بقلم مصطفى سبتة
يَا سَائِلِي عَنْ رَوْضَةِ الْجَنَّاتِ
هِيَ عُزْلَةٌ إِلَّا عَنْ الْوَرَقَاتِ.
مَا بَيْنَهَا تَجِدُ السَّعَادَةَ وَالْهَنَا
وَتَفِيضُ نُورًا مَاحِيَ الْكَبَوَاتِ.
اسْكُنْ إِلَيْهَا وَاسْتَرِحْ فِي دَوْحِهَا
اشْرَبْ مَزِيجَ الْعِلْمِ مِنْ صَفَحَاتِ.
تَجِدِ الْعُصُورَ قَدْ انْطَوَتْ أَطْرَافُهَا
عِنْدَ التَّصَفُّحِ دُونَ مَا كَدَرَاتِ.
تَجِدِ الجِبَالَ بِطُولِهَا وَبِعَرْضِهَا
قَدْ مُثِّلَت فِي أَرْوَعِ الرَّسْمَاتِ.
تَجِدِ الْأَدِيبَ بِقَلْبِهِ وَبِرُوحِهِ
حَيًّا كَلِيمًا ثَاقِبَ النَّظَرَاتِ.
كُلُّ الْعُلُومِ مِنَ الْكِتَابِ طَرِيقُهَا
فَاسْلُكْ سَبِيلًا وَاضِحَ الرَّايَاتِ.
وَجَمِيلُ مَا فِي الْأَمْرِ أَنَّكَ سَائِلِي
تَلْقَى أُنَاسًا صَادِقِي النِّيَاتِ.
مِنْ دُونِ غِشٍّ أَوْ نِفَاقٍ خَادِعٍ
مِنْ دُونِ غَدْرٍ يَخْنُقُ الرِّيَاتِ.
وَالْزَمْ عُلُومَ الدِّينِ وَاعْبُدْ خَالِقًا
وَاتْلُ الْكِتَابَ وَرَتِّلِ الْآيَاتِ.
هِيَ عُزْلَةٌ يَا سَائِلِي فَاظْفَرْ بِهَا
إِنْ كُنْتَ تَرْجُو رَاحَةً بِحَيَاةِ.
زر الذهاب إلى الأعلى