بقلم إيڤيلين موريس
كانت أحد الليالي البارده في إحدي قري الريف عندما شق صراخ ذاك الصغير حديث الولادة أرجاء ذلك المنزل البسيط ذو الحجرات الواسعة والذي يحوي الكثير من الأبناء في مراحل عمرية مختلفة يقف الصغير منهم خلف الباب في انتظار الدخول لرؤية المولود الجديد بينما يجلس كبيرهم وعلامات القلق تعلو وجهه و الأب يجول بين أرجاء المنزل محركاً شفتاه بالدعاء منتظراً وصول الزائر الجديد للمنزل .
وبينما الجميع يشخصون نحو باب الحجرة ، خرجت تلك العجوز ناظرة إلى أسفل لترفع عينيها التي امتلأت بالدموع لتعلن أنه ثمة شئ محزن قد حدث بالداخل .
ترى ما الذي حدث ؟
هكذا كانت أعين الجميع تتساءل في خوف بينما قلوبهم تخفق ألماً يتحدد حجمه حسب تصور كلُُ منهم..
جففت العجوز دموعها وتمتمت بكلمات مهزوزة ؛؛ ضعيفة؛؛ قائله
لقد وضعت فاطمة طفلاً …..ثم سكتت قليلاً ونظرت فإذا بالوجوه جميعها شاحبة ليس فيها من حياة واستطردت قائلةً ” طفلُ بلا عينين “
وقع الخبر على مسامع الجميع كالصاعقة فهرول الأب إلي الغرفة ليشاهد الطفل بينما أحتضن كبيرهم صغيرهم منتظراً خروج الاب لهم بخبر ما يبعث لهم بالطمأنينة ولو بعض الشئ ..
خرج الاب من الغرفة وقد علا وجهه الكثير من الألم والحزن ، يجر بقدمه ويتحسس طريقه بعد أن أمتلأت عيناه بالدموع فلم يعد يتمكن من رؤية الأشياء من حوله ، واعتصر قلبه آلماً ً علي ذلك الطفل الذي لن يتمكن من رؤية الحياة التي خُلق لها وقرر أن يعطيه اسم” نور ” فلربما يكون له نصيب من إسمه وتنفتح له طاقات من نور لتنير دربه الذي بدأه مظلماً من اليوم الأول لميلاده.
وإلي اللقاء في الجزء الثاني إن أحيانا الرب وعشنا