اصلاح التعليم وآليات تطويره..
.بقلمي..أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية..
في العالم الحر والمتقدم، دااائما ما تكون المعارك حامية الوطيس حول اصلاح التعليم وتقدمه مع تقدم وتطور كل مجتمع على
حدا في ظل تقدم وتطور التكنولوجيا وبالتالي مما يؤدي إلى الوجوب المطالبة بتطوير واصلاح التعليم ويتم ذلك عبر صحف تلك الدول ووسائل اعلامها وبرلماناتها.
وكانت أصوات تطالب بتطوير واصلاح التعليم واصوات تطالب تطالب بعدم التطوير والاصلاح والصراع دائما كان بين الجيل القديم والجيل الجديد،وغالبا ماتكون متنافرة في رسم سبل الإصلاح ووسائله وأهدافه.
وغالبا ما تأخذ المناقشات في البرلمانات حول ضرورة واصلاح التعليم وقتا طويلا قبل اقراراها ولما في هذه القضية بالذات من الخطورة والمسؤولية بمكان الحذر فيها لأنها ترسم لأجيال وأجيال..ما سيؤولون ويكونون عليه.
قبل الخوض في الأسباب الموجبة لاصلاح وتطوير التعليم علينا الأعتراف بمسؤولية بفساد نظام التعليم القائم والإقرار بالحاجة
المتزايدة لتبديله، ولكن هذا الاقرار والاعتراف هل هما محفزان إلى تحقيق اصلاح جذري جريء وبكثير من الالحاح والسرعة
للقيام بهذا الأمر مع وجود أخطار تتهدد تطبيق هذا الإصلاح على مايبدو من ظاهر السهولة ودعوة رجال التعليم الى الحذر من
الانخداع بمظاهر السهولة ووجوب السهر على تنفيذ اصلاح يكون مقدمة لا بد من القبض عليها بعزم والسير فيها بايمان
لتجنب الوقوع في خيبة الأمل.
التعليم مهنة لايمكن اختصارها وتعريفها والوقوف على فروعها وخصوصيتها في أسطر قليلة في مجال ضيق كهذا..فهي تحتاج إلى دراسات واسعة في مؤلفات عديدة تجمع بين الصانع والصنعة.
وقد بحث الكثيرون في علم التربية ولكن سرعان ماينساها المعلم إذا لم يقدم على تطبيقها في المدرسة ليدرك صوابها من
خطئها وخيرها من شرها ويلمس نتائجها ويقف على حقائقها مندفعا اندفاعا كليا في اخلاصه لعلمه إذ أنه المعول عليه في
بناء صرح الوطن وانشاء جيل صالح يتغلب على مصاعب الحياة ويسير بأمته نحو السبق ليهيء لها المكان اللائق بها بين الأمم
المتحضرة في عالمنا الحاضر ولأصلاح التعليم..لايلزم كثير من الفقه والتفقه..يلزم في سدة الهيئة التعليمية أناس نزيهون صالحون…مخلصون ويعتبرون أن الأجيال وتعليمها أمانة في رقابهم
معلمون همهم الأول الاخلاص في مهنتهم
مدارس حديثة..متنوعة خاصة وعامة تمتلك أدوات وأساليب التعليم الحديث ويكون لها الحرية في اتباع أساليب ونهج نظم
التعليم الاكفأ في العالم..الأمريكي والياباني والبريطاني والفرنسي..فالتنوع جيد..مع وجود تربية قومية تربط الطالب بوطنه وقضايا وطنه.
رفع مرتبات المعلمين الذين يتخرج من تحت يديهم جميع عناصر ومكونات المجتمع وجعله أعلى مرتب في الوطن كي يكون
مخلصا ونزيها فيخرج جيلا كاملا على شاكلته مخلصون وشرفاء..كالعدل والقضاء مثلا في كل دول العالم..
اتباع برامج منظمة في المدارس وتطبيقها تطبيقا تاما ومراقبة التطبيق واخضاعه للنسبة المئوية وتوضيح وأرشفة البيانات ومدى نسبة النجاح والفشل في هذه البرامج.
إذا صلح رأس النظام التربوي صلح جسمه..وبصراحة نظامنا التعليمي والتربوي في سورية من أسوأ الأنظمة التعليمية
والتربوية في العالم ولكن الإصلاح يجب أن يتم على جرعات مراعاة للظروف والطلاب.
