تحرير / أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الإستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب . دعا البابا فى كلمته أمام الرئيس العراقي الى أن يكون الدين فى خدمة السلام والأخوّة. دعا البابا فرنسيس بعد وصوله الى العاصمة العراقية بغداد، المجتمع الدولى لأداء دور حاسم فى تعزيز السلام فى العراق وكل الشرق الأوسط.
وقال بابا الفاتيكان فى كلمة القاها أمام رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح فى قصر بغداد إن التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها الى التعاون على نطاق عالمى لمواجهة عدم المساواة فى مجال الإقتصاد والتوترات الإقليمية التى تهدد إستقرار هذه البلدان. وأضاف: فلتصمت الأسلحة وليكن الدين فى خدمة السلام والأخوّة. كما شجع الخطوات الإصلاحية المتخذة فى العراق ودعا الى ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والإجتماعية مؤكداً على ضرورة التصدى لآفة الفساد وإستغلال السلطة.
وقد وصل البابا فرنسيس الى العاصمة العراقية بغداد، يوم الجمعة، فى زيارة هى الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان الى العراق.
جئتكم حاجاً:
وتهدف الزيارة التي تستمر أربعة أيام، إلى طمأنة المجتمع المسيحي في العراق وتعزيز الحوار بين الأديان.
ويرافق البابا في هذه الرحلة وفد كبير يضم مسؤولا أمنيا، ونحو 75 صحفيا.
ومن المقرر أن يلتقى البابا، فى أول رحلة خارجية له منذ تفشى وباء كورونا أبرز رجال الدين من الشيعة فى العراق.
وكان البابا قد أصر على الزيارة رغم تسجيل زيادة جديدة فى أعداد الإصابات بفيروس كورونا والمخاوف الأمنية.
وقال البابا فرنسيس بعد ساعات من هجوم صاروخى إستهدف قاعدة تستضيف القوات الأمريكية يوم الأربعاء، إن المسيحيين العراقيين لا يمكن خذلانهم للمرة الثانية.
تعد زيارة البابا فرنسيس للعراق أول زيارة خارجية له منذ بداية تفشى فيروس كورونا
وكان البابا يوحنا بولس الثانى، بابا الفاتيكان السابق قد الغى زيارة للعراق فى نهاية عام 1999 بعد إنهيار محادثات مع حكومة الرئيس العراقى السابق صدام حسين. ومنذ ذلك الوقت تراجعت أعداد المسيحيين فى العراق من 1.4 مليون الى حوالي 250 الفاً. وكان كثيرون قد فروا خارج البلاد هرباً من أعمال العنف عقب الغزو الذى قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين. كما نزح عشرات الآلاف عندما إجتاح مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية شمالى العراق فى عام 2014 ودمروا كنائسهم التاريخية وإستولوا على ممتلكاتهم وخيّروهم بين دفع الجزية أو تغيير دينهم أو مغادرة البلاد أو مواجهة الموت.
يهدف بابا الفاتيكان الى تشجيع المسيحيين والدعوة الى السلام خلال إجتماعات مع زعماء سياسيين وغيرهم من رجال الدين بحسب مراسل بى بى سى مارك لوين.
وقال البابا فرنسيس مخاطباً الشعب العراقى فى رسالة بالفيديو عشية رحلته: “أوافيكم حاجاً تائبا لكى التمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب ولأسأل الله عزاء القلوب وشفاء الجراح. وأضاف: أوافيكم حاجاً يشوقنى السلام… وأسعى خلف الأخوة وتدفعنى الرغبة فى أن نصلى معاً ونسير معاً ومع الإخوة والأخوات فى التقاليد الدينية الأخرى أيضاً تحت راية أبينا إبراهيم الذى يجمع فى عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين. وقال البابا للمسيحيين العراقيين: أود أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان الكنيسة التى هى قريبة منكم ومن الشرق الأوسط المتألم، وأنا أشجعكم على المضى قدما.
وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية يقول رجال دين مسيحيون إن هناك أقل من 250 الف مسيحى فى العراق، ويعيش معظمهم نحو 200 الف، فى سهل نينوى وإقليم كردستان شمالى البلاد. يقدر 67 فى المائة منهم من الكلدان الكاثوليك الذين تحتفظ كنيستهم ذات الطقوس الشرقية بطقوس دينية وتقاليد خاصة بها لكنها تعترف بسلطة البابا فى روما بينما ينتمى 20 فى المائة الى كنيسة المشرق الآشورية التى يُعتقد أنها أقدم الكنائس فى العراق. البقية ينتمون الى السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك والأرمن الرسوليين، فضلاً عن الأنجليكان والإنجيليين والبروتستانت. بسبب المخاوف الأمنية والإرتفاع الحاد فى الإصابات بفيروس كورونا، سيكون ظهور البابا البالغ من العمر 84 عاما محدوداً أمام الجمهور. فبعد لقائه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكبار المسئولين العراقيين سيلتقى بالأساقفة ورجال الدين الآخرين فى كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك فى العاصمة التى شهدت مقتل 52 مسيحياً وشرطياً فى هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة عام 2010.
وسوف يذهب البابا يوم السبت جنوبا الى مدينة النجف الشيعية حيث يزور المرجع الشيعى آية الله على السيستانى البالغ من العمر 90 عاماً.الأمر الذى سوف يمثل قمة تواصله المستمر مع المسلمين الشيعة.
وعارضت بعض الجماعات الشيعية المتشددة زيارة البابا ووصفتها بأنها تدخل غربى فى شئون العراق. لكن الكثير من العراقيين يأملون أن يساعد ذلك فى تعزيز رؤية جديدة للعراق.
بعد ذلك سوف يحضر البابا فرنسيس إجتماعا مشتركا بين أتباع المسيحية والإسلام واليهودية فى موقع مدينة أور الأثرية، الذى يعتقد أنها مسقط رأس النبى إبراهيم عليه السلام.
وسوف يذهب البابا يوم الأحد الى مدينة الموصل شمالى البلاد حيث ستقام صلاة فى كنيسة الساحة من أجل من سقطوا فى الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية التى خلفت عشرات الآلاف من القتلى من المدنيين. كما يزور البابا قره قوش القريبة حيث عاد المسيحيون بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017 لترميم كنيسة المدينة وإعادة بناء منازلهم. وبعد ظهر ذلك اليوم سوف يقيم البابا قداساً يحضره آلاف الأشخاص فى ملعب في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
زر الذهاب إلى الأعلى