الطفلأسرة ومجتمع
التكنولوجيا و تربية الطفل
أظهرت العديد من الأبحاث بأن للتكنولوجيا آثار إيجابية وأخرى سلبية على الأطفال ؛ فهي لا تؤثر فقط على طريقة تفكيرهم بل تؤثر أيضاً على طريقة نمو أدمغتهم وتطورها، فإذا كانت القراءة تعمل على رفع مستوى التركيز والخيال في الدماغ، بالمقابل أيضا التكنولوجيا لديها القدرة على تحفيز الدماغ على تفحص المعلومات وتخزينها بسرعة وكفاءة عاليتين..ولكن ينبغي التركيز على نوعية التكنولوجيا التي تقدم للأطفال وطريقة تقديمها لهم وهذا ما يجعلها ضارة أو نافعة لعملية تربية الطفل، خاصةً في السنوات الأولى من حياته.معنا الدكتور فيصل الباجوري خبير التكنولوجيا وتعديل سلوك الطفل للحديث والتوضيح.
أثر التكنولوجيا المفرطة والمعتدلة على التربية
الإفراط في استخدام التكنولوجيا..يعرض طفلك للقيام بسلوكيات خطيرة.
بداية هناك صلة ورابطة قوية بين سلوكيات الطفل والتي يطبق بها أسلوب تربية الآباء وبين تأثير العوامل الخارجية..من مدرسة وأصدقاء ومعلمين والجديد التكنولوجيا الحديثة بكل فروعها.
فمن الممكن ان تطغي التكنولوجيا على كل ما تعلمه الابن من ضبط وربط في أسرته ، ومن الجائز أيضا ان تطغى هذه الوسائل التكنولوجية وتسيطر على تفكير الطفل فتمحو ما تربى عليه وتضيف تأثيرات سلبية جديدة.
ولأننا في عالم تغزو فيه التكنولوجيا بسرعة فائقة، أصبح من المستحيل أن تجد طفلا لا يستخدم الهواتف الذكية والكمبيوتر حيث لا يجد صعوبة في استخدام شاشات اللمس أو ألأي باد.
وهنا ربط العلماء بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا وحالة تقلبات المزاج، وفي المقابل ربطوا بين الاستخدام المعتدل للتكنولوجيا وقدرته على تنمية عدد من المهارات المعرفية والاجتماعية.
ولا ننس ان الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يتسبب في تكسير الروابط العاطفية بين الآباء وأطفالهم، بينما يحافظ الاستخدام المعتدل لها على هذه الروابط.
الاستخدام المفرط للتكنولوجيا تسبب في زيادة نسبة الدهون لدى الأطفال، بالإضافة إلى تناقص ساعات النوم لديهم، والعكس صحيح.
الأطفال الذين استخدموا التكنولوجيا من بين 3 إلى 4 ساعات في اليوم كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% للوقوع في سلوكيات خطيرة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات.
دور الوالدين.
تحكمي في نوعية البرامج والألعاب التي يشاهدها طفلك
الأطفال أمانة يجب علينا الاهتمام بهم وتنمية قدراتهم، ومساعدتهم على فهم أساليب التعليم لأن بناء الشخصية يعتمد على الوالدين وتحذيرهم من السلوكيات الخاطئة، وفهم وجهة نظرهم تقوى من عزيمتهم.
كما يجب علينا زراعة مبادئ الصواب والخطأ قبل هذا كله، واختيار الأصدقاء، والقدوة الصالحة.
استخدام الأجهزة الذكية بالنسبة للأطفال يعتمد على الوالدين، وبالاستعانة بالتطبيقات الذكية يستطيع الوالدان الحد من استخدام الأطفال للأجهزة.
ويتم ذلك بتحديد الوقت المناسب لهم وفى حالة زيادة الوقت المحدد يقفل الجهاز بشكل تلقائي.
بالإضافة إلى التحكم بنوعية البرامج والألعاب والتطبيقات والتعليم بواسطة اللعب.
التكنولوجيا ومهارات الطفل الاجتماعية
التكنولوجيا توسع مدارك الطفل وتكسبه ثقافات جديدة
من خلال التكنولوجيا والأجهزة الحديثة يكتسب الطفل المهارات اللازمة لتنمية العلاقات الاجتماعية، فإذا استخدمت هذه الأجهزة بشكل صحيح يستطيع الطفل التواصل مع أصدقائه و أقاربه من خلال برامج التواصل مثل سكايب
الكثير من الألعاب و الأنشطة التي يمكن ممارستها باستخدام اللاب توب أو التطبيقات على الهواتف الذكية..كلها تساهم في تعليم الطفل ضرورة إنجاز المهام من خلال قيامه بإنهاء مستوى في لعبة أو برنامج تعليمي حتى ينتقل للمستوى الآخر
تساعد الأجهزة التكنولوجية الحديثة في تطوير مهارات الطفل بشكل ملحوظ، فهي تساعده في تنمية مواهبه أو دعمه بالمعلومات اللازمة و التوسع في القراءة عن مجالات يهتم بها و التي بكل تأكيد تقوم بتوسعة مداركه و اكتسابه ثقافات ومعلومات في مجالات مختلفة
سلبيات التكنولوجيا للأطفال
قد يتعرض الطفل لمحتوى غير لائق لعمره!
تدفع التكنولوجيا الطفل إلى التوحد و الانعزال عن عائلته و أصدقائه وينطوي في عالم إلكتروني افتراضي فتجد أنه يقضي ساعات أمام شاشة التلفاز أو الآي باد
حتى أن الطفل يفضل قضاء أغلب وقته مع الأجهزة الإلكترونية بدلا من قضاء وقته مع عائلته.
قضاء الأطفال ساعات أمام شاشات التلفاز أو اللابتوب أو حتى الهواتف الذكية تعرض الطفل للأشعة المنبعثة منها مما يؤدي إلي ضعف النظر و تحسس العين.
من خلال الأجهزة التكنولوجية و الانترنت قد يتعرض الطفل لمحتوى غير لائق لعمره؛ فهو عالم مفتوح.
و مع سن الأطفال الصغير لا يدركون كيفية التمييز بين ما هو صحيح و خاطئ مما يؤثر بالطبع في سلوكياتهم.
قد يكتسب الطفل العنف نتيجة لمشاهدته بعض الأفلام التي تقدم مشاهد عنف ، أو عن طريق الألعاب التي تتضمن حروب أو قتل.
للحد من التكنولوجيا على تربية الطفل