إيــــــــــاك أن تكتَب عند الله كذَّابًا ؟؟؟؟
بقلم / محمـــــــد الدكــــــرورى
نسمع كثيرا الآن الأكاذيب من كثيرا من الناس ، إلا ما رحم الله عز وجل ،
وكأن الصدق ذهب من قلوب الناس ، ولكن هل سأل الذى يكذب مره نفسه
لماذا الكذب ؟؟ ولماذا قول الزور ؟؟ وهل هذا الكلام سيحاسب عليه أم لا ؟؟
فيجب علينا جميعا الوقفه ، والإنتباه الى هذا الموضوع ، فإنه جد خطير ،
فعن عبدالرحمن بن أبي بَكرة، عن أبيه، قال: “كنَّا عند رسول الله – صلَّى الله
عليه وسلَّم – فقال: ” ألا أُنَبِّئُكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا: الإشراك بالله، وعقوق
الوالدين، وشهادة الزور – أو قول الزور ” وكان رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم
– مُتَّكِئًا، فجلَس، فما زال يُكرِّرها؛ حتى قلنا: ليتَه سَكَتَ”؛ رواه مسلم .
ويُخبرنا النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أن أكبرَ الكبائر ثلاثة: الشِّرك، والعقوق،
وقول الزور، ونلاحظ أنه قد كرَّر “فما زال يُكرِّرها؛ حتى قُلنا: ليتَه سكَت” – قولَ
الزور؛ لأن في التَّكرار تثبيتَ المعلومة وترسيخَها، وإبرازَ أهميَّتها، والتدليل على قُبح وشَناعة هذا الفعل.
وعن أنس عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه: “كان إذا تكلَّم بكلمة أعادَها
ثلاثًا؛ حتى تُفهَم عنه، وإذا أتى على قومٍ، فسلَّم عليهم، سلَّم عليهم ثلاثًا”.
والسرَّ في أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – شدَّد في تحريم قول الزور: أنَّ
الزور هو الكذب، ومَن يَكذب يُغيِّر الحقائق، ومِن تلك الحقائق التي غيَّرها البشر
توحيد الله، فعبَدوا معه غيرَه، وقالوا عليه بغير علمٍ؛ لذا قرَن الله – عزَّ وجلَّ –
الزور بالرجس من الأوثان في قوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور ﴾
ومعنى “فاجْتَنبوا الرجس من الأوثان، الرجس: القذر، والوَثَن: التمثال، والمراد:
اجتناب عبادة الأوثان، وسمَّاها رِجسًا؛ لأنها سببُ الرِّجس، وهو العذاب،
والنَّجَس، وليست النجاسة وصفًا ذاتيًّا لها، ولكنَّها وصْفٌ شرعي، فلا تَزول إلاَّ بالإيمان، كما أنها لا تَزول النجاسة الحسيَّة إلاَّ بالماء.
وقد قام رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – خطيبًا، فقال: ” يا أيها الناس،
عَدَلت شهادة الزور شِركًا بالله ” ثلاثًا، ثم قرأ: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ .. أى تساوت عقوبة شهادة الزور بعقوبة الاشراك بالله …
وسببُ الاهتمام بذلك كونُ قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعًا على الناس،
والتهاون بها أكثر، فإنَّ الإشراك يَنبو عنه قلبُ المسلم، والعقوق يَصْرِف عنه
الطَّبعُ، وأمَّا الزور فالحوامل عليه كثيرة؛ كالعداوة والحسد، وغيرهما، فاحْتِيج
إلى الاهتمام بتعظيمه، وليس ذلك لعِظَمهما بالنسبة إلى ما ذُكِر معها من
الإشراك قَطعًا، بل لكون مَفسدة الزور مُتعدِّيةً إلى غير الشاهد، بخلاف الشِّرك، فإنَّ مَفسدته قاصرة غالبًا”.
وعن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ” إيَّاكم
والكذبَ، فإنَّ الكذب يَهدي إلى الفجور، وإن الفجور يَهدي إلى النار، وإنَّ الرجل
ليَكذب ويتحرَّى الكذب؛ حتى يُكتَب عند الله كذَّابًا، وعليكم بالصدق؛ فإنَّ الصدق
يَهدي إلى البر، وإنَّ البِر يَهدي إلى الجنة، وإنَّ الرجل ليَصدق ويتحرَّى الصِّدق؛ حتى يُكتَب عند الله صدِّيقًا ” … رواه البخارى
ولا يجب ان يكون المؤمن كذَّابًا أي: المؤمن لا يَغلب عليه قولُ الزور، فيَستحلي
الكذب ويتحرَّاه ويَقصده؛ حتى تكون تلك عادتُه، فلا يكاد يكون كلامُه إلاَّ كَذبًا كلُّه،
ليستْ هذه صفة المؤمن، وأمَّا قول الله – عزَّ وجلَّ -: ﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ﴾ …
وعن عائشة قالت: “ما كان شيءٌ أبغضَ إلى رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم
– من الكذب، وكان إذا جرَّب من رجلٍ كذبةً، لَم تَخرج له من نفسه؛ حتى يُحدث توبةً”.
فلماذا أصبحا نكذب لماذا تجرأنا على الله وعلى رسول الله ؟؟ ولماذا أصبح
الكذب أسهل الأمور على ألسنة الناس الا ما رحم ربى لماذا كل ذلك ألم نعلم
أن هناك رقيب وعتيد ألم نعلم أن هناك منكر ونكير فلماذا لا نعود الى الله ونعود
أنفسنا على الصدق وعلى الصراحه فى القول وأن نبتعد عن الكذب وعن الزور ….
زر الذهاب إلى الأعلى