بقلم مصطفى سبتة
أياساكِنَة الرّوحِ إنَّ البُعدَ يُؤذيني
منذُ افتقَدتُكَ ماتَ الماءُ في طِيني
لي في النوى حُرقةٌ ياهولَ لاهِبُها
على أثافي الجوى بالجمرِ تكويني
تَبتَّلتْ يَعمُلاتُ الوجدِ وابتَهلتْ
إلى النسائمِ عِطرٌ مِنكِ يُحييني
هَبي رذاذاً من الآمالِ ينعشني
فذا قتيلُكِ بينَ الكافِ والنونِ
مُحَطّمٌ بين أشجاني كثـــــــاكلةٍ
تُطالِعُ الدربَ بينَ الحَينِ والحِينِ
قد لاأبوحُ ولكن في يدي وقلــماً
صبَّ المواجدَ من تنّورِ تدخيني
كم كانَ قبلُكِ جُرمٌ مرَّ في مُقَلي
من الحِسانِ فصِرتي الأفقَ يا عيني
ياآيةً وحيُها في كُلِّ جارِحةٍ
يقولُ لي:يافتى شرعُ الهوى دِيني
مرحى بِمن هطَلتْ في غارِ أزمنتي
فتحاً مُبيناً لأقصى العِشقِ يحدوني
كأننا في الهوى قوسانِ مِنْ ولَهٍ
مدى الصبابةِ شوقَ الثغرِ للتينِ
تبلّجتْ روضةً فانسابَ في رئتي
شهدَ الغرامِ بِإحساسِ ابن عِشرينِ
ياخُطوةَ النبعِ أحيَتْ بالندى تُرَبي
فأورقَ العمرُ في جرداءَ سِتِّيني
هيفاءُ تشهرُ في عيني مفاتِنها
رُمحاً أغاضَ العدى في يومِ صِفِّينِ
في وجنتيها رِياضٌ حارَ واصفُها
تاللهِ ماخضعتْ يوماً لتلوينِ
حاولتُ أوزنُ شِعري من مباهجِها
مثلَ ارتياحِ النّدى في ظلِّ عُرجونِ
فللبهاءِ بيانٌ مِنْ خصـــــــــــائصهِ
بغيرِهِ ماارتقى شِعرٌ بمــــــــوزونِ
ياخمرةَ الحرفِ ياتِرياقَ نازفــــتي
بِلمسةٍ مِنكِ نورُ اللهِ يـــــــــعروني
دَمي تضَرَّجَ مِنْ رأسي إلى قدَمي
وبسمةٍ مِنكِ غِبَّ الوصلِ تشفيني
لاتسألي كيفَ لي في القلبِ نافذةٌ
منها أطلُّ على الدنيا فتـــحويني
مِنها أردِّدُ في الإصـــــباحِ أُغنـــيةً
تفوقُ فيروزَ في شدوٍ وتلـــــحينِ
بِيَ انتفاضةُ وجدٍ لاتُـــــــــبارحني
مِثلَ انتفاضتِهِمْ في يومِ تشـــرينِ
ياحبّذا أدرجتني في جــــــــدائلها
مِشطاً يمرُّ على خدٍّ بِممـــــــــنونِ
أشمُّ عِطرَ الخُزامى من ظفــائرِها
وأستقي شهدَها والثغرُ يرويـــني
نامتْ على ساعِدي طفلاً يهدهدهُ
نبضٌ يقولُ لها:ياجنّـــــــتي كوني
فاستيقظتْ كانبلاجِ الصُبحِ قائلةً:
فديتُكَ الروحَ ياسُؤلي وتطميـني
أجبتُها ضارِعاً:ربّي لتحفـــــــــظها
فأيقنتْ دونها، لاشيء يعنيــــــني
زر الذهاب إلى الأعلى