غير مصنف

استلهام العبر من الامام الحسين ( عليه السلام )

استلهام العبر من الامام الحسين ( عليه السلام )

بغداد : شريف هاشم

لم يكن الامام الحسين (ع) سنياً ولاشيعياً حينما قرر المضي برحلته الاصلاحية بل كان شعاره الأسمى الانتصار للحرية والانسانية وفي هذه الرحلة الايمانية ثمة محطات يمكن الوقوف عندها لاستجلاء الحقائق أبرزها ان منبر الحسين (ع) الذي خاطب فيه أهله وأصحابه وأعداءه كان منبر الصدق والحقيقة والاصلاح في مواجهة منابرالكذب والفسق والتزييف ثم ان خروج الحسين في هذه الرحلة كان خروجاً سلمياً وليس مسلحاً أو طالب ثأر وان قافلته كانت تضم أفراد عائلته وأقاربه وبعض الأصحاب حيث ترك الجميع المنازل والأموال ولم يحملوا معهم سوى الوفاء والاخلاص والاستجابة لرسائل نجدة المظلومين وان كل الذين مع الحسين حضروا بارادتهم وحتى الذين انضموا معه في الطريق قبل ان تبدأ المعركة انضموا بايمان ووعي وفي فصل آخر من فصول المواجهة مع الأعداء يمكن وصف الأساليب والمنهج التي تعامل فيه الحسين مع خصومه على انه يحمل من الرقي بشكل يجعله مدرسة فكرية وسياسية وأخلاقية فهو لم يبدأ حرباً أو قتالاً وكان لآخر اللحظات يقول انه داعية اصلاح ولم يطالب بغنيمة ولا بمنصب ولا بعنوان وبقي معسكره معسكراً للأحرار فيما اختار المعسكر المقابل الرضوخ للعبودية واطاعة مخلوق بمعصية الخالق ومن يتمعن في خطابات الحسين عليه السلام في ملحمة الطف سيجد انها دليل للمتحيرين والمظلومين في كل أرجاء المعمورة فهي تحتوي الأديان والمذاهب والقوميات وهي البرهان على ان الحسين لكل الانسانية ( ان لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا ) وهو بهذا يؤكد بانه ورث الايمان والمحبة من أبيه الذي أعلن أول لائحة عالمية لحقوق الانسان حينما قال ( الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) ولاغرابة في ذلك فالحسين بن علي بن ابي طالب ولد في بيت نزل فيه الكتاب خاطب فيه الله رسوله الكريم محمد (وماارسلناك الا رحمة للعالمين )والعالمين هنا هم سكان الكوكب برمتهم وبكل مللهم ونحلهم وليس سكان الجزيرة العربية أما استشهاد الامام الحسين فهو من أعظم الأمثلة في التاريخ على الفداء والتضحية من أجل الأمة وقد أمن الحسين بأن اراقة دمه هو الشيء الوحيد الذي يمكن فيه لهذه الامة ان تستعيد وعيها وان تنطلق بصحوة نحو مرحلة جديدة تكون فيه قادرة على دحر الظلاميين وتحطيم جدار الخوف وهكذا كانت محطة الاستشهاد بداية عهد جديد أدركت فيه الأمة عظمة الرزية والمصيبة التي حلت في كربلاء وتكشفت لها أساليب منظومة الأكاذيب والخداع الذي انساق وراءه المهزومون خلف راية الفساد وفي أيامنا هذه نستعيد هذه الوقفة البطولية التي تحمل الدروس والعبر من أجل ان تكون هذه المحطات والفصول دليل عمل يواجه فيه المظلومون في بلادنا أشكال التعسف والاضطهاد والتهميش حيث تدور دورة التاريخ ويتجدد خطاب الحسين ويحضر صدى صرخته في كل زاوية من زوايا الظلام معلنة خلود المثل والمباديء التي جاء بها الحسين لتكون دستوراً حياً لكل الشعوب المستضعفة وهي تواجه منظومة الاستبداد في كل زمان ومكان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى