أنباء عن مقتل أبو بكر البغدادي بعملية أميركية في سوريا
كتبت / ولاء أبو الريش
أكدت وسائل إعلام أميركية عدة أن
زعيم تنظيم «دعش»، أبو بكر
البغدادي، استُهدف وقُتل على
الأرجح في عملية عسكرية أميركية
في سوريا، وذلك قبل ساعات من
إعلان «مهمّ جدا» سيُدلي به
الرئيس دونالد ترامب اليوم (الأحد).
أعلنت شبكتا التلفزيون الأميركيتان
«سي إن إن» و«إيه بي سي»، نقلا
عن مسؤولين كبار في وقت مبكر
اليوم، أن أبو بكر البغدادي قتل على
الأرجح بعد غارة أميركية على
منطقة إدلب في سوريا.
وذكرت شبكة «سي إن إن» أن
الجيش الأميركي يجري تحاليل قبل
أن يتمكن من تأكيد مقتل البغدادي
رسميا. أما شبكة «إيه بي سي»
فنقلت عن مصادر حكومية عديدة
قولها إن البغدادي قد يكون قتل
نفسه بسترة انتحارية عندما
هاجمت قوات أميركية خاصة موقعه.
وردا على سؤال لوكالة الصحافة
الفرنسية رفضت وزارة الدفاع
الأميركية (البنتاغون) الإدلاء بأي تعليق.
وكان البيت الأبيض أعلن السبت أنّ
الرئيس الأميركي دونالد ترمب
سيدلي بإعلان «مهمّ جدا» صباح الأحد.
وقال متحدث باسم الرئاسة
الأميركية هوغان جيدلي في بيان
مقتضب إن «رئيس الولايات
المتحدة سيدلي بإعلان مهم جدا
صباح غد (الأحد) عند الساعة
التاسعة (13,00 ت غ) من البيت الأبيض».
وقبيل ذلك، كتب دونالد ترمب في
تغريدة على تويتر «حدث للتوّ أمر
هائل»، من دون أن يضيف أي تفاصيل.
من جهته، تحدث المرصد السوري
لحقوق الإنسان عن استهداف
مروحيات «لساعة ونصف الساعة»
لمتطرفين قريبين من تنظيم
«داعش» في إدلب، ما أسفر عن
سقوط تسعة قتلى، بدون أن يوضح هوية المروحيات.
وإذا تكلل هذا الهجوم بالنجاح فعلا، فسيكون أهم عملية عسكرية تستهدف قياديا متطرفاً كبيرا منذ قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية قامت بها القوات الخاصة الأميركية في أبوت أباد بباكستان.
وتأتي هذه التطورات بينما يشهد شمال سوريا نشاطا عسكريا مكثفا.
فقد سرعت القوات السورية والروسية انتشارها على الحدود السورية التركية بينما يرسل الأميركيون تعزيزات إلى منطقة نفطية شرقا تسيطر عليها القوات الكردية.
لم تصدر أي إشارة عن البغدادي منذ فيديو تم نشره في أبريل (نيسان) الماضي، وقبله تسجيل صوتي تم بثه في أغسطس (آب) 2018 بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم «داعش»، وقد دعا فيه أنصاره إلى «عدم التخلي عن جهاد عدوهم» على الرغم من الهزائم الكثيرة التي مني بها المتطرفون.
وقبل ذلك صدر تسجيل صوتي آخر للبغدادي في سبتمبر (أيلول) 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم المتطرف من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقاً، على وقع هجوم لقوات سوريا الديموقراطية.
وفي الموصل، كان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في يوليو (تموز) 2014، بعد إعلانه «الخلافة» وتقديمه كـ«أمير المؤمنين».
والبغدادي واسمه الأصلي عواد البدري مولود في 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد. وقد كان مولعا بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محاميا، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق.
أبدى أيضا طموحا للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد قبل ان يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
وخلال الغزو الأميركي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من المتطرفين قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا.
وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة من المقاتلين السنة تحت راية تنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات. وقد استفاد من الفوضى بسبب النزاع في سوريا وتمركز مع مقاتليه فيها في 2013 قبل هجومه الكاسح في العراق.