أدب

أمى عنوان الحياة

طارق سالم

رجاء سامحونى على الإطالة لانها كلمات من القلب .

عندما فكرت في الكتابة عن أمى توقفت كثيرا وتنهدت تنهيدة الشوق والحنان واهتز قلبي ورجنى رجة قوية هزت كل

أعضاء جسدى وانتاب العقل شغفا بماذا أكتب الكلمات وهل مازال بداخلى ما يوفر لى كتابة هذه السطور سواء كان

فرح أو الم أو وجع أو فراق فقلت برغم أى شئ سوف أحاول أجمع كلماتى والمم مشاعرى وأيقظ إحساسي حتى وإن

أبى قلمى أن يسطر بحبره وسنه . ومكثت لحظات ليست بالقصيرة أمام ورقتى البيضاء التى أتلمس ملمسها بمنتهى

الحنان وأنا أنظر لها بعين تملؤها الدموع وهى تنظر إليا وتطمئنى ونتحدث سويا بلسان واحد وقلب واحد وكلمات

واحدة واخيرا شجعتنى أن أمسك بالقلم وأخط كلماتى .

• وبالفعل أمسكت بقلمى ويدي ترتعش من كثرة زيادة النبض بها وهو يحمل كل الحنين لكلماتى التى سوف تعيد له الحياة ولما لا وأمى هى عنوان الحياة .

• مع كتابة العنوان توقفت عيناي وجف القلم وانكمشت الورقة وهم مندهشون من معانى كلماته مع علمى بفراق أمى

ولكنى دائما ما أشعر بها بحياتي حتى بعد الفراق وأعيش على عنوان دارها وبابها وقلبها وحنانها هي برغم الفراق

هى مازالت وتزال دائما ما حييت عنوان حياتي الذي لم أغيره ولا أضل طريقه حتى ألقاها بقلب سليم .

• وهنا هدأت أدواتى وبصرت عيني على كلماتى وأنا ابدا كتابة كلماتى تحجر حبر قلمى وخشن سنه حتى شعرني

بالقشعريرة بجسمى فنظرت عليه فوجدته لا يقدر على العيش بعد الفراق ولكنى لم ألاحظ عليه هذا فاراد أن يعلمنى به .

• فقلت ما هذي الحالة التى تنتابنى وأدواتى لابد أن أكمل مهما كان قلبي مشتاق لامى وعقلي يسيطر عليه الشغف

وعيني تريد رؤيتها ويدي تريد أن تنعم بالسلام والحضن والدفئ وأن استمد حروف العنوان وتظل أمى عنوان الحياة حتى بعد الفراق .

• هنا لم أعى أن ليس بيدي قلم يسطر لى كلماتى غير فرغته الخالية من الحبر والسن فجاة نزلت دمعة من عيني ثم

نزلت أخرى فقلت هاهو الحبر فممدت قلمى أليها فكأنها تلهفه بقوة وتملئ فرغته وتنعم سنه مرة أخرى وقالت لى هلم

أكتب وسطر لقد تعب القلب والعقل والجسد من الشوق إلى أمى وأيضا حتى لا يتوه العنوان وسط زحمة الحياة فكتبت

هذه الكلمات بدمعة وراء الأخرى قبل أن تجف تلحق بها أختها حتى اكتملت كلماتى وقوى نبض قلبي ونشط عقلى

واشتد عودى وأنا أراى أمى وصورتها أمامي بالورقة أحدثها وتحدثنى وهي تبتسم ابتسامة الفرح والسرور وهي تمد

يدها لتلمسنى وتطمنى بالأمن والأمان والحب والحنان وهي تقول سلمت وسلم قلمك ودموع عينك عش سعيدا فأنا حتى

بالفراق ساظل معك سعيدة بك مطمئنة عليك لأنك تذكرنى ولم تنسى عنوانى وحياتي ودائما ما تدعو ربي أن أظل

وعنوان حياتك واعلم أننا لم نفترق ابدا أنت معى وأنا معك وبحضنى وأمام عيني بروحك .

أمى هي شجرة من أشجار الوجود تنبت بالخير منها ماهو يعكس ظله بالطرقات ومنها ما هو زينة لتزيد الطبيعة جمالا

ومنها ما هو يحمل ما ينفع الناس من الثمار المغذية ومنها ما يحمل الأغصان والأوراق الخضراء باشكالها وأنواعها

لتقف عليها الطيور وتسكن بعشها وتغنى وتشدو بأعذب الألحان وأرق الاصوات التى ترسل الأمل والحياة عند بداية

فجر جديد وصباح مشرق يشع كل الهمة والنشاط لكل من يسمع من قريب أو بعيد وتمد جذورها بالأرض في كل اتجاه

لتصبح جذور قوية ومتينة سواء كانت أرض طينية أو رملية وحتى لو قشرتها صلبة بالجبال أوصحراوية وفهى تكد

وتجتهد في محاولة مد جذورها بها حتى تصبح لها مكان تنبعث منه الحياة وتمد الغطاء الأخضر اللون فيصبح صديق

للغطاء الأصفربها لتكتمل الصورة مع لون السماء الزرقاوى فتصبح هذه البيئة طبيعية وتمد يدها لمن يريد العيش بها ويستمتع بالحياة وألوانها ويحصد كل ثمارها من الخير الكثير الذي يكمن بها وبأرضها وبجذورها .

• أمى هى زهرة من زهور البستان والحدائق الطبيعية بالحياة التى هي من صنع الخالق سبحانه وتعالى والتى تشع الجمال من كثرة أنواع زهورها وألوانها وأشكالها وأيضا من هواءها النقى الذي يستنشقه القاصى والدان والذي هو شفاء للصدور .

