الأديب سيد غيث: إستقلتُ من السلك النيابي كي أتفرغ للعمل الأدبي مثل توفيق الحكيم
كتب لزهر دخان
ويذكر بالإخفاقات التي فرضت علينا سموط الكلام في بعض الأشعار
أنه ضيفي المُبجل الكبير ، فعندما ينقد الدكتور سيد غيث تشعر أنه يخدم الأدب.وعندما يكتب الشعر تشعر بأنه يعلم العرب باقي رسالتهم الجماعية، ألا وهي تعظيم لغتهم .التي يمكنها صناعة المطلوب منها . وعندما يساهم في كل هذا على حساب منصبه الإداري القانوني في السلك النيابي . ليتفرغ للآدب وللقراءة ثم الكتابة حول ما قرأ .. لا بد لنا من الإيمان بأنه يسعى جاهداً لتقمص الدور البطولي الذي يلزمه الكثير من الأداء الرجولي ،حتى الوصول إلى الغاية . وهذه الغاية تظهر لك عزيزي القاريء عندما تقرأ هذا الجزء الثاني من حواري معه.. شاعرا وناقدا ودكتورا أديبا . ولك أن تكتشف ما خفي وهو الجزء الأعظم في شخصية ضيفي المبجل د. سيد غيث .
س1: جميلاً أن يكون الإنسان قاضياً عادلاً .. وأنت قد عدلت كثيراً عندما تركت المهنة برمتها . حَدثنا من فضلك عن أسباب رفضك لمنصب قضائي.
ج1:
استقلت من السلك النيابي كي اتفرغ للعمل الأدبي ليس من ضجر .. وكان الأوائل أيضا ممن عملوا بهذا السلك تركوه وتوجهوا للابداع مثل توفيق الحكيم وهو أشهرهم.الابداع لابد له من تفرغ تام كي تبدع وتقدم للأدب العربي كل جديد .. ومفيد.
س2: يعشق الجمهور العربي الفنان العربي القدير الراحل عبد الله غيث . وينتظرون أن تستمر مسيرتك حتى تصبح كعمك . كذلك يتسائلون إلى أي مدى تستطيع عائلتكم إنجاب النجوم والأبطال ..
ج2:
نحمد الله بأن العائلة بها الكثير والكثير من المواهب الفنية و والأدبية .. وهؤلاء الكبار قدموا للفن كل جميل .. وأقصد الأخوين غيث وهما ( عم حمدي غيث وكان نقيباً للممثلين وعم عبد الله غيث .. الذي جسد كل شخصية وكأنها خرجت من لحمه ودمه .. وأكمل الاجابة وأقول كل جيل له رونقه وكل فن أو موهبه لها روادها .. فتجد الفن لا يتجزء من الابداع الأدبي أو الفكري . ولكن نصبوا ونتمنى أن نصل الى محبه الناس لحب الأخوين غيث .
س3: غالبا ما تطرح الصحافة أسئلة خاصة مكررة عن النجوم والشخصيات . وهذا سببه الإطلاع على أسباب النجاح ليستفيد منها التلاميذ المجهولين ..فما نصائحك لتلاميذ لا تعرفهم . مثلاً.. كيف تكافح التدخين ، البدانة ، القلق … الغضب ، ..إلخ؟.
ج3:
لنا كم من طلبة العلم .. ودوماُ ما أقول لهم علينا بالاخلاص في كل عمل تحبه كي ترتقي به وينفع بكم .. وأما عن التدخين هي عادة سيئة وسلوك غير مستحب .. فقد اتلتقيت ببعض المبدعين ينسبون ابدعاتهم لتعاطيهم مخدر الحشيشة ويقولون لولا الحشيش ما وجد ابداع .. أقول لهم هذا وهم كون الابداع هبة من الله القدير لعبده كي يميزه عن الأخرين فلا داعي لأن تأخذ من منشطات أو مخدرات كي تخرج عليك موهبة الابداع بهذا يكون الايداع مصنع خرج نتيجة تناول الحشيشة أو أنواع من المخدرات المتنوعة وهذا خطر على خلايا المخ فتصيبها بالتلف .حفظنا الله واياكم والجميع .
وأما عن البدانه والقلق والغضب كل هذه الآفات متعلقة ببعضها كونها تأتي من الإكتئاب .. فأقول لهم إبحثوا عن موهبة تصبوا إنفعلاتكم بداخلها، كي نخرج إبداع بدلا أن نخرج ثورة غضب .. وأصبغ حياتك بصبغة دينية كي تعطيك دفعة ونظرة إستبشار بحياة أفضل ، في ظل سيرك في طريق الله للهدي والهداية .
س4: ماذا تقول لمن لا يؤمن بعلوم الخليل بن أحمد الفراهيدي فيما يخص علم العروض وبحور الشعر . هل تراه سينجح .أو أنك لا ترى مستقبلاً للآدب الجاهلية بعدما عاد الأمر للفراهيدي .