يجب ان يتناول الاصلاح اربع نواحي
١التعليم الالزامي
٢ نظام التعليم العام
٣نظام امتحانات البكالوريا
٣نظام المناهج
بالنسبة للاصلاح الحقيقي فهو ليس يتم عبر اطالة فترة التعليم الالزامي ليستطيع مواجهة المشاكل الراهنة التي ينوء بها ويجب الاخذ بعين الاعتبار التوسع او التضييق حسب الوضع الاقتصادي الملائم لقلة او كثرة التزايد البشري
فهناك تناقض في المراسيم المشترعة يفقد التعليم توازنه والتعليم الثانوي يضعف يوما بعد يوم ويهدد بالسقوط في التكاثف فكيف يمكن قبول منظور المدارس الثانوية في الوقت الحاضر ونصف الطلاب جاهلون ويغشون
فمأساتنا أننا نمسك في التعليم النظري عددا من العقول الشابة والأفضل هو التعليم التكنيكي لما تتطلبه المرحلة الحالية
فليس المهم تسلسل درجات التعليم وارتفاعه بل توزيعه وهنا تكمن المشكلة لذا ينبغي علينا البحث السليم عن مختلف القابليات لتوزع نماذج مختلفة من التعليم متفقة وهذه القابليات
اننا لم نعد نستطيع ان نحتفظ بمؤسسة مدرسية لا تستطيع ان تخرج لنا اطباء
ومهندسون فقط والسبيل الوحيد هو ان نتقصى تقصيا صحيحا عن ثرواتنا الفكرية
ونوجهها التوجيه الصحيح مع الاخذ بالموهبة والرغبة دون الرجوع الى تقييد هذه الثروات بمعدل مرتفع يكبلها
ويغص تعليمنا العالي للآداب والفلسفة بحشود لم نهيء لها مخرجا آخر مما يضطرهم
للعمل خارج اختصاصاتهم ويلجؤون الى تبديل عسير في دراستهم عندما يجدون انفسهم عاطلين عن العمل.
فالهدف الاول هو امكانية طويلة التوجيه واعادة التوجيه..
فيقوم مجلس التوجيه منذ المرحلة الالزامية باعطاء رايه في نوع الدراسات التي تبدو الافضل ملاءمة لقابليات الطفل مع ترك حق اتخاذ القرار لأسرة الطفل
فمجلس التوجيه في نهاية المرحلة الالزامية تكون مهمته تقديم الملاحظات والتوصيات
المفيدة وخلق الانسجام بين مختلف المدارس في حدود الامكانيات ..وكل ذلك يتم عبر امتحان نهائي علمي بحضور الموجهين النفسانيين
في النهاية ليتم تكملة الاعداد العام للتلاميذ وتهيئتهم تهيئة حسية وعملية للأعمال الصناعية والزراعية والتجارية او التعليم العام…
وتكلف هيئة عليا للتوجيه والاعداد المهني برئاسة وزير التربية باقتراح التدابير الخاصة
بتأمين حاجات الاقتصاد ومختلف الفعاليات الأساسية لحياة وديمومة الأمة ومن اجل تحقيق هذه الغايات تقيم اللجنة العليا للتوجيه التربوي مع ممثلي
الفعاليات المعنيين بالامر ومع مجالس التعليم. وبالتالي وضع مناهج لهذه الافرازات التي تمت بعد جهد طويل بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي
بالاضافة الى قلب نظام امتحان البكالوريا قلبا نهائيا وجعله لايقتصر على امتحان خطي
فقط بل وشفوي أسوة بأنظمة تربوية في العالم المتقدم فكثير ممن أصبح طبيبا اصبح
بالغش وكثير ممن هم أطباء اليوم ومتخرجون لا يعرفون اختصاصهم بشكل جيد بل حتى
ان منهم من تخرج من دول اوروبية لا يتقنون ترجمة شهاداتهم التي نالوها.
يجب تأليف لجان جديدة للبحث في مشكلاته واقرار
مشروع نهائي متوافق عليه ويتم صدوره بمراسيم تشريعية..عبر البرلمان
وتكون أسس الاصلاح الجديد لنظام التعليم وأهدافه قائمة على إرادة رجال الفكر والمربين بثورة بجرعات ثورية مدروسة على
النظام القديم وتجديد هذه الأسس تجديدا كاملا يقلب أسس التعليم واستبدالها بأسس جديدة تتلاءم ومتطلبات المرحلة مع
الاخذ ومراعاة مايمر به الأمة والوطن من مؤامرات وفتن ومحن هدفها أضعاف الامة وتقسيم الأوطان على أسس معينة وفق اجندات خارجية. امبريالية.
ولو أن المرحلة لاتتطلب البطء ابدا لتعديل النظام التربوي التعليمي القائم.
في النهاية الإصلاح يجب أن يكون مستداما وفق ما تلزمه خلية النحل من رحيق ودفاع ضد اعدائها من دبابير حمراء مع الأخذ
بمتطلبات العصر الحديث من اجتماعية واقتصادية وانسانية ومتوافقة حسب ظروف ووضع كل بلد على حدا. ودمتم.
بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية.
زر الذهاب إلى الأعلى