• أمى هي نهر من أنهارالدنيا المليئ بالخير الوفير بكافة أنواعه ومليئ بالمياه العذبة التى تروى دون حدود تروى الأخضر فتزيده خضرة ونضارة وجمال وتروى اليابس فتجعل منه خضرا نافعا ومياهها تسرى بالعروق فتجعلها مجرى نافعا ومغذيا .

• أمى هى طريق من طرق الحياة تحاول جاهدة أن يكون ممهدا مهما كانت الصعاب به فتارة تعمل على ردم الحفر

بيديها وتارة تحاول أن تنظفه من الحصو حتى وإن كان جارحا وتارة تحاول أن تنيره بضوء مهما كان خافتا حتى

لو كان بضوء الشموع وتارة تعمل على قص الحشائش والغابات من جانبيه خوفا من أن تسكنه الحشرات والحيوانات

الضارة التى تعوق السير به وهى تعرض نفسها للمخاطر من أجل أن يصبح الطريق لى ممهدا آمنا للمرور به وهي مطمئنة القلب والنفس .

• أمى هى الدار والسكن الأمن الذي تجعله نافع للعيش به تحاول أن تنشر بغرفه كل الدفئ مهما كانت برودة الجو

وصعوبة العيش تحاول أن تجعل جدرانه لينة طيبة تجذب من بها بكل حب وحنان حتى وإن كانت اسمنتية تحاول أن

من سقفه ظل يقى من بالدار من تغير مناخ الحياة واشعة تحاول أن تخترقه فهى حائط الصد المنيع الذي يتلقاه أولا

حتى وإن كان يحمل نفعا فهى تعمل على تنقيته أولا ثم تسمح له بالمرور لكل من بالدار والسكن وإن كان ضارا يحمل

كل مأسى الحياة وصعوبة العيش فهى تتلقاه وتحاول أن تجعله شعاعا يحمل كل الأمل والعيش بسعادة لكل من بالدار

والسكن . حتى تجعله سكنا هاديا جميلا لا يعكر صفو من به مهما كانت الصعاب حتى وإن حملت بداخلها الألم كل

الألم فلا تبيح به ولا تظهره ويظل بداخلها هي وحدها حتى تكون بالفعل هي الدار الأمنة والسكن المطمئن .

• أمى هي الجذور التى تحمل أغصانا كثيرة أو قليلة جذور تحاول أن تجعل أغصانها قوية ومتينة أغصان تمد يدها

دائما للحياة وهي فى أبهى صورة وجمال مهما كانت أغصان تقف شامخة ورأسها تعانق السماء أغصان تحمل عزة

النفس أبية المطلب حتى وإن كان عزيزا لديه وفي حاجة ماسة لقضاء حاجاته لتجعل منه غصن نافع لنفسه ولأهله

ولبلده ولوطنه ويكون مثلا أعلى لكل أغصان الحياة .

• أمى هي الحياة بالمعنى الحقيقي لها حياة الروح التى تمدنى بالعيش . حياة الجسد التى تجعلنى يشتد عودى وأكبر أما

عينيها . حياة الأمن من الشرائر والخوف حتى وإن كان قادم . حياة البناء لى ولمستقبلى حتى وإن كانت بالطوب اللبنى

. حياة الفرح والسعادة التى تجعلنى أخلو دائما من الألم والوجع . حياة المحبة والحب للحياة ولمن حولى حياة العزة

والكرامة حتى وإن كانت اليد قصيرة لقضاء حوائجى . حياة الإيمان بالله وحده والتوكل عليه والرضا بقضاءه خي

وشره حياة بالفعل هي الأم والأم هي الحياة لا يفترقان ابدا مهما كانت الظروف إلا في حالة واحدة أن يفقد كل منا

الأخر هنا تتوقف الحياة فتصبح بلا حياة وتموت الروح وتجف الجذور وتتجمد كل المشاعر يضعف النبض ويحزن

القلب ويصبح بلا أمن ولا أمان بالحياة

أمّي الغالية أبعث لكِ باقات حبي وإحترامي وعبارات نابعة من قلبي وإن كان حبر قلمي لا يستطيع التعبير عن

مشاعري نحوكِ فمشاعري أكبر من أسطرها على الورق ولكني لا أملك إلا أن أدعو الله عزوجل أن يبقيكِ ذخراً لنا ولايحرمُنا ينابيع حبكِ وحنانكِ.

يزداد الشوق والحنين إلى إليكى فلا الدموع تعيدك ولا الآهات فقد ذهبت بعيداً عنك وعن كل من يحبها داعيا لك بالسلامة.

من أصعب اللحظات في الحياة رحيل الأم عندها يظهر الإدراك أن واحة الأمن قد اختُرقت وأن العواصف قد هبّت تزيل وتمحي كل من يقف أمامها.

التعبيرعن الذكريات القوية التي برغم مرور الوقت والزمن تظل عالقة بمشاعرنا وأحاسيسنا لا تفارقها وذلك مثل

ذكريات الحياة في كنف الأم التي كان يرضيك ويعجبك كثيراً نظرتها إليك وكأنك طفل صغير إنه الحنين إلى حب الأم وحنانها والحنين إلى الطفولة البعيدة عن متاعب الحياة ومشكلاتها الكبيرة.

امي العزيزه لن اجد اي كلام يوصف كمالك ولن اجد تعبير يوصف جمالك ولن اجد اي شخص ياخذ مكانك في الكون .

وتبقى الأم هي الأقوى في الذاكرة مهما مضى من العمر.

أمى عنوان الحياة


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى