاماته ومسيرته الطويلة الحافلة بالعطاء في تنمية الكويت ونهضتها وازدهارها والحفاظ على أمنها واستقرارها وتعزيز وحدتها الوطنية ورفاه شعبها”.
وتابع قائلا ” لقد تعددت إنجازات الأمير الراحل بتعدد المناصب التي تقلدها خلال مسيرته العملية وترك بصمات واضحة لا يمحوها الزمن في مجالات مختلفة ثقافية وإعلامية واقتصادية وسياسية تجسدت في مشاريع عمرانية وتنموية ضخمة ومراكز ثقافية وتعليمية ستبقى علامة مضيئة في تاريخ الكويت وتشهد على التقدم والتطور الذي وصلت إليه”.
واضاف “في عهده تحققت قفزات في التنمية البشرية شملت جميع فئات المجتمع فقد كان رحمه الله مؤمنا بأن المستقبل بيد الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية والأمل في الاستمرار في مسيرة البناء والإرتقاء بمكانة الكويت لذلك كان دائما داعما ومساندا لهم ومشجعا ومحفزا للاستفادة من طاقاتهم الاداعية وتوجيهها لخدمة بلدهم من خلال إنشاء المؤسسات والمراكز التعليمية والثقافية للاهتمام بهم ورعايتهم”.
وذكر العتيبي انه في عهد سمو الأمير الراحل “كانت البداية الفعلية لممارسة المرأة حقوقها السياسية ومشاركتها انتخابا وترشيحا في الانتخابات البرلمانية في عام 2006 وكان لسموه دورا بارزا في تعزيز دور المرأة ومكانتها في المجتمع من خلال تهيئة وتطوير المنظومة التشريعية بما يسمح للمرأة من نيل كافة حقوقها وتمكينها ومشاركتها في صنع القرارات وتعيينها في المناصب الوزارية والمراكز العليا”.
واشار الى دور سموه “في تعزيز تمثيل المراة في مؤسسات الدول المختلفة بما فيها الأمنية والقضائية حيث شهدت في عهده الدبلوماسية الكويتية محطات مضيئة وإنجازات كثيرة واستطاع بحكمته وحنكته أن يعبر بالكويت الى بر الأمان وتجاوز الاضطرابات والقلاقل التي عانت وتعاني منها المنطقة محافظا على أمن الكويت واستقرارها وسيادتها”.
وشدد على ان سموه عمل بإخلاص وإيمان راسخ بالمصير المشترك على وحدة الصف الخليجي والعربي والإسلامي ونبذ الخلافات وتجاوز الأزمات “وبادر لما يتمتع به من ثقة عالية بنزاهته وحياديته بالتوسط لحل الخلافات ورأب الصدع في مناطق عديدة وانطلق في مساعيه من حسن النية والرغبة الصادقة في إحلال السلم والأمن والاستقرار وحقن الدماء وتوجيه الطاقات والموارد للتنمية لتحقيق تطلعات وآمال شعوب المنطقة”.
واوضح “ان سموه لم يتوانى رحمه الله في الدفاع عن القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية من خلال دعمه لخيارات الشعب الفلسطيني والتمسك بالمرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة من أجل التوصل الى حل عادل وشامل ودائم يفضي الى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتابع قائلا ” ان سمو الامير الراحل ارسى بحق قواعد وأسس متينة للسياسة الخارجية والدبلوماسية الكويتية عنوانها العقلانية وسمتها الإعتدال ونهجها الإتزان وأساسها الإلتزام بالمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والداعية الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها وحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية وإقامة علاقات أساسها الاحترام المتبادل وحسن الجوار”.
واوضح “منذ أن تولى الأمير الراحل مقاليد الحكم في عام 2006 واصل جهوده في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال استضافة الكويت للعديد من المؤتمرات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وتبنى مبادرات سامية تهدف الى الإرتقاء بالشراكة بين الشعوب والأمم والقضاء على الفقر والحفاظ على كرامة الإنسان وتخفيف معاناة المنكوبين نتيجة الكوارث الطبيعية أو الأزمات والحروب دون أي تمييز على أساس لون أو عرق أو قومية أو دين”.
واشار الى توجيهاته الحريصة والرامية الى دعم المساعي والجهود التي تبذل للوصول الى الغايات والأهداف النبيلة للتنمية المستدامة حيث نشطت الكويت بمؤسساتها وصناديقها المعنية وواصلت تقديم المساعدات لدعم البرامج التنموية والإنسانية في كثير من البلدان النامية والبلدان الأقل نموا.
واوضح “اعترافا من المجتمع الدولي بدوره ومبادراته السامية لدعم أنشطة الأمم المتحدة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية قام الأمين العام السابق بان كي مون في عام 2014 بتكريمه ومنحه لقب قائدا للعمل الإنساني والكويت مركزا عالميا إنسانيا”.
وقال “لقد كان رحمه الله مؤمنا بالعمل الدولي الجماعي ومدافعا صلبا عن القيم والمبادئ الراسخة في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والداعية الى السلام والتسامح ونبذ الكراهية والعنف والتعصب ومساندا للأمم المتحدة وداعما لها كآلية دولية لا غنى عنها للتصدي للتحديات والمخاطر العالمية”.
واقتبس العتيبي ما جاء في أول كلمة لسموه رحمه الله من على هذا المنبر بعد انضمام الكويت للأمم المتحدة في عام 1963 وكان حينها الأمير الراحل وزيرا للخارجية “ان الكويت لم تكن تنظر الى الاستقلال وبالتالي الى عضوية الأمم المتحدة كغاية في حد ذاتها بل كوسيلة للمساهمة في تحقيق حياة أفضل لها ولسائر شعوب العالم”.
واوضح “رحم الله الأمير الراحل أمير الإنسانية والتواضع وندعو الله عزوجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه لشعبه وأُمته والعالم أجمع وستبقى منجزاته والأرث الذي تركه خالدا وشاهدا حيا على بعد نظره ونفاذ بصيرته وستبقى ذكراه في وجدان أبناء شعبه”.
وقال “ندعو لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله بالتوفيق والسداد ومواصلة مسيرة العطاء في خدمة الكويت وشعبها ولأمتهم والعالم أجمع”.
واكد ان الكويت ستبقى على العهد بها ملتزمة بمبادئ وأهداف الميثاق وعضوا فاعلا في الأمم المتحدة مدافعة عن رسالتها السامية في إحلال السلام ونشر قيم التسامح والعدالة ومساهمة ومساندة للجهود الدولية لتحسين حياة الشعوب والحفاظ على كرامة الإنسان.