أميرة القصر
بقلم / إيڤيلين موريس
يحكى أنه في زمن من الأزمنة وفي احدي البلدان كان هناك ملك حكيم وعظيم له من الأبناء الكثير وله ابنة واحدة توفيت والدتها وهي رضيع ولذلك كان لها في قلب أبيها من الحب ما يكفي لها طول السنين .
وقد اهتم الملك بتلك الأميرة اهتماما بالغا فاحضر لها من المعلمين اكفأهم ومن العلماء أعظمهم ….وهكذا في كل المجالات والعلوم .
وكبرت الأميرة وقد كانت تتمتع بقدر لا بأس به من الجمال والطيبه والحنان علي الجميع من الصغير الي الكبير فكانت محبوبة من الجميع ، كبرت الأميرة و اعادت إلي القصر روح الفرحة التي كانت قد غابت بعد وفاة والدتها الملكة.
كانت تستيقظ مع شروق شمس النهار تفتح ستائر حجرتها الأنيقة لتستقبل أشعة الشمس وعلى وجهها إبتسامة جميلة ويعلو فمها كلمات الشكر لله الذي أضاء بنور وجهه عليها . ثم تقترب من خزانة ملابسها وتنظر بداخلها لتقلب الواحد تلو الاخر إلي أن يقع شعاع الشمس على أحدهم فتختاره دون عناء فوحدتها جعلتها تختار من الطبيعة والأشياء أصدقاء لها تحدثهم وتشاركهم الرأي .
ارتدت الأميرة فستانا أبيضاّ كما اختارته لها اشعة الشمس وأسدلت شعرها الطويل على كتفيها ووضعت تاجها المرصع بالورود وارتدت قرطا يشبهه تماما وخرجت من باب حجرتها متجهة إلى حديقة قصرها الواسع تلك الحديقة التي كانت تشبه في روعتها روضة من رياض الجنه ، لم تكن الاميرة تلمس الارض بقدميها فهي في رشاقته وخفة حركتها كانت تلامس الارض بأطراف اصابعها كما لو كانت فراشه تقف على الزهور وتخشى أن تصيبها بأذى ، تابعت الأميرة حركتها بنفس الخفة الى ان وصلت الى الحديقة وهناك كانت تنتظرها طيور السماء مغردة لها بأجمل الألحان وهي ترقص على أنغام موسيقاهم فرحة بهذا اليوم السعيد واقتربت لتصافح الزهور وتقطف من اجملهم ما تزين به فستانها الأنيق . وظلت تتابع رقصها وهي تنظر الي شعاع الشمس الذي ازداد قوة فهو من صنع لها هذا اليوم السعيد .
وكان الملك ينظر لأبنته الاميرة السعيدة من شرفة غرفته بالقصر فرحا لفرحتها ومتمنيا لها المزيد من السعادة دون أن تلاحظه هي .
وحينما اقتربت من سور الحديقه سمعت الأميرة صوتا ينادي عليها طالبا منها أن تفتح له باب القصر.
اضطربت الاميرة كثيرا ونظرت حولها علها تجد من الخدم من يقوم بفتح الباب فلم تعتاد هي على رؤية الغرباء فقد كان ابيها يخشى عليها الخروج خارج أسوار القصر ، إلا أنها لم تجد احدا حتى حارس الباب تركه وذهب ليستلقي قليلا فقد قضي الليل ساهرا على حراسة القصر .
ظهرت مشاعر الحيرة علي الأميرة وارادت ان تبتعد بعيدا عن مصدر الصوت إلا أنه ازداد ارتفاعا في اذنها يحسها ان تفتح له الباب ، فاقتربت حتي وصلت للبوابة وفتحت الباب فتسمرت رجلاها وتجمدت عيناها وارتسمت علي وجهها ابتسامه فتلألأت اسنانها بضوء الشمس واجتمعت حولها طيور السماء كي يعرفوا ماذا حدث لاميرتهم !
تري ماذا حدث وماذا رأت هذا ما سنراه في الجزء الثاني إن شاء الله.