متابعة // منى حـــمّاد
بقلم : د. عبير الجميلى
عندما نري كلمة الإدمان يذهب بنا الذهن لإدمان المخدرات:
ولكن ذلك خطأ كبير فالإدمان هو أي شيء يعمله الفرد منا دون السيطرة على التحكم فيه من إيقافه والاستبعاد
عنة فكلنا مدمن. هل تعرف ذلك نعم فجميعنا مدمن بدون استثناء وذلك من خلال الواقع الأمبريقي تعالوا نعرف
كيف ذلك في السطور القادمة.
عندما نقوم بالتحدث ولكن بعدم الصدق فذلك ادمان الكذب – عندما نأخذ مال ليس لنا حق فيه فذلك
ادمان السرقة – عندما نتحدث عن احد غائب بالسوء فذلك ادمان للنميمة- عندما نتدخل في شؤن غيرناً فذلك ادمان
للسيطرة علي الغير ويتضح ذلك في تدخل الحموات الذي ليس له داعي ويكون تدخلهم سالب على الاسر الصغيرة
– التنمر علي الغير فذلك ادمان العدوان علي الغير ….قيس علي ذلك جميع السلوكيات الغير مقبولة والعادات
والتقاليد التي لا تتغير رغم ما نقوله من انها تؤدى لهلاك الأمم أيضا التمسك بالأفكار الخاطئة تجاه المواقف
المختلفة مثل الثأر او التار كما يسمى ،أي نوع من أنواع المعصية لله أيضا ادمان وهكذا…………..
وللقضاء على ذلك بكل بساطة من خلال التنشئة الاجتماعية الصحيحة على أسس تربوية ونزيد من مهارات
التحكم في الذات البشرية.
وذلك يتضح من التعريف التالي:
يُعرّف الإدمان في اللغة بأنّه: من دَمِن على الشيء أي لزمه، وأدمن الشراب أو غيره أي أدامه ولم يُقلع عنه، ويُقال
أيضاً أدمن الأمر أي واظب عليه واستمر فيه، والإدمان مصدر للفعل أدمن، أما اصطلاحاً فهو:
اضطراب سلوكيّ
يحدث نتيجة تكرار الفعل الذي يقوم به الفرد لكي يشعر بشيء معين يعتبره جميلاً دون النظر إلى العواقب والآثار
السلبية التي تطرأ عنه سواءً على الفرد نفسه أم المحيطين به، وهو أيضاً حالة غير قابلة للتحكم والسيطرة عليها
نتيجة لشرب الخمر، أو المخدرات، أو القيام بسلوك معين كممارسة القمار أو الجنس، ويرتبط الإدمان بالعديد من
الأسباب الوراثية والدوائية والاجتماعية والبيولوجية.
الإدمان يعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح )Addiction( ، ويطلق عليه أيضاً مسمى التعود، وهو عبارةٌ عن
حالة نفسية، وسلوكية تؤثر على الإنسان، وتجعله يرغب في القيام بشيء ما من أجل تحقيق الراحة النفسية،
كالتعود على تناول طعام معين بشكل دائم، أو غسل اليدين المتكرر، وغيرها من العوامل الأخرى المؤثرة في
الإدمان. عادةً يرتبط المفهوم العام للإدمان من التعود على تناول جرعات زائدة من أدوية معينة، أو أنواع من
الأعشاب التي تحتوي على مواد مخدرة، أو شرب كميات كبيرة من مواد كحولية، وهذا ما يؤدي إلى تحول
الإدمان إلى مرضٍ شديد، يدفع الإنسان إلى القيام بأي شيء من أجل تحقيق الراحة العقلية، والنفسية التي يريدها
من الإدمان، وعند التأخر في علاج المدمن قد ينتج عن ذلك تطور الحالة المرضية عنده، مما يؤدي إلى وفاتهِ.
أسباب الإدمان توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإدمان، ومن أهمها: أسباب نفسية هي
الأسباب الرئيسية التي تساهم في توجيه سلوك الإنسان نحو الإدمان، فعادةً يلجأ الفرد إلى الإدمان على شيء ما؛
لأنه يجد راحة نفسية في التعامل معه، وأنه يقدم له كافة أسباب السعادة، فمثلاً: يدمن بعض الأطفال على
الألعاب الإلكترونية، ويجلسون لساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب مما يؤدي إلى إصابتهم بالعديد من
الأمراض، ومن أهمها البدانة، وأيضاً من الأمثلة على الإدمان، تناول جرعات زائدة من العقاقير المنومة، أو
التي تحتوي على مواد تهدئ الأعصاب، وخصوصاً عند التعرض لمشكلة ما خلال اليوم. أسباب ثقافية هي
الأسباب التي ترتبط بالمجتمعات، وطبيعة نظرته للإدمان، وتعريف الشعوب لمصطلح الإدمان، ففي بعض
الدول يكون الإدمان شيئاً عادياً، ويعد من العادات، والتقاليد الشعبية، وخصوصاً الإدمان على تناول بعض أنواع
الأعشاب المخدرة، من خلال تدخينها، ومن الأمثلة على ذلك: الإدمان على تدخين عشبة القات في اليمن، والذي
يؤدي إلى نتائج مرضية، تؤثر تأثيراً سلبياً على حياة المدمن.
