اعتزال إبراهيم لقومه
كتب / السيد سليم
لم يعد الأمر يجدي وأصبح إبراهيم عليه السلام في حيرة بين مايقوم به أزر وبيعه وعبادتة للاصنام وطرده وتوعده بالضرب والرجم وبين طاعته لربه ودعوته الي عبادة الله الواحد الأحد
وأصبح لازاما عليه هجرهم واعتزالهم وما يعبدون من دون الله فكان القرار
﴿وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا﴾
وعد باعتزالهم والابتعاد منهم ومن أصنامهم ليخلو بربه ويخلص الدعاء له رجاء أن لا يكون بسبب دعائه شقيا وإنما أخذ بالرجاء لأن هذه الأسباب من الدعاء والتوجه إلى الله ونحوه ليست بأسباب موجبة عليه تعالى شيئا بل الإثابة والإسعاد ونحوه بمجرد التفضل منه تعالى.
على أن الأمور بخواتمها ولا يعلم الغيب إلا الله فعلى المؤمن أن يسير بين الخوف والرجاء.
وعندما يترك العبد شئ من أجل الله يعوضه الله أفضل مماترك
﴿فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب﴾ هذا فضل الله علي ابراهيم بسبب هجره لقومه وعبادته للاصنام
ولعل الاقتصار على ذكر إسحاق لتعلق الغرض بذكر توالي النبوة في الشجرة الإسرائيلية ولذلك عقب إسحاق بذكر يعقوب فإن في نسله جما غفيرا من الأنبياء، ويؤيد ذلك أيضا قوله: ﴿وكلا جعلنا نبيا﴾.
فابدله الله قوما وزيرة خيرا مماترك وجعل من نسل الانبياء
﴿ووهبنا لهم من رحمتنا﴾
أو التأييد بروح القدس كما يشير إليه قوله: ﴿وأوحينا إليهم فعل الخيرات﴾
﴿وجعلنا لهم لسان صدق عليا﴾ اللسان – على ما ذكروا﴾ هو الذكر بين الناس بالمدح أو الذم وإذا أضيف إلى الصدق فهو الثناء الجميل الذي لا كذب فيه، والعلي هو الرفيع والمعنى وجعلنا لهم ثناء جميلا صادقا رفيع القدر.
وبهذا يكون ابراهيم عليه السلام قد أعلنها صريحة انه الي الله ذهاب ويعوضه الله خيرا مماترك من ذرية وقوم كانوا يعبدون الأصنام فابدله بقوم كلهم أنبياء. .
والي لقاء آخر أن شاء الله