أسطورة هلاك البشرية
كتبت الأثرية :- شيماء جلال اللطف
توجد هذه الاسطوره علي جدران بعض المقابر الملكيه المتواجدة في البر الغربي لطيبه ( مقابر وادي الملوك ) وهي مقبره سيتي الاول ، مقبره رمسيس التاني ، مقبره رمسيس السادس بالاضافه الي ماورد منها علي أحد مقاصير الملك توت عنخ امون .
تضمن هذه الاسطوره علي بعض معتقدات المصري القديم من ميله الي البشر والاستبداد مما ادي الي غضب الإله الأكبر ( رع ) وعندها قرر ( رع) أن يوقف هذا الاستبداد والشر ووضع حد له وذلك بالانتقام من البشر ولكنه أدرك أن هذا الانتقام سيقضي علي البشريه فأخذته الرحمه واراد نجاه الباقي وذلك لكي تستمر الحياه علي الارض ويكون ذلك غبره لمن بعدهم ودليل علي قوة وعظمه الخالق .
_ تحكي الاسطوره أنه كان رع ( اله الشمس ) ملكا علي الناس والآلهه وكان يسكن الأرض وكان الناس يقدمون إليه الولاء والطاعة والعباده وعندما تقدم به السن وأصبح عجوزا عظامه تحولت إلي فضه ولحمه الي ذهب وشعره الي لازورد أخذ البشر يصفونه بالضعف وعلم رع بما حدث بين البشر مما أثار غضبه وأمر الآلهه بأن تدعي ( الالهه حتحور ) ،شو ، تفنوت ، جب ، نون،وجميع الالهه ومعهم الآباء والأمهات الذين كانو معه عندما كان يسكن (نون) وأمرهم بأن ياتوا دون أن يراهم أحد من البشر حتي لا يرتعد قلوبهم وأخذ رع يستمع إلي نصائحهم فتكلم ( نون) قائلا “انت أيها الإله العظيم ، انت يامن تفوق خلقك في عظمتك ،انت الابن ، الذي فاقت قوته قوة أبيه الخالق ، لاتفعل شيئا أكثر من أن تجلس علي عرشك وتوجه عينك ( حتحور) لتفتك بالمتآمرين عليك وعنها سيذهبون الي الصحراء خوفا من ماقالوه عليك .
اقتنع رع بكلام نون وأرسل عينه ( حتحور ) وتتبعت البشر الي الصحراء وقامت بالفتك بالكثير منهم ورجعت الي رع فقال لها ” اهلا بحتحور لقد فعلت ماارسلتك من أجله فكفي قتلا للبشر ” فردت حتحور قائله ” وحق حياتك أنني انتصرت علي الناس ،وهذا شىء يحبه قلبي وانني سوف اقضي عليهم جميعا ” فقال لها رع ” انني سوف انتصر عليهم بنفسي في اون ( هليوبوليس ) ( عين شمس) وسأبيدهم وكفي ماقمت به لا تقتلي أحد .
ولكن لم تسمع حتحور الي حديثه واستمرت فيما تفعله طوال الليل وظلت تفتك بالبشر وتسبح في دمائهم ولكن خشي رع استمرارها في ذلك فدبر أمر لنجاة البشر فأمر رع من حوله قائلا “أحضروا لي بسرعه رسلا يتسابقون الريح فاحضروهم إليه فقال لهم ” اسرعو الي إلفنتين( جزيره أمام اسوان ) واحضرو من هناك كميات كثيره من الغره الحمراء ( الطفل الاحمر ) ” فقامو باحضارها فأمر رع الخادمات
باعدات كميات كبيره من الخمر وخلطها بالغره الحمراء لتعطيها اللون الاحمر لتصبح لونها مثل لون دم البشر وملأ بها سبعه الآف اناء
أمر اتباعه بأن تسكب هذه الأواني في المكان الذي اعترفت حتحور بأنها ستفتك بما تبقي به من البشر وعندما ذهبت حتحور وجدت الأرض كبركه تعلوها طبقه من الجعه تشبه دماء البشر فشربت منه حتي سكرت فقامت بالرجوع ونسيت أمر الفتك بالبشر .
أقيمت الاحتفالات وفرح الإله رع بهذا العمل الذي أنقذ بقيه البشريه من الهلاك
تدل هذه الاسطوره علي ميل البشر الي الشر وعن مغالاته في الاستبداد إذا تم تركه يفعل ما يريد بدون حسيب أو رقيب عليه ويؤدي ذلك في النهايه الي غضب الإله فأراد رع أن ينتقم المخلوقات الضعيفه ولكن تأخذه الشفقه لهم فينجي بعضهم لتستمر الحياه علي الارض ويكون ذلك عبره للبشر