أمل تداعي شاكيا ومحلقا قصيدة شعرية
من أَشعار/رافع آدم الهاشميّ
نزَفَ الفُؤادُ إِليكَ شَوقَاً مُحرِقَا
مَلأَ الْمَآقِيَ بالدموعِ وَ أَغرَقَا
فغَدَت بيَ الآهاتُ ناراً تَصطَلي
وَ إِذا السُهَادُ أَتى إِليَّ وَ أَرَّقَا
يا مُهجَةً سَكَنَتْ حَشاشَتي إِنَّني
أَفنيتُ عُمْرَاً في هَوَاكَ تَخَلُّقَا
فمَضى الشَبَابُ بدونِ زَهرٍ بَلْ كَذا
تمضي الحياةُ وَ أَجتبيكَ تعَلُّقَا
يا مَن أُحِبُّكَ إِنَّني أَعلَنتُ في
صُحُفِ الْهَوى سِرَّاً وَ لَيسَ تَمَلُّقا
عَلَّ الّذي أَعلَنتُ فيكَ يُسُرُّني
فَلَتَستَجيبُ بذا وَ تُسرِعُ في اللُّقا
إِنَّ الحياةَ بغيرِ عِشقِكَ مُرَّةٌ
وَ الشَهدُ فيها ليسَ شَهدَاً مُعبقا
أُمسي بهَا قَسرَاً بسِجنٍ هَدَّني
فأَذاقَني ظُلْمَاً جَحيمَاً مُخنِقا
يا أَيُّها العُمرُ الّذي وَلّى وَ لَمْ
يُعطِ السَّعَادَةَ مَن أَحَبَّ وَ أَصدَقا
إِنِّي عَرِفتُكَ مَيِّتَاً لا أَرتَجي
مِنكَ اِنتِعاشاً أَو حَناناً مُشفِقا
لا أَرتَجي إِلَّا الْحَبيبَ وَ أَنتَقي
كُلَّ الغَرَامِ لِمَن أُحِبُّ مُؤَرَّقَا
يا خَالِقي يا مَن أُحِبُّ إِليكَ ذا
عِطرٌ يَفوحُ مَحَبَّةً وَ تأَلُّقا
فأَغِثْ وَ أَسعِفْ مَن أَتاكَ فإِنَّني
أَمسيتُ في قَعرِ الشَقَاءِ مُحَرَّقا
يا أَيُّها القَلبُ الجريحُ كَفى دَمَاً
مِنِّي وَ مِنكَ لَقَد تَجَارَى مُشرِقا
إِنَّ الجروحَ إِذا تَنامَتْ أَوجَعَتْ
صَبَّاً مُحِبَّاً عَاشِقاً مُتَمَزِّقا
إِذ ذاكَ يَذوي في الْحَشَاشَةِ باكياً
أَمَلٌ تَدَاعَى شاكياً وَ مُحَلِّقا.