د.ازهار الغرباوي
اكاديمية عراقية
بعد تفجيرات الخميس الاسود التي وقعت في سوق شعبي في منطقة الباب الشرقي الواقعة في بغداد، اعلنت الحكومة العراقية عن سلسلة من الإجراءات الأمنيه لغرض فرض الامن في العاصمة العراقية بغداد، وتحديدا في المنطقة الخضراء تلك المنطقة الحكومية المحصنة امنيا حيث وجود السفارة الامريكية التي اعلنت بدورها تخصيص 20 مليون دولار لدعم جهود الحكومة العراقية في تأمين المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبعثات الدبلوماسية الاجنبية من هجمات داعش الارهابية التي عادت لمزاولة نشاطها مجددا .
– لذلك قد يثار تساؤل هام : هل بدأ تنظيم داعش بتطبيق استراتيجية جديدة في العاصمة بغداد؟؟؟
-وماهي الترتيبات الامنية والعسكرية الواجب اعتمادها اليوم من اجل اعادة الامن للعاصمة بغداد من هجمات التنظيم الارهابية ؟؟
ان الاجابة على هذين التساؤلين تدفع الى استعراض طبيعة الجهد الاستخباراتي العراقي إذ بالرغم من فرض اجراءات امنية مشددة في العاصمة بغداد وخصوصا في المنطقة الخضراء وطريق مطار بغداد الدولي، الا ان تلك الإجراءات لن تكون كافية وخصوصا بعد تقليص الوجود العسكري الامريكي في العراق واقتصاره على قاعدة عين الاسد وحرير ، حيث كان للجهد الاستخباراتي الامريكي دور مهم في مد الاجهزة الامنيه العراقية بالتقارير الاستخباراتية عن تحركات التنظيم الارهابي،.
لذلك على الموسسة الأمنية العراقية اعتماد استراتيجية امنية واستخباراتية جديدة وفق المعطيات الجديدة ، وترك الاساليب القديمة التي تقوم على مسك الارض، وهي اساليب تمكن التنظيم اليوم من اختراقها بعد ان اعتمد استراتيجيه تخوم المدن التي ادت الى استنزاف الجهد الامني العراقي ، ومن ثم تمكن من الاقتراب من قلب العاصمة بغداد. حيث ان عملية الخميس الاسود كانت تدل على ان التنظيم تمكن من استغلال الثغرات الامنية في الجهد الاستخباراتي والامني العراقي وتنفيذه عملية ارهابية في ساحة الطيران.
– لذلك مطلوب اليوم من الاجهزة الامنية والاستخباراتية العمل على تنسيق الجهد الاستخباراتي بين الوكالات الامنية العراقية المتعددة ، بعد ان يتم اعادة تنظيمها وفق المعطيات الجديدة ..
ويظل التساؤل المهم:
هل ستتمكن المؤسسة الامنية العراقية من مواجهة تنظيم داعش الارهابي بعد ان عاد بتطبيق استراتيجيات جديده ؟؟
زر الذهاب إلى الأعلى