أدب

أنا الغريقُ فلـما الخــوف

بقلم مصطفى سبتة
تـَاهَ المَسِـيرُ بلا خــــــَطوٍ إلـى أَملِ
ليـطــرح اليـأسَ في دَوَّامَةِ الخَبَلِ
أرى الطَّـرَيقَ أمـَامي غـَيْرَ مُكترثٍ
بِمــنٔ يَمُـرُّ فــهلْ من حـَـادثٍ جَللِ
لا شئ في الشِّـعرِقــد يُغـْري لِذَائقةٍ
تَسْنَطِقِ الحرفَ ما أَفْضى إلى الجُمَلِ
قالـوا احـتِـمَالكَ للأرزاءِ مـَـجْـلبــةٌ
لكلِّ خيـرِ وهــل بالريحِ مِن جَبـلِ
في الـتـِّيـهِ فـُوَّهَــةُ الـبـُرْكـَانِ مـُفْزِعَة
ومن تُـنَادي أَعَارَ الـسَّــمـعَ للحِــيَلِ
هذا الفَراغُ أتى مـِن كـلِّ ذي عَـبثٍ
والأمـرُ صَارَ مِراراً غـــيرِ مُحْتَمِلِ
فكيف قـَادَ خـُطـَى مـن ظِلِّ مُنتـظرا
سيفُ الـولـيدِ إلى جُـبٍّ مـِنَ الـمللِ
وَكيفَ مـلـّتــــنا تــَـدعو لـوحْـدَتِـنا
وَقـد غــَدونا غثــاءَ السيلِ بــالمللِ
صبـراً تـقـولُ وهـل للـصِـبرِ مُـتسعٌ
لمن تخطى حـُــدودَ النـــارِ بالعــللِ
أيُّ البـــلادِ بــــها للــجـهلِ مَـــملكةٌ
بهـا يكــافأ مَـحـضَ الــعــارِ بالـقبلِ
إنا غدونـا وطـعـــمُ الـذلِّ في فـمنا
يسْتصِرخُ العزمَ ما للطعمِ من بدلِ
أكــلُّ ذي حَــسـدٍ قــد سَــنَّ مِـدْيَـتَهُ
على رقـاب الأُلىَ هُــمْ مَنْــبعِ المـَثلِ
لوْ كَان مـن تَسْـتَحَق الــردَّ جُـملتَهُ
أهلُ الهجاءِ لـمارَ البحــرُ في عَـجلِ
لكـنَّ سَـــــخَافتَـهُ تُــبـدي حَــمَاقَتَهُ
وكيفَ يُدعى عديمُ الـوجهِ للخجلِ
لاليس من عَتبٍ عتْبُ السَّفيهِ أسىً
لمـن تـــــوانَى عـنِ الإدراكِ بالــخللِ
إنَّ المُـــــلامَ هـنا نحنُ الذيـــنَ لــنا
في كلِّ شـــاردةٍ دربٌ مـن الـــكسلِ
شــئنا المــكوثَ على تـــلٍ تُــراودُهُ
خيــــباتُ عنترَ لا يفضي إلى السُبلِ
النــحلُ يـَــــغزلُ في الغاباتِ مملكةً
فهل يذوقُ قـــعيدَ الـــيأسِ للعسلِ
نســـتبدلُ المنَّ بالزقــومِ دونَ هدىًَ
كمن تهـافتَ بالمَشْـــهى إلى البصلِ
لكن هــناكَ وقــد لامـــستُ مقربةً
للصبحِ رُغمَ حنينَ الروحِ لم يصلِ
لا بـــدَّ فـي غـــــدهِ آتٍ بــثـــورتِهِ
ليســتعيدَ مـسارَ النـــورِ للــــحَولِ
ليـــدركَ الفـــجرَ في أنـــفاسهِ عبقٌ
يهدي العقولَ طوافا طابَ في زُحلِ
الأرض ضَـــاقت بما للغـِرِّ من صلفٍ
وديدنُ الليلِ يـــزري وحشةَ الطللِ
إني وثقــتُ بعاقبـــةِ الأمـُـورِضحىً
مهــما تـُـــبدى لنا من سادةِ الخطلِ
وقــد أتـــاني بنــومي هـــاتفٌ وتلا
ذكـراً وبــــشرني بـالقــــربِ للأجـلِ
إذن فلا خــوفَ بــعد اليومِ يمنعُني
صوبَ المــســيرِ إلى دلـوٍ بلا حَملِ
سأعـبرُ البـحرَ رغـمَ الـموجِ في ثقةٍ
أنا الغريقُ فـما خــوفي من البلل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى