الاستروكس القاتل
عقار الاستروكس المخدر أو ما يسمى “الفودو” انتشر خلال الفترة الأخيرة داخل مصر لا سيما بين الشباب، وهو ما أدى لوقوع الكثير من الحوادث والأعراض التى ظهرت على المتعاطين للعقار آخرها مصرع شاب مصرى جراء تعاطيه العقار بعد إصابته بدوار ما أدى لاختلال توازنه.
الأمر الذى يدق ناقوس الخطر هو أن المواد التى يدخل العقار فى صناعتها، والتى كانت فى الأساس تستخدم كنوع من المخدر للخيول بجانب بعض المواد الأخرى غير مدرجة تحت بند المنع القانونى من التداول، وهو ما يفتح الباب أمام انتشار تناول العقار الذى دعا عدد من النواب والأطباء وخبراء الأدوية لتجريم تداوله خلال الفترة الأخيرة.
“هنا نسرد قصة طفل عمره 14 عامًا يتناول العقار منذ عام، وأصبح يعانى من حالات عنف وغضب شديدة، قام بكسر كل شيء بالمنزل وضرب والده الذى هرب من المنزل خوفًا منه، ثم أخذته عائلته إلى المستشفى”.
الاستروكس القاتل
وكشف الدكتور عبدالرحمن حماد مدير وحدة علاج الإدمان بمستشفى العباسية، عن خطورة عقار الاستروكس، موضحا أنه يندرج تحت نوع المخدرات المخلقة التي يتم تصنيعها من العديد من المواد، لافتا إلى أن التقارير الحديثة الدولية مثل تقرير المخدرات العالمي تكلم مؤخرًا عن خطورة هذا النوع وتأثيراته على المتعاطين، ورغم هذا فتداول المواد التي يتم تصنيع العقار منها أمر غير مجرم في مصر.
ولفّت “حماد” إلى أن تجريم بيع مواد العقار لا يحل المشكلة، ولكنه يساهم في حلها، مطالبا الجهات المعنية أن تعمل على حظر تداول تلك المواد لأي شخص، خاصة داخل العطارات التي تباع فيها مواد صناعة الاستروكس بجانب بعض المواد الأخرى غير المصرح باستخدامها، مطالبا بمواجهة ذلك العقار من خلال تقليل عرض المواد المستخدمة في تصنيعه من السوق وتقليل الطلب عليه من خلال التوعية بأضراره.
فيما أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أنه لا بد من وجود إرادة سياسية لإغلاق حنفية المخدرات وتداولها عن مصر، لافتًا إلى أنه إذا ما أصدر مجلس النواب قانونا يقضي بإعدام من يجلب المخدرات وإعطاء مهلة للمتعاطين 6 شهور، فهذا سيؤدي إلى إغلاق الحنفية من المنبع، مضيفًا أن عقار الاستروكس من أخطر أنواع المخدرات التي ظهرت مؤخرًا بجانب الأمتريل والترامادول، حيث إنه عبارة عن مادة حاقنة تسبب احتقانا في الأوعية الدموية وتوقف وصول الدم الذي يصل إلى جذع المخ وهناك يوجد مصدر التنفس.
الاستروكس القاتل
وأضاف فرويز: الاستروكس نوع من العقاقير التى تعمل على تغييب عقل من يتعاطاه بصورة كاملة، فلا يشعر بما يقوم به من أفعال أو حتى أقوال، لافتًا إلى أنه يكون تحت تأثير هذا العقار بصورة كاملة ويظهر هذا بصورة كبيرة خلال العديد من الجرائم البشعة التى تقع مثل اغتصاب الآباء لأبنائهم أو قتل أولادهم، فالسمت العام الذى يميز سير تلك الوقائع هو اعتماد الآباء على تناول المخدرات فلا يشعرون بما يقومون به ويتضافر هذا مع غياب التعليم والثقافة الاجتماعية، ما يؤدى إلى حدوث جرائم خطيرة.
وأشار “فرويز” إلى أن محاربة الإدمان تكون بمواجهة الجهل المتفشى والوعى المجتمعى بخطورة المخدرات وتأثيراتها السلبية على المتعاطين، مستنكرًا غياب وجود الدور التوعوى عبر الفضائيات فى الوقت الذى تنتشر فيه المواد التى من شأنها زيادة البلطجة والتعاطى للمخدرات
زر الذهاب إلى الأعلى