أفشل جاسوس في تاريخ الموساد .
أفشل جاسوس في تاريخ الموساد .
مقال بقلم . مختار القاضي .
إنه الجاسوس جمال حسنين من مواليد ٢٩ أكتوبر سنه ١٩٤١ م بمحافظه القاهره كان والده موظف صغير بوزاره الشئون الإجتماعيه ويعول ٧ أبناء . كان جمال متعثر في دراسته ودائم الرسوب حتي حصل علي دبلوم المساحه سنه ١٩٦٢ م وتم تعيينه بهيئه المساحه بالقاهره وكان غاضبا بسبب راتبه الصغير . أحب جمال فتاه تدعي سماح وكان خائفا من خطبتها بسبب راتبه الصغير فقرر الإلتحاق بالمعهد الأوليمبي بالإسكندريه لتحسين راتبه . قامت إسرائيل باعتداء غاشم علي مصر سنه ١٩٦٧ م وكان المصريين يشعرون بحاله من الحزن والأسي وتقدم جمال للإلتحاق بالجيش المصري ولكنه رفض بسبب عدم اللياقه الطبيه . بدأ بعض العرسان يتقدمون لحبيبته سماح فجن جنونه وتحدث مع والده لخطبتها فوافق الأب وتمت الخطوبه مع بعض الشروط الصعبه إلا أن جمال وافق علي إتمام الزواج مهما كان الثمن . سافر جمال الي لبنان للحصول علي وظيفه ولكنه فشل وعاد الي مصر وهو في غايه الحزن . حاول والده إقناعه بالعمل في إحدي الشركات بعد الظهر لتحسين دخله ولكنه رفض . بدأ جمال يفكر في السفر لليونان للخروج من أزمته الماليه والزواج من حبيبته سماح التي نصحته بعدم السفر دون جدوي . تقدم جمال بطلب أجازه لجهه عمله حتي يتمكن من السفر ولكن طلبه قوبل بالرفض فقدم إستقالته . سافر جمال إلي اليونان طمعا في وظيفه ولكنه عجز عن الحصول علي أي عمل فجن جنونه . في ذلك الوقت كان شاب يهودي يدعي سمعان يقوم بمراقبه جمال وأحس أنه صيد ثمين فبدأ يتقرب إليه . بدأ سمعان في إقناع جمال بأنه سيساعده في إيجاد عمل يعينه علي الزواج من حبيبته ولكن بعد أيام أخبره بعجزه عن إيجاد عمل له وطلب منه بيع جواز سفره وإبلاغ الشرطه بفقده . وافق جمال علي العرض ولكنه تردد حين علم أن الشخص الذي سيشتري جواز سفره موجود داخل القنصليه الإسرائيليه . بدأ جمال يحدث سمعان مره أخري عن رغبته في الحصول علي عمل بأحد الفنادق فوعده بمساعدته . تقابل جمال مع أحد ضباط الموساد الذي إشتري منه جواز سفره ووعده بأن يجد له عمل وأعطاه ورقه وطلب منه تدوين بعض المعلومات حتي يقوم بعرضها علي بعض الشركات . كانت المعلومات عن عائلته ووظيفته وأصدقاؤه وعناوينهم . تقاضي جمال مبلغ ٢٠٠ دولار من السفاره مقابل جواز سفره . قام سمعان بحجز غرفه في فندق إسخيلوس باليونان لجمال الذي خاف من إرتفاع ثمن الغرفه ولكن سمعان طمأنه وقال له إن السفاره الإسرائيليه ستدفع ثمنها . بعد أن جلس جمال في الغرفه دق جرس التليفون وكان المتصل شخص يدعي يوسف صديق سمعان وأخبره أنه مكلف بإيجاد عمل له وطلب مقابلته . تقابل جمال مع يوسف في أحد المقاهي ودار بينهما حديث عن الشرق الأوسط ومشاكله وخطيبته ورغبته في الزواج منها وحبه لها وإستعداده لعمل أي شيئ للزواج منها . عرض يوسف علي جمال السهر معه في أحد النوادي الليليه فوافق علي الفور وأثناء السهره عرفه علي فتاه جميله مكثت معه يومان حتي نفذت نقوده فتركته . كان يوسف ضابط بالموساد وظل يخطط للإيقاع بجمال وتجنيده وبالفعل عندما ضاقت الحياه بجمال ذهب يوسف اليه وعرفه علي ضابط آخر بالموساد يدعي إبراهيم بحجه إنه صاحب شركه وإنه سيعمل معه فوافق جمال علي الفور . دار حوار بين جمال وإبراهيم عن تردي الأحوال الإقتصاديه في مصر وضعف المرتبات وغلاء الأسعار وانتهي الحديث بقيامه بسب النظام المصري . أعطي إبراهيم لجمال بعض الدولارات ووعده بمقابلته بعد يومين . كان إبراهيم قد قام بتصوير جمال مع الفتاه الجميله كما قام بتسجيل الحوار الذي دار بينهما . كشف إبراهيم عن شخصيته كضابط بالموساد وطلب من جمال العمل معه حيث رفض علي الفور فعرض عليه إبراهيم الفيلم الجنسي مع الفتاه والتسجيل الذي يقوم فيه بسب النظام المصري فصمت جمال برهه ثم وافق متأففا فبدأ إبراهيم في التودد اليه وملاطفته وطمأنته وأخبره بأن إسرائيل تحمي جواسيسها وفي حاله إلقاء القبض عليهم تقوم بمبادلتهم بأسري مصريين وتسكينهم في ڤيلات فارهه في تل أبيب . وقع جمال فريسه للموساد وتم تدريبه علي إستخدام الحبر السري وإرسال الرسائل والتخفي وتصوير المنشآت ورسم الخرائط وكيفيه كتابه الرسائل المشفره وغيرها من أعمال الجاسوسيه وإستغرق تدريبه ٤ أسابيع وأصبح جاهز للعمل . تقاضي جمال ١٠٠ دولار من الضابط إبراهيم ووعده ب ٥٠ دولار عن كل رساله كما حصل علي مكافأه ماليه وهدايا مع وعد بفستان زفاف هديه من إسرائيل حال زواجه من حبيبته سماح . عاد جمال إلي مصر وقام بمقابله عائلته وأصدقاؤه ولم ينتظر طويلا فقام بزياره بعض الأماكن العسكريه وقام بتصويرها وقام بتسجيل كل المعلومات في مفكره صغيره حتي يرسلها لإسرائيل . قام جمال بزياره عده محافظات وراقب المواقع العسكريه الهامه وقام بتصويرها وتحديد أماكنها بدقه . قام جمال بكتابه رساله بالحبر السري متضمنه كافه المعلومات التي حصل عليها وأرسلها إلي المكان المتفق عليه ولكن قبل وصول الرساله أكتشفها أحد رجال البريد وقام بإبلاغ المخابرات العامه المصريه فورا . بدأت مراقبه الجاسوس ورصد جميع تحركاته وبدأ جمال في كتابه رساله جديده وانتظر حتي الصباح لإرسالها ولكن في ساعه متأخره من الليل قامت المخابرات العامه المصريه بمداهمه منزله وضبط الرساله والحبر السري والمفكره . عقب القاء القبض عليه تم إستجوابه في مقر المخابرات فانهار وأعترف بكل شيئ وتم الحكم عليه بالأشغال الشاقه المؤبده لمده ٢٥ عام وزفت سماح إلي شخص آخر وسافرت معه إلي الكويت .