كتب / ياسر بسيوني
واستوقفتني سائلة بوجه مبتسم
يا أنت ؛ أأنت الذي بالعشق متهم؟
إني أراك حراً طليقاً تجوب المكان
كالطير ترفرف وتشدو بأحلى نغم
وأحسك تخطيت كل حدود الزمان
كأنك تفر دوماً من عصارات الألم
ومالك مسروراً بكل ظلم يحيق بك
هل تمتلك السعادة مظلوماً بما ظُلم
أجبتها سيدتي لا تعجبي مني فإني
مسجون بقلبها وخلف ضلوعها أنم
حريتي هي وكل أماكني والهوا بها
أنغامي طربي حين القلوب تنسجم
تتوقف الساعات والدقات ونبضي
في وجودها وهي الوجود والعدم
لو كنت مظلوماً في غرامي فليته
يدوم ؛ ولكن ما حيلتي إن لم يدم
لو كان العشق بهذا الزمان جريمة
أي نعم فأنا ما تقصدين وألف نعم
حبها كالخمر وتسكرني قبلة الثغر
وما كنت أبدي بعد استفاقتي ندم
قد كان قبلها بالقلب جروح دامية
وبعد حضورها إن كل ما بي إلتأم
والنوم الذي ما كان يفارقني يوماً
فإن عيني منذ رأت عيونها لم تنم
فمالهم يطلبون أن أقول لهواها لا
وإنه قالت كل الأشياء حولي نعم
دليني كيف يكون للأجساد فراق؟
وروح بروح حتى بنار البعد تلتحم
تهمتي طيبة القلب ، وأني ضعيف
وأنني إنسان ، وبشر من لحم ودم
سادت القسوة وقانون غاب يحكمنا
بات القوي للضعيف مهما كان يلتهم
دعوني وعشقي بل دعوني وتهمتي
الفخر أني بكل الكون بالعشق متهم
زر الذهاب إلى الأعلى