العنوان :الانتصار علي الذات
كتبت: كريمة دحماني
ان اشد الانتصار انتصار المرء على نفسة لان النفس امارة بالسوء كما قال رسول الله صلى الله علية وسلم فات الجهاد الاصغر
وباقى الجهاد الاكبر قالوا وما الجهاد الاكبر يارسول الله قال جهاد النفس
لذلك من انتصر علي نفسه صار الانتصار علي الآخرين بالنسة إليه أمرا بالغ السهولة إن المرء يصنع قدر نفسه بنفسه..
فالنجاح هو أن تتغلب علي مواطن ضعفك بينما يعني الفشل أن تتغلب مواطن ضعفك عليك .
ولو كان أحد الناس مصابا بالأنانية وحب الذات. لتجمع حوله أناس متملقون والمحترفون
بالتملق والمجاملة . والحق يقال هم أسوا بضاعة يمتلكها إنسان ولو انه كان إنساناً عجولاً لطار قلبه جزعاً وهلعاً حيث ينبغي له أن ينتظر في سكون اللحظه القادمة وما ستنكشف عنه بالتالي سيعود هو محروماً
ن النجاح المتوقع عاجلاً أم آجلاً بدون لزوم واما لو انه لا يعرف في الحياة سوي نفسه
ولاتهمه هنا سوي مصالحه الفردية الذاتية. فلن يمكنه أن يحسن التعامل مع الناس، في حين انه لابد من حسن تعامل مع الناس لممارسة حياة ناجحة سعيدة بينهم ينال بها رضي الله سبحانه وتعالي .
الحقيقة هي أن أسباب النجاح والفشل كليهما تكمن في داخل المرء ذاته فينبغي عليه
أولا وقبل كل شئ أن يتسامح مع ذاته أن يستعرض نفسه، ويبحث عن سبب كل هزيمة
يتعرض لها في داخله هو فما يكمن في داخلك لن تعثر عليه في الخارج مهما أتعبت
نفسك في طلبه، والنتيجة التي تنال باستخدام مواهبك الذاتية لن تستطيع الوصول إليها
عبر التناطح مع الآخرين. إن نفس الإنسان جوزائية تحمل استعدادين متقابلين في آن
واحد فهي تنطوي علي مادة الاعتراف جنباً بجنب مع الميل إلى عدم الاعتراف وتوجد
فيها عاطفة الشكر والامتنان إلى جانب نفسية الكفر والنكران للجميل كما إنها تعرف الفرح برقي الغير والحقد عليه في نفس الوقت .
الانتصار في هذه الدنيا لمن يحرز على النجاح علي نوازع السوء الكامنة في داخله، والعبور ساحة الخطر أمامه فقد
جاء في القرآن ضمن وقائع سيدنا موسى عليه السلام ” وقال الملأ من قوم فرعون أتذر
موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويدرك وآلهتك؟ قال سنقتل أبنائهم ونستحي نسائهم
و انا فوقهم قاهرون . قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من
يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسي ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون
لنقف عند هذه الآيات الكريمة وقفة تأمل وتدبر فقد كان بنو إسرائيل يتعرضون لظلم
فرعون وعدوانه في صور شتي فشكوا ذلك إلى نبيهم موسى عليه السلام ولكنه لم
يدلهم على طريق الاحتجاج والتمرد أو الصدام كما هو شأن الزعماء العاديين في مثل
هذه المواقف وإنما نصح لهم ، بدلا من ذلك بأن ارجعوا إلى الله و اصبروا !! فقال له
بنو إسرائيل في دهشة واستغراب إذن فما الفائدة من كونك نبيا؟ لقد كنا نحسب إننا
سنحصل بعد مجيئك علي الحكومة والسلطة وها أنت ذا تنصحنا بلزوم الصبر علي
مانحن عليه من الاستعباد وانعدام السلطة.فأجابهم موسى قائلا :بان الحكومة
أو السلطة هي الأخرى مرحله من مراحل الصبر،لأنها إنما تتاح لكي ينظر الله كيف يعمل المرء بعد تسلمه مقاليد الحكم .
إن القضية الرئيسية التي تواجهنا في هذا العالم لا تكمن فيما إذا كنا نمتلك السلطة أم لا وانما هي تكمن في نوع الأداء الذي يقوم به أحدنا في ظل الاحوال والمواقف التي يجد نفسه فيها.
إن العالم الراهن لدار الدنيا مكان امتحان والعالم الأتي (الآخرة) مكان الجزاء لذا فينبغي
للمرء أن يركز نظره دائما على أعماله هو، وليس علي الأوضاع الخارجية ان الأوضاع
الخارجية هي بيد الله وحده يجريها بحكمته كيفما شاء ،بينما أعمالنا التي سنحاسب عليها هي بيدنا ولن يقوم بها أحد غيرنا
زر الذهاب إلى الأعلى