كتبت/مرثا عزيز
في حادثة كبرى أثارت فزع أهالي شبرا الخيمة بالقليوبية، بعدما فقد أب، أبنائه الخمسة أثناء ذهابهم لحضور فرح لأحد أقرابهم، كان آخر ظهور لهم في كاميرات المراقبة، خلال استقلالهم لـ “توك توك”، ليذهبوا إلى خالهم في إحدى المناطق القريبة منهم، ويأخذهم معه إلى الشرقية، حيث مكان الفرح.
بدأت القصة منذ حوالي 3 أسابيع، تبدلت حال الأسرة التي تتكون من 6 أبناء وأب وأم، من استقرار إلى جحيم، إذ لم تمر بضعة أيام على الحادث حتى أصيبت الأم بجلطة في المخ دخلت على إثرها إلى المستشفى، كما حاول الابن الأكبر الانتحار لعدم تحمله فراق إخوته الخمسة، وبحسب “جمال حمدان”، رب الأسرة: “حياتنا اتبدلت لجحيم ومش قادر أفكر في أي حاجة، مش متخيل إني أفقد أولادي بالطريقة دي، مراتي في المستشفى من بعد اختفائهم بكام يوم، وابني الكبير 23 سنة، حاول يقطع شرايينه إمبارح”.
كما استنكر الوالد ذهاب أبنائه إلى أحد أقاربه، مشيرا إلى أن الجميع يبحثون عنهم في مناطق مختلفة، موضحا أنه تقدم ببلاغ إلى قسم شرطة شبرا الخيمة بعد يومين من اختفائهم: “مظنش انهم راحوا عند حد من قرايبهم لأن قرايبهم كلهم بيدوروا معانا، ولحد دلوقتي مفيش جديد”.
يعمل الأب مذيع في قناة الحدث اليوم، فضلاً عن مشاركته كممثل في العديد من المسلسلات مثل القيصر وريح المدام وسلسال الدم، ولكن كانت أدواره محدودة، مؤكداً أن حياته تغيرت رأسا على عقب بعد اختفاء أبنائه: “أنا مذيع وممثل وشاركت في أعمال جديدة كتير، لكن في الفترة الأخيرة عقلي وقف ومبقتش قادر لا أشتغل ولا أعمل أي حاجة، حياتي اتغيرت خالص”.
تتلخص حياة “جمال” في الـ 3 أسابيع الأخيرة، في البحث عن أولاده، إذ يستيقظ صباحاً مثقلا بالهموم يذهب في كل مكان للبحث عن أبنائه الخمسة، ويرافقه بعض أفراد الأسرة، لم يترك مكاناً إلا وحاول البحث عنهم فيه، دون العثور على خيط واحد يدله إلى أولاده.
مع بزوغ فجر يوم 21 أكتوبر الماضي، كان أبناء “جمال” الخمسة يرتدون ملابسهم ويكادون يطيرون من السعادة، فاليوم هو حفل زفاف أحد أقاربهم، في الوقت الذي ينتظرهم خالهم من أجل مقابلتهم والتوجه معا إلى الشرقية حيث الفرحة المنتظرة
وعندما فرغوا من استعداداتهم، شحنوا هممهم للخروج والذهاب إلى خالهم، المقيم بمنطقة بهتيم محافظة القليوبية والتي تبعد عن مسقط رأسهم في شبرا الخيمة بضع دقائق فقط، خرجوا من البيت، يعدون الوقت على أصابع أيديهم، بفارغ الصبر، ينتظرون الذهاب إلى خالهم وأخذهم لحضور الحفل، ليتحول انتظار الحفل إلى اختفاء غامض، أصاب أسرتهم بالحيرة والدهشة، فيتساءلون بقلب ذاب حزنا عليهم “فين ولادي الخمسة؟.”
زر الذهاب إلى الأعلى