بقلم إيڤيلين موريس
التحدي الكبير
هكذا أنهى نور حواره مع نفسه وهَم للخروج من الحجرة بعد أن قرر انه لن يستسلم لأي مشاعر سلبيه وإن عليه إما أن يعيش الحياة ويتغلب على الصعوبات القادمة أو يموت وهو حي بأن يترك للصعوبات أن تتغلب عليه .
خرج نور من الحجره ليجد أسرته بكاملها في إنتظاره بعد أن أخبرتهم والدتهم بما دار بينهما ، لم يري نور ما تحمله الوجوه له ولكنه كان يشعر جيداً بما تحمله قلوبهم نحوه، وهكذا ضم الجميع في صدره وأحطهم بيديه الصغيرتين حتى أنهمرت الدموع من أعين الجميع.
كان نور قد أتم عامه السابع وهو السن المقرر للإلتحاق بالمدرسة وقد رأي الأبوان أن من حق الطفل تلقي المعرفة كباقي إخوته لذا فقد تم إلحاقه بإحدى المدارس الخاصة لتعليم المكفوفين في مدينة دمنهور ، وقد تكبد أكبر إخوته مشقة الذهاب والأياب به إلى المدرسة كل يوم دون كلل أو ملل.
مرت الأيام والسنوات الواحده تلو الاخري وقد أثبت نور مهارة عالية وتفوق في كل مناحي الحياة ليس هذا فقط بل ظهرت عليه أيضاً علامات النبوغ في عدد من الاختراعات الصغيرة فذاع صيته بين الجميع وكرمته الدولة تكريماً ادخل إلى قلبه وقلوب أفراد عائلته السعاده والسرور.
وبعد عدة أشهر من هذا التكريم فوجئ الأبوان بخطاب من إحدي المستشفيات ببريطانيا يبدون رغبتهم لإجراء جراحة زرع عين إصطناعية للصبي مجاناً ، استقبلت العائلة الخبر بالفرح الغامر المشوب بالخوف على الصبي ولكنه مغلف بكثير من الأمل في غدٍ أفضل يحمل له رجاء في مستقبل مشرق منير .
أما نور فقد اختلطت عليه المشاعر وتزاحمت الأفكار والتساؤلات داخله ما بين أفكار الفرح والخوف أن يتعلق بحلم ويستيقظ على واقع مرير .
أو كيف سيكون شكل العالم الحقيقي الذي كان يراه بعين والدته من أجمل ما يكون.
ولكنه اختار ألا يضيع الفرصة والتي قد لا تتكرر مرة أخري لعلها تحمل له الخيرات.
شكراً لمتابعتكم
وإلي اللقاء في قصة أخرى بإذن الله .