أثر الإدمان: للإدمان عموماً أثرٌ سلبيٌ على كافة الأفراد المدمنين، ثم على عائلاتهم، وعلى مجتمعهم عموماً،
فيؤدي إلى انتشار الأمراض، والاعتماد على وسائل غير قانونية من أجل الحصول على المواد التي تؤدي إلى
الإدمان، مثل: القيام بالسرقة، أو جرائم القتل والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً في حالات الإدمان على المواد
المخدرة. يؤدي الإدمان أيضاً إلى آثارٍ سلبية على المجتمع كتدمير النسيج العائلي، وضياع أفراد العائلة،
وخصوصاً عندما يكون الوالد فيها مدمناً، فيصير هدفه الوحيد هو تحقيق سعادته الشخصية، بغض النظر عن
سعادة عائلته، وأيضاً يغفل دوره الرئيسي في العائلة والذي يعتمد على توفيره العيش الكريم لهم، ويتحول من
معيلٍ، إلى عائلٍ يعتمد على زوجتهِ، وأبنائه في توفير العوامل التي تساعده على الإدمان.
التخلص من الإدمان: حتى يتمكن المدمن من التخلص من الإدمان مهما كان نوعه، أو طبيعته يجب أن يتم
تطبيق الأمور التالية: الرغبة الشخصية في التخلص من الإدمان، وهي من أهم الوسائل المساعدة، والخطوة
الأولى في التخلص منه. البحث عن الوسائل العلاجية، والتي تعتمد على دور العائلة أولاً، ثم العلاج النفسي،
والطبي، والتأهيلي، والذي يساهم في تقديم العلاج المناسب للمدمن. الحصول على الدعم، والتحفيز المعنوي،
والذي يساهم مساهمةً كبيرةً في التخلص من الإدمان، وخصوصاً في حالات الإدمان التي لا تحتاج إلى تدخلٍ
علاجي مستمر، كالإدمان على تناول الطعام .
– لم ينظر لماذا الفرد التجأ للإدمان: وهنا سأتكلم عن ادمان السجائر والمخدرات، كل ما يسمعه المدمن ممنوع
التدخين والادمان له ولا نقدر ان نوقف بيعهم، وذلك لأننا لا نقف في علاج المشكلة من جذورها،
فجهاز الشرطة يقوم مشكور بعمليات متعددة للوقوف في حل المشكلة ولكن رغم ما يقوم به فان المشكلة قائمة
وتزداد لماذا لأننا لا نتناول المشكلة صح.
بدايتاً لماذا الانسان يلجأ لمثل هذه العقاقير وكذلك التدخين:
1 – هروب من مشكلة معينة.
-2 تقليد أعمى من الأصدقاء “رفقاء السوء”.
3 – الاعلام وكل مشهد من ممثل محبوب في موقف الضيق يقوم بشرب السجائر وكذلك الخمرة فأصبح لدى
الشخص او الشاب او الطفل الشكل المثالي لحل المشكلات مثل الفنان فلان فيلجأ في مخيلته لذلك بشكل تلقائي
فلنبدأ صح بالتغير الصح بالطريقة الصح لتغير الطفل عفوا لتربية الطفل ” التنشئة الاجتماعية السليمة ” ومش
عيب خالص ان تقول الام للابن ان والدك مخطئ ولدينا مثال في القران الكريم في ذلك حيث سيدنا إبراهيم
علية السلام تحدث مع والدة وقومة وقال لهم: ما لكم تعبدون من دون الله اصنام لا تنفع ولاتضر ولم يؤمن الوالد
فكان على سيدنا إبراهيم ان سلك طريق الي الله وسلك معه ما سلك.
فهنا بدون الذهاب بعيداً فالاختلاف مع الأشخاص في الصواب هو اول الطريق الصح.
4 – نقص التربية السليمة للأبناء وسوء اختيار الزوجة وسوء اختيار الزوج.
فذكر الدين الحنيف في ذلك وأوضح أسس الاختيار على أساس الدين وليس علي الظاهر واللبس والمكياج وما
الي ذلك. فاختيار الزوجة من أهم العوامل التي تنتج رجالاً فيجب ان تكون على خلق وأصل وكذلك الزوج لكي
يتم رعاية للأبناء في جو صحي وأمن عليهم.
5 – الظروف الاقتصادية وهما قد تكون مرتفعة او منخفضة فالحالتين تؤدى في بعض الحالات للإدمان، فإعطاء
الابن مبالغ مالية كثيره قد تؤدى لإدمانه من خلال كره اصدقاؤه له بسبب الفلوس ويستغلون ذلك لكي ينتفعوا
منه وكذلك يدمروه ويكون عبد لديهم في حالة السيطرة علية بجعلة مدمن، وفي الفقر فان الابن يقوم بالسرقة
لمسايرة رفقاء السوء ويتعاطى الإدمان، فهنا غياب التوجيه والرعاية السليمة يكون سبب قوى لإدمان الأبناء.
6 – انشغال الام والأب بالعمل دون أعطاء الوقت الكافي لمتابعة الأبناء وتربيتهم وهنا يوجد ناجحين في عملهم
وأولادهم، واقصد هنا الانشغال الزائد عن الحد الذي يعطي فرصة للأولاد للانحراف عن الطريق السليم.
فعندما نقف على هذه الأسباب فإننا نقوم بحل أكبر مشكلة تهدد الامن القومي ويتم الصرف على القضاء عليها
دون جدوى ونفقد شبابنا كل يوم وهم عماد أي تنمية في أي مجتمع وعليهم تقوم الحضارة والتقدم،
فانتبهوا جيداً ان البداية الصح والتخطيط الجيد والمتابعة المستمرة هي التي تصل بنا الي نتائج نحنوا جميعاً
نرجوها. والي لقاء اخر بآذن الله تعالي وللحديث بقية.