بقلم مصطفى سبتة
أيا قلبي لاتنتظر أحداً
فلن يأتي ياقلبي أحد
لم يبق شيء غير صوت
الريح والسيف الكسيح
ووجه حلم جديد يرتعد
الفارس المخدوع القى تاجه
وسط الرياح وعاديجرى خائفا
واليأس بالقلب الكسير قداستبد
صور على الجدار ترصدها العيون
وكلما اقتربت تطل وتبتعد
قد عاد يذكر وجهه والعزم في
عينيه والعزم في عينيه
والامجاد بين يديه والتاريخ
التاريخ في صمت سجد
الفارس المخدوع في ليل الشتاء
يدور مزعورا يفتش عن سند
يسري الصقيع على وجوه الناس
تنبت وحشة في ألقلب حتي
يفزع كل شيء في الجسد
فى ليلة مظلمة شتوية الأشباح
عاد الفارس المخدوع منكسرا
يجر جواده جثث الليالي حوله
غير الندامة ياقلبي ماحصد
ترك الخيول تفر من فرسانها
كانت خيولك ذات يوم كالنجوم
كالنجوم بلا حدود وبلا عدد
اسرفت في البيع الرخيص
وجئت ترجو من أعاديك المدد
باعوك وباعوك في هذا المزاد
فكيف تسمع زيف جلاد وعد
الفارس المخدوع ألقى رأسه
فوق الجداروكل في جوانحه همد
هربت خيولك من صقيع اليأس
فالشيطان حاصرها الزبد لاشئ
للفرسان يبقى حين تنكسرالخيول
سوى البريق البريق المرتعد
وعلى امتداد الأفق تنتحب
المأذن والكنائس والقباب
وصوت مسجون قام و سجد
هذى الخيول ترهلت وترهلت
ومواكب الفرسان ينقصهامع
الطهر وينقصها صليل الجلد
هذا الزمان تعفنت فيه الرؤس
وكل شيء في ضمائرها فسد
إن كان هذا وهذا العصر
قد قطع الايادي والرقاب
فكيف تأمن سخط بركان خمد
هذى الخيول العاجزة لن
تستطيع الركض في قمم الجبال
وكل ما في الأفق أمطار ورعد
ماذا سيبقى للجواد إذا تهاون
غير أن يرتاح في كفن ولحد
الفارس المكسور ينظر نظرة
والسماء تطل وتطل في غضب
وبين دموعها تخبومواثيق وعهد
خدعوك في هذا المزاد العلني
ظننت أن السم أصبح شهد
قتلوك في الأمس القريب
فكيف يافارس تسأل قاتليك
بأن تموت وتموت بحبل ود
قد كنت يوما لاترى للحلم
ترى للحلم الجميل جداأى حد
والآن حاصرك المرابى فى
المزاد بألف وغد ووغد
هذا المرابى سوف يخلف كل
يوم ألف ألف ألف ألف وعد
لاتحزنى أم المدائن لاتخافى
سوف يولد من رماد اليوم غد
فغداً ستنبت بين أطلال الحطام
ظلال بستان زهور وورد
وغدا سيخرج من لظى هذا
الركام صهيل فرسان ومجد
الفارس المكسور ينتظر النهاية
ينتظر وينتظر النهاية في جلد
عينان زائغتان ووجه شاحب
وبريق حلم في ماقيه جمد
لاتنتظر أحداً فلن يأتي أحد
فالأن حاصرك الجليد إلى الابد
زر الذهاب إلى الأعلى