أدب

أيا رفيق العمر

أيا رفيق العمر


بقلم مصطفى سبتة


أيا رفيق العمربكيتــــكَ صبحاً
ودمـــعي صارَ كالينبوعِ يجري
تمــر الآن ذكـــراك العــــزيزة
دمائي في عروق الجسم تسري
فأنت الآن ودعــــــتَ الزمــــان
وأحلاماً مع الأوهـــــامِ تغـــري
فكم كـــــنا نعـــــيد الذكــــرياتِ


وأبني في سياق العمـر قصـــري
سأكتبُ فيكَ شعــراً يا صـــديقي
سأملأ دفتــــراً بالهـــم نثـــــري
فموتكَ همني والهـــــــمُّ يعــــني
سيبقى في مجال الحزن شعــري
أيا عمرٌ رفيــــــقي في صبـــايَ
لماذا الموتُ يبقيـــــني بعمـــري


لماذا النفسُ قد بقيـــــت تعــــاني
أليس الموتُ فيها حكم أمـــــري
لماذا نكره المـــــــوت المحــــقق
أما هوَ راحةٌ للجـــــسم دهــــري
ألا يا مـــوتُ خــذ روحي قــريباً
فخذني قبل أن تلهــــو بغيــــري
لماذا تأخــــذ الأخـــــــيار مــــنا


وتتركُ من غدا للمـوتِ يشــــري
ألا يا موتُ فلـــــترأف بحــــــالي
فهذا من غــــــدا نوراً لفجـــــري
وهذا في قطار العـــــمر يغـــــدو
محطاتٍ لها توجــــــيهُ فكـــــري
عبير الشوق يبــــقى في خيــــالي
وهذا البعدُ يأتيـــــــني بعــــــذري
فبُعدكَ يا صـــديق العمـــر عـــني
كوى قلبي لينفــــذ كــل صبــــري
تفرقنا بوقــــتٍ كنــــــتَ حــــــياً


فراق اليوم ضيّـــعَ كل عمــــري
فهل يجري لقــاءٌ بعــــد مـــــوتٍ
جنان الخلدِ تجمعـــني بصهـــري
هنـــاكَ بها نعيـــــــد الذكــــرياتِ
ونشربُ كأسنا من نهـر خمــــري
ويجمعــــنا بكــــل السابقـــــــــين
من الأخيار ننشـــقُ كل عــــــطرِ


وننعــم في ثيـــــابِ سندســـية
وحور العين مسكنها بقصــــــري
فلا تنسى كـــــــلام الله يعــــطي
قلوباً تطمئــــــــنُّ لهُ وتبــــــري
وأدعو الله يا عمــــراً صــــديقي
بأن تبقى بنــــــور الله تســـــري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى