إني عهدت غيابكم وعشقته
بقلم مصطفى سبتة
والله لــــم أنــساكــــم لــثوانــــي
أو غاب ذكركم على وجداني
فالقلب يحفظ ودكم ويصونكم
دوما بوسط حشاشتي وكياني
والحب باق أين حل رحالكم
أرض الحبيب تباعد وتداني
إن تظلموا فلذاك من طبع بكم
أو إن عدلتم ذاك طبع ثاني
والله قد فضل النفوس بطيبها
من قابل الإحسان بالإحسان
إني عهدت غيابكم وعشقته
والوصل لو جئتم يكون ثواني
وأنا الذي كنت الأثير ببابكم
منذا الذي بعدي يسد مكاني
يامن أردتوني الوحيد بحبكم
كيف ارتضيتم أن أكون الثاني
ما قد جنيت بحبكم إلا الضنى
هل حامل الوجد السقيم بجاني
ما كنت أرجو من لئيم صحبة
إنا ما عشقتك أنت من أغواني
صورت لي كل الطريق سعادة
وخلقت من عشقي إليك جناني
وملئت دربي بالورود وعطرها
ونثرت فيه أزاهر الريحان
حتى ملكت زمام قلبي حاكما
فتركتني وسط الطريق أعاني
وتركتني وحدي أهيم ولا هدى
وقبيح غدرك كان قد أعماني
كيف انقلاب بعد طول محبة
بل كيف صار عوالق ضدان
قد كنت أرجو فيك خاتم دنيتي
لكن كبر فجيعتي أعياني
إني إذا لمت الخبيث لفعله
سترد مطرقتي إلى سنداني
زر الذهاب إلى الأعلى