أمي
أمي
بقلم: أحمد الغنام
أمي أمان جوه دارنا ساعة مايطفي النور بتنور حيطانا وبتبطب علينا وتشبك إيدينا.
ولما تبص في عنينا تحكي إللي داير جوة فينا تحس الوجع من غير ما يعلي الصوت تداوي، تحكي الحكاوي، وكأنة طالع من بؤاها كيف الغناوي.
وساعة لما بصت أمي لاخواتي في عنيهم بصه عابرة وعندي طالت نظرة أمي دي في عنية، حسيت عنيها بدمعة نقلة للوجع، قبل الكلام وبعد صمت يطول ده وصفة، قلتلي أنت الكبير بذرة طارحه وفيها خير بذرة جوه طينة سودة طرحة فيها ألف لون.
علمتني الأرض عرض لو في يوم فرط فيها يبقي بعت أهلك وناسك علمتني كيف أفكر مش لوحدي أخد قرار علمتني إن روسهم قد راسي مش كهوف وروس دي خاوية.
علمتني اللمة أقوي أيد في أيد بخواتك هتقوي علمتني أزاي رح أمسك فأس بأيدي، صبرك اه يامة الجبل من الحمل كلا لاياولدي الطريق فرشاه قصادك شلت حمل وجة معادك وجة دة دورك علشان بفأسك تحفر أه داري.
كيف أه يما العمر ليكي لاياولدي الأجل قرب وحل أوعي يوم عزمك يكل الجبل سكنة لاخواتك، والغريب مايبات في دارك، أوعي يوم وحدك ياولدي تاخد قرارك.
لية يافأسى عمال أخاطبك من الطفولة للصبي، وتقولي صبرك وأمي بتشدد، علية خلي فأسك دي قوية، وكل ضربة فأس بطرحة، أوعي تسقي بمية مالحة، أوعي تدمع يوم ياولدي والدموع تنزل في طينك.
علم أخواتك وناسك، أن فأس في الأيد دي عرض، جي يوم تدفن أه ناسك، جي تداري زارعة شاخت وعودها مال، جه ياولدي ساعة الفراق، أوعي تاكل غير حلال، أوع يغريك كتر مال الأجل مكتوب ياولدي خلي بالك من خواتك، زرعكم مسقي بحلال.
يمة مش قد الحمال زاد علية ودمعي سال أصبر ياولدي، أجلي حل والطريق لساه قصادكم دة طوال، يمة لية سيباني وحدي، السند والضهر مين، كل وقعة ليك ياولدي هتقوي في عمرك سنين.
يمة سندي مين غطاية، لية ماقلتي من البداية اني جاي اليوم عليه وبادية هحطك أنتي في التراب، يامة مش حمل العذاب عودي أخضر بعد موتك والله عودي شاخ وشاب، ومافي غطا هيدفي عودي غير جوارك في التراب.
