إعادة الحسابات
الكاتبة فاطمة المصرى
وأنت فى رحلة حياتك ستعيد حساباتك وعلاقاتك فأنت المسئول عن ذاتك وعن صيانتها فحافظ عليها فستمر بدروس قاسية وستعيد النظر فى فهم الأشخاص من حولك فبعض الأشخاص يمرون فى حياتك على هيئة دروس تتعلم منها كيفية التأقلم مع الحياة وإختلاف الطباع ومواجهة الصعاب ورد فعلك على تصرفات الآخرين وقدر ذاتك واجعل من المحنة منحة ونحن نعيش فى الحياة ونكبر فى العمر ونجد إن دائرة الأشخاص المقربين تقل وتضيق بينما تتسع دائرة المعارف ونتعرف على أشخاص جدد تدخل حياتنا وتخرج منها لأسباب كثيرة فتجد أحداث الحياة تصفى علاقتنا بالآخرين دون تدخل إرادتنا فتقلع أشخاص وتجلب أشخاص والقليل من يمكث معنا وعليك أن لا تركز على سلبيات الحياة وتكون ضحية بسبب فقد الأشخاص بل ركز على ذاتك وثقتك بنفسك وزيد من وعيك وإدراكك للأمور والإحتياجات النفسية والشخصيةولاتجعل الشخصيات التى تكرهك تتحكم فيك أو تصبح مثلها إحترم نفسك وابتعد عن الأشخاص السلبية وانظر للحياة بشكل أعمق فستجد مواقف كثيرة فى الحياة تواجهها فلا تستنزف طاقتك النفسية فى التفكير فى خسارة الأشخاص ولا تدخل معارك معهم بل اقترب من الأشخاص التى تحافظ على بقاء الود بينكم .
نحن نحتاج أن ننظر للأمور بنظرة مختلفة وننتقد فيها ذاتنا قبل أن ينتقدنا الآخرين ونحولها إلى إنتقاد بناء ندرك فيه ذاتنا بدون أنانية وحب للذات حتى نحقق العدالة فى كل الأمور حولنا وعندما نتسم بهذه النظرة الإيجابية للأمور سنبتعد عن السلبيات والمناقشات العقيمة التى تفقدنا الكثير وسنتحلى بالصواب فى كل الأراء وسنعيش نهتم بالأشخاص التى من حولنا سعداء وحسن المعاملة والرضا بكل شئ فلا تضيع وقتك الثمين فى رأى الآخرين فيك أو التفكير فى المستقبل أو فى الماضى فنحن لا نملك التأثير على هذه الأشياء ويجب أن تنظم حياتك وأولوياتك بالطريقة الصحيحة فى تحقيق أهدافك وإنجازاتك فى الدراسة والعمل فى الزواج والأولاد فى عبادتك وصلاتك وفى المحافظة على صحتك وفى ممارسة هواياتك كالقراءة أو الرياضة أو الرسم وغيرها من الهوايات المفيدة لإستثمار وقتك و ركز على الأشياء التى تستطيع أن تجتهد لتنجح فيها ولكن المستقبل بيد الله فلا تهدر وقتك فى القلق فى التفكير بالغد لا تتوه فى دوامة الحياة وركز على الإهتمام بالأولويات فى الحياة لتضح لنا الرؤية وتظهر إذا نظرنا بنظرة تقدير للأشياء والأشخاص ولأنفسنا وطريقة التعامل معهم.
نحن ننجذب للأشخاص التى تتآلف أرواحنا معها وتتوافق طباعنا وأفكارنا معها وننفر من بعض الأشخاص التى تبتعد عنا ونتعلق بمن يفهمنا ويستمع لنا .
وعندما نرتقى بأنفسنا ونستغنى ونتغاضى سنعيش نستمتع بالحياة سعداء راضيين ، فالتغافل يكون من أجل بقاء الود مع الآخرين فهو قوة وليس ضعف ولكن إذا إستغفلك الآخرين فهو ضعف ولكن عندما يزيد وعيك وتدرك كم الأشخاص التى خذلتك والتى ساندتك واستطعت التعامل مع كل منهما وتحديت الظروف ووقفت أمامها ستشعر بالثقة والقدرة على مواجهة الحياة وصفعاتها وتتعلم العطاء وأنت سعيد وراضى والتسامح والسلام الداخلى والتغافل هو حماية للعلاقات حتى لا تنقطع والحفاظ على الود والمحبة فهى من أجمل الصفات التى يتحلى بها الإنسان حتى لا يحرج من أمامه ويلتمس له الأعذار .
ولا تسمح لأحد أن يخترق خصوصياتك فالأشخاص التى تراعى خصوصياتك وحريتك الشخصية هم أشخاص يجب وضعهم فى دائرة إهتمامك هم من يحافظون على كرامتك ويعطونك الأمان وأنت بجانبهم يعلمون الواجبات والحقوق ويلتزمون بها غير الأشخاص التى تتدخل فى شئونك فهذا معناه إنك لا تعتزل هذه الأشخاص وتبتعد عنهم ولكن يجب وضع حد بينك وبينهم فى التعامل لمراعاة شعورك هناك من يحاسب الآخرين على عدم الشعور بهم ، رغم انهم لا يفصحون عما بداخلهم حتى يتسنى الشعور بهم.و هناك من يأخذ موقفا من الآخرين دون الأفصاح عمابداخلهم ناحيتهم ، ظنا منهم ان الابتعاد عقاب و انهم سوف يعرفون خطأهم وحدهم و نحاسب الآخرين حينما يتجاهلون معاناتنا رغم علمهم بها.و نبتعدحينما نفصح عن كل ما يضايقنا و يتم الحوار و يصمم الطرف الآخر على موقفه .البعض يتجنب الوضوح و يفضل إلقاء اللوم أو تغييرالمعاملة و الابتعاد.و هذا يؤثر سلبيا فى العلاقات بين البشر .
ونحن لا نتخلى عن الآخرين بكل سهولة ولكن أفعالهم وتصرفاتهم تجعلنا نعيد الحسابات ونتمسك بمن يتمسك بنا ويحترمنا ونبتعد عن الذى يبتعد عنا.