ج4:
وهنا أقول: يقاس الإبداع بالموهبة أولاً ثم يأتي بعدها الدراسة والاطلاع على علوم اللغة والبلاغة وموسيقى الشعر العربي
كلها علوم تثقل موهبة الشاعرأو المبدع كي يتميز بين أقرانه من مبدعي عصره .
فلي مقوله .. أقول : فيها من لم يمتلك أدواته فليس بشاعرٍ .
فيجب علينا القرأة الكثيرة فيي قواعد اللغة العربية لغة القرآن الكريم .. والتعرف على بلاغة اللغة العربية .. وأن ندرس العلم الخليلي . كي نجود الأعمال الشعرية .. فقد أدخلت موسيقى الشعر العربي والعروض الخليلية داخل قواعد اللغة لذلك يجب دراسته والعلم به كي نعمل به .
س5:
السيدة الوالدة : رحمها الله كانت قد إستحقت منك كل ما يُقدم فماذا تقدم لها اليوم أيضاً إلى جانب شعرك الجميل:
أبكيك لو نفع الغليل بكــــــائي…وأقول لو ذهب المــــقال بدائي
وأعوذ بالصبر الجمـيل تعزياً…لو كان بالصبر الجميل عزائي
ما كنت أذخر في فداك رغيبة…لو كان يرجـــــــــع ميت بفداء
قد كُنت أأمل أن أكون لك الفداء…مــــــــما ألم فكنت أنت فدائي
ج5:
رحم الله الوالدة الحبيبة وأسكنها عوالي جنته .. وواسع رحمته . فهي من شجعتني في الصغر على القرآة وحب كل جميل في الحياة .. من موسيقى .. وقرأة في دواوين الشعر .. والرسم .. وغيرها من الفنون الجميلة التي أثرت في تكويني كشاعر .. وكانت دوماً تحثني على الذهاب الى قصر ثقافة أم كلثوم بالمنصورة .. وتقول لي عليك أن تتعلم وتستفيد من وجود ك داخل قصور الثقافة كي تثقل موهبتك كانت تنطق بالشعر كون والدي كان من الأزاهرة ومن محبي اللغة والبلاغة فكانت تحفظ ما يقوله وتردده .. وبالتابعية أحفظ ما تقوله .. فعشقت الشعر من البيئة التي نشأت فيها .. وشجعتني الوالدة .. وكانت لها الفضل الكبير في رسم شخصيتي الأدبية .. مع حب الوالد للغة القرآن الكريم كونه من الأزاهرة .
س6: هل كنت تقصد الإستعاذة بالله من صبر لا تريده . ولا تعرف كيف تنفق ضالته التي لا تنفعك للتصدى للشوق القاهر. ولترتاح من الجرح الغائر.
((وأعوذ بالصبر الجمـيل تعزياً…لو كان بالصبر الجميل عزائي ))
ج6:
عزائي الوحيد بأنني أصبر النفس وأقول بأننا في نهاية مطاف الرحلة كلنا نتقابل مرة ثانية في دار الحق ..
( والأخرة هي الحيوان ) ومن أصدق من الله قولاً ووعداً .. ماهي الا رحلة ولكل محتطه .. ولكن نجتمع مرة ثانية في دار الهنائة والسعادة . أحسن ربي ختامنا أجمعين.. ولكنني مازلت أنعيها وأقول:(أبكيك لو نفع الغليل بكائي ) .
س7: كثيراً ما أتهم الشعب المصري بعدم الجدية. وعُير بمقولة عمر بن العاص فيه إن مصر أرضها خصب ونسائها طرب ورجالها مع من وقف .. فهل ترى أن ملونياته وريعه من ربيعه العربي كانت أجوبة كافية لصد القيل والقال ورد كيد الجهال.أو أنت تطالب بالمزيد من باقي ما في الجعبة المصرية .
ج7:
استوصى نبي الله صلوات ربي عليه بالمصريين كونه تناسب مع المصريين لتزوجه من ( ماريا القبطية ) .. وأشك في مقولة عمرو ابن العاص .. واجزم بانها مكذوبة على لسانه أي أنها فرية ولم يقول ذلك على بلد عندما دخلها رحبوا به واكرموه هو ومن أتى معه في الفتح الاسلامي لمصر .. وأقول بأن الربيع العربي وثورتي مصر قلبت الحياة في مصر .. ومصر سوف ترتقي في ظل حكم الرئيس السيسي كونه رجل وطني غير ملامح مصر في وقت قصير .. وطور مصر كي تتماشى مع التطور العالمي .. مع وجود الأمن والأمان .. حفظك الله مصرنا الغالية وسائر بلدان الوطن العربي الحبيب .
س8: عندما تلجأ إلى الكتابة هل تكون دوافعك إبداعية ، أو ربحاً لمزيد من ساعات العزلة ، أو الإنتماء المهني ومشاغل دار الأديب ومشاريع الأديب سيد غيث التجارية ..مع إحترامنا لكل مبادراتكم الخيرية.
ج8:
الإبداع يفصل عن العمل الأدبي الخيري كون دار (( الأديب )) التي شُرفت بقيادتها لا تدر الربح الكثير . ومازلنا نقدم من أموالنا الخاصة في رعاية مبادرات الدار الخيرية .. مع إكتشاف المواهب الشبابية ليتم طباعة إبدعاتهم على نفقة الدار .. ومجمل التكريمات التي تقدمها الدار لصفوة الرموز الأدبية بمصرممن تصدروا المشهد الثقافي كل ذلك مكلف وعلى نفقة الدار .
ولولا المشغوليات الكثيرة تجاه الدار والعمل الثقافي الخدمي .. لقدمت الكثير والكثير من المؤلفات الأدبية الإبداعية التي تضاف الى أرفف المكتبة العربية فتزين المكتبة كون هذه الكتب كتب شبيهة بأمهات الكتب الأدبية . كوني أكاديمي متخصص ..
يسعدني أن أقدم كتاب لطلبة العلم أفضل من أن أخرج ديوان شعر كون الكتاب الأدبي العلمي تتحوج إليه المكتبة العربية .. وطلبة العلم في حوج له .
س9: هل تعلم أنك فنان كبير جداً .، ولكن في زمن لا يمكن للكبار الظهور فيه على حساب الصغار ؟؟ وهل تعلم أنك لا بد من ترويج أعمالك وأعمال الأديب للنشر على مدار الساعة وبشكل دائم .. كي تنال على الأقل 50بالمئة من حجم نجاحك الأصلي .
ج9:
أقوم بالجهد الجهيد مع فريق عمل دار(( الأديب )) .. ومجموعة مستشاري الدار كي نخرج أفكارنا المغايرة . والتى تطل على الفكر والإبداع من خارج الصندوق .
العمل الجماعي عمل إبداعي في ظل إحترام عقلية المثقف والقارئ والمتلقي . وذلك هو عبء كبير كي تفرز وتفند الصالح من الطالح . كي تقدم وجبة أدبية معلبة في كتاب جيد .. بطبعة فاخرة تشرف بها الدار كون الكتاب الورقي سوف يظل بين أيادي الناس إلى يوم يبعثون .. ولن يميت الكتاب الورقي الرابط الإليكتروني كون التكتولوجيا لها سقف وسوف تنحدر وتتلاشى ، وهذا ما قاله العلماء . لذلك سوف يظل الكتاب محفوظ بحفظ الله للكتب السماوية .
س10: أسعدنا جدا الحوار معكم سيدي الكريم وصديقي العزيز دكتور سيد غيث . وأشكرك على هذه الحلقة الثانية والأخيرة من حواري معك .. وختاماً ما رأيك .. أن نقرأ في خمسة أبيات من قصيدة لك أخترها لنا بنفسك .. وسأجيب عن أسئلتك حول شعرك الخاص ..
ج 10: الشكر موصول لك أخي الغالي النبيل وللقارئ الحبيب.. محاور جيد … ومطلع ومثقف .. سعدت بالحوارمعكم .. موفق .. وإلى العلا ..
وكان إختيارضيفي المُبجل من قصيدة ( وجعي القديم )..
ولهذا الوجع قسمة مشتركة بين كل العرب ، في كل الأزمان وعلى مر الظروف وتعاقب النكبات والإنتصارات . ويرى الشاعر أن السيفان الضدان تعنترا سويا في متن القصيدة . وساهما في تلوين جدران بيتها الشاعري بمشاعر منها الدموية . أو ربما قال أن الأحرف رفعت ونصبت وجرت وسكنت ونونت للعراك تمهيدا لميلاد عنترة . ويذكر بالإخفاقات التي فرضت علينا سموط الكلام في بعض الأشعار . ومعنى سموط مثلاً عندنا في الجزائر يعني طعام ناقص ملح فهو “سَامط أو مَسُوس” . وباقي معنى ( وجعي القديم ).. القصيدة الموضوعة فوق طاولة أدبية عليها جميع أنواع التوابل وسادة الطعام … فيما يلي :
( وجعي القديم )..
سيفان في متن القصيدة والقصيدة نازفة
زادا عناد الحبر في القلم..
كل النساء ولدن اليوم (عنترهن)..
مستعظمين حرام الله في الكتب
إلا هي جاءت (بعلقمة) فصب صباغ الحبر في القلب..!!
فلولا إمتعاض المعنى في درك الحشا
لأستنفرت من قسورة.. رغوث البر للبحر..
عذراً.. خباب الشعر ما زارني وحيك
حتى تخيط المشرقين على شدة الوجع..
فعابت علينا سموط الشعر..
وإستطعمتنا هوام الأرض أمنية..
فناخت أحرفك عرجاء كرقص الواجل اللضم
فلا تعجل على مستاك عند صلاته
لعل الذنب معقود مع الندم ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. سيد غيث ..