أدب

الجزء الثاني :أميرة القصر


بقلم إيڤيلين موريس


استجمعت الأميرة قواها بينما تحشرجت الكلمات في فيها وهي تنطق هذه انا انها صورتي ومدت يدها لتمسك بالصورة التي كان حجمها في مثل حجم الأميرة  فإذا بعينيها تنجذب إلى عيون ذلك الشاب الذي كان يحمل الصورة ، فارتجفت يداها وكادت ان تسقط الصورة من يدها فمد الشاب يده ملامسا يديها فازداد ارتجافها وتثلجت يداها واحمر خديها وتسمرت رجلاها مرة اخرى ، اعتذر الشاب للاميره عن فعلته واستطرد في الكلام قائلا :
مرحبا ايتها الاميرة السعيدة هل تسمحي لي ان اعرفك على نفسي .

أسمي ” أمير” ضابط في جيش الملك وقد سمعت عنك كثيرا وكم تمنيت رؤيتك لذا رسمت لك تلك الصورة واردت ان اهديكي اياها.
فأجابته الأميرة بعد أن تمالكت نفسها قليلا ” كيف استطعت أن ترسمني وانا لم اخرج قط من باب القصر ؟ ”
فأجابها امير : لقد أخبرني عنك اصدقاؤك
فأستطردت الاميرة ولكن ليس لدي أصدقاء فمن أين لك بالمعلومات أجبني بصدق .

ضحك امير ضحكة أذابت قلبها فأجابها قائلا ” كيف ذلك ان لك اصدقاء كثيرين فقد أخبرني شعاع الشمس عن ذلك الرداء الأبيض الذي ترتديه واخبرتني النجوم عن جمال تاجك و قرطك وأما الزهور فأخبروني عن تلك الزهره التي تزين رداءك .
ارتجفت الكلمات في حلق الاميرة ولم تستطع ان تجيب كلمة فكلماته عذبة رقيقة واذنيها غير معتادة على ذلك .
امال أمير برأسه أمامها واستأذن منها لينصرف فتمالكت الاميره قوتها واسترجعت صوتها وسألته هل ستأتي ثانية؟
فنظر اليها نظرة حانيه ولم يجبها كلمة وانصرف عنها وظلت هي ترقبه بنظراتها الى ان اختفى من امامها.

اخذت الاميرة الصورة وعلقتها فى احدى الاركان الهامه في حجرة نومها واستلقت على سريرها وظلت ناظرة الى الصورة وسرحت بفكرها بعيدا حتى داهمها النوم دون أن تشعر .

أفاقت الاميرة في اليوم التالي متهلله فرحه فقد كان أمير يشاركها حلما جميلا تمنت كثيرا ان يكون حقيقه ، وانقضى يوم الاميره الذي كانت تتوق فيه ان تسمع صوت امير يناديها ولكن دون جدوى

مرت الأيام وبدأ حلمها في رؤية أمير يتضاءل يوما بعد يوم الى ان جاء ذلك اليوم الذي سمعت فيه الاميرة صوت امير مرة اخرى من خلف باب القصر فأسرعت سعيدة لتفتح الباب له وقد فاجأها تلك المرة بحقبة من الزهور الفريدة النوع جميلة الألوان فأخذتها منه فرحة.
ومضت الأيام واعتاد امير أن يطرق باب القصر كل يوم حاملا للأميرة اجمل الزهور وارقها .

وفي احد الايام طلب أمير من الاميرة ان يخرجا معا للتنزه في المدينة فهو يريدها أن ترى المدينه واهلها وتخرج خارج حدود قصرها .

ترددت الاميرة قليلا فقد كانت تشعر بخوف شديد فهي لم تتعلم كيف تتعامل مع الآخرين وتخشى كثيرا الناس والحياة خارج القصر ، ولكن أمير طمأنها بأنه لن يتركها ويرجعها إلى القصر مرة اخرى .
استسلمت الاميرة لطلب امير ووافقت فقد بدأت تشعر بالطمأنينة نحوه .

رافقت الطيور والفراشات أميرة  كعادتهم كما رافقتها ايضا أشعة الشمس التي كانت تقع على وجهها فتزيده حمرة وجمالا جعل كل من يراها لا يستطيع أن يخفض عينيه من براءتها وجمال طلتها مرددين هذه هي الأميرة التي طالما وددنا رؤيتها.

كانت الأميرة تسير وهي تشعر بالخجل فهي لم تعتاد علي نظرات الناس من حولها ولكنها كانت مبتسمةً للجميع وتهدي التحية لكل من يراها .

وواصل الاثنان مسيرتهم يتبادلان الحديث عن أهل المدينة فقد كان امير يعلم الكثير عنهم وعن أحوالهم واحتياجاتهم وأوجاعهم وانينهم فشعرت الاميرة بأنها لم تكن تعرف شيئاً عن الحياة وارتجفت احشاؤها وانهمرت دموعها وتمنت لو استطاعت ان تساعد الجميع وتطبع بسمة على وجه كل أحد .

انقضى اليوم سريعا وهما يتجولان وسط ارجاء المدينة وأعاد امير الاميرة الي القصر على وعد بأن يلتقيا مرة أخرى ليكملا رحلة التعارف التي ابتدأها معا .
ومرت الايام مسرعة وفي كل يوم تتعرف الاميرة على جديد منه وقد انبهرت بشخصيته الجذابه وتعلقت نفسها به فقد اعتادت وجوده في حياتها وأصبحت ترى الحياه بنظره جديده من خلاله .
الي ان جاء ذلك اليوم الذي علمت فيه الاميره ان المدينة تتعرض لهجوم الأعداء وأن كل أفراد الجيش قد تم استدعاؤهم لخوض حربا ضد العدو .

ومنذ ذلك اليوم لم تعد الأميرة تري أمير فقد كان في أول صفوف المحاربين ولا تعلم عنه شيئا ولكن ظلت صورته ترافقها أينما كانت فقد احبته واحبت حياتها الجديده من خلاله وقررت اميره أن تعمل على النهوض بالمدينة وحل مشاكل الناس والحياة وسطهم الى ان يعود امير و يكملا حياتهما معا .
ولكن ظل بداخل الاميرة اسئلة كثيرة لم تعرف اجابتها بعد فكانت تسأل نفسها
هل احبها امير ؟
وما هي حقيقة الصورة التي رسمها لها أمير ؟
هل تستطيع مساعدة أهل المدينة كما تتمني ام ستواجهها عقبات تحول دون ذلك ؟
ُهل سيعود امير ؟

لطفا منكم حاولوا مساعدة الاميرة في الرد عن تلك الأسئلة التي باتت تحيرها كثيرا